حصلت "بوابة الأهرام" على كواليس اجتماع الهيئة العليا لحزب النور، والأسباب التى دفعت الحزب إلى المشاركة فى لجنة ال50 لتعديل الدستور، منها الدفاع عن مواد الهوية والشريعة الإسلامية ووجود ممثل للتيار الإسلامى، وطبيعة المرحلة الحرجة التى تمر بها مصر والحفاظ على مكتسبات ثورة 25 يناير. وقال صلاح عبدالمعبود، عضو الهيئة العليا للحزب، وعضو المجلس الرئاسى، إن الهيئة العليا للحزب قامت باستطلاع آراء القواعد الحزبية للنور فى كل مركز، باعتبار أن القرار لدينا مؤسسى ويخرج عن طريق الشوري. وأضاف عبدالمعبود، أن كل مركز أعطى لأمانة المحافظة القرار سواء بالموافقة أو عدم الموافقة، ثم بدأت أمانة المحافظة فى إرسال الآراء للأمانة العامة فى 27 محافظة بالمشاركة أو عدم المشاركة، ثم قامت الهيئة العليا للحزب بالتصويت بالموافقة أو عدم الموافقة، وكذلك المجلس الرئاسى للحزب. وأشار عبدالمعبود، إلى أنه رغم الاعتراضات القوية داخل الحزب، وأن هناك صوتًا قويًا يطالب بعدم المشاركة فى لجنة ال50، إلا أنه كان لابد من الدفاع عن وجهة نظرنا داخل الجمعية التأسيسية لوضع الدستور، ومحاولة إقناع الآخرين بموقفنا تجاه مواد الهوية على وجه التحديد. وتابع: "أنه لابد أنه يكون لحزب النور ممثلا داخل لجنة ال50 لتعديل الدستور، للدفاع عن مواد الهوية والشريعة الإسلامية، وكذلك المواد الخاصة بالنظام الانتخابى، ومسئولية الدولة فى حماية الآداب والأخلاق، بالإضافة إلى المواد الخاصة بالأزهر الشريف،والمساندة لدور الأزهر فى المجتمع المصرى. وأكد عبد المعبود، أنه في حالة المساس بمواد الهوية داخل جلسات لجنة ال50 لتعديل الدستور، سيقوم الحزب بحشد الشعب للتصويت ب"لا"، على التعديلات الدستورية. وأوضح أن سبب عدم حضور الدكتور بسام الزرقا نائب رئيس الحزب، وممثل لجنة ال50 اليوم، يرجع إلى عدم حسم موقف الحزب سواء من المشاركة أو عدمها فى اللجنة، معتبرًا أن جلسة اليوم إجرائية، ولا تؤثر على عدم الحضور. من جانبه قال الدكتور محمد إبراهيم منصور عضو المجلس الرئاسى لحزب النور، إن هناك 3 دوائر تؤثر فى اتخاذ القرار داخل حزب النور، منها المجلس الرئاسى للحزب، والهيئة العليا للحزب، وأمناء المحافظات، كمعبرين عن أمناء المراكز، بهدف توسيع دائرة اتخاذ القرار، حتى يتحمل الجميع المسئولية. وأوضح منصور، فى تصريحات خاصة ل"بوابة الأهرام"، أن المجلس الرئاسى للحزب استدعى الهيئة العليا للحزب، بالإضافة إلى أمناء المحافظات للتصويت على قرار المشاركة فى لجنة ال50، مشيرًا إلى أن نسبة التصويت بين المشاركة ورفض المشاركة كانت متقاربة، مؤكدًا أن المعارضة داخل الحزب كانت قوية. ولفت منصور، إلى أن الدوافع التى أدت إلى مشاركة الحزب فى لجنة ال50 منها طبيعة المرحلة الحرجة التى تمر بها مصر، وكذلك بحيث نكون جزء من الحفاظ على مكتسبات الشعب المصرى بعد ثورة 25 يناير مثل مواد الهوية وضمانات الحقوق والحريات والتوازن بين السلطات وتفعيل الدور الشعبى ومؤسسات المجتمع المدنى والعدالة الاجتماعية، مؤكدًا أنها مكتسبات تحتاج من الجميع الدفاع عنها. وكشف شريف طه، المتحدث الرسمى باسم حزب النور، أنه بلا شك كان هناك تردد ناشئ بين اتجاهين مختلفين، الأول ضرورة المشاركة فى لجنة ال50 لخطورة طول المرحلة الانتقالية والظرف الراهن الذى تمر به مصر، وضرورة سرعة انجاز المرحلة الانتقالية، وعدم وضع العصا فى العجلة، بحسب قوله، ومنعها من الدوران. وقال طه فى تصريحات خاصة ل"بوابة الأهرام"، إن الاتجاه الثانى يتضمن تمثيل للتيار الإسلامى، رغم التحفظات الكثيرة أن التمثيل داخل لجنة ال50 لا يعبر عن الأوزان الحقيقية فى الشارع، وأن كل من هو داخل اللجنة يدرك ذلك، ونحن نؤمن أن الحوار داخل اللجنة من الممكن أن يؤدى إلى نتائج طيبة. وأكد طه، أن قضية حزب النور، ليست مواد الشريعة الإسلامية، وإن كان لنا شرف أن تكون هذه المواد على رأس اهتماماتنا وأولوياتنا، لكن عندما نظرنا إلى التعديلات وجدنا محاور كثيرة، تحتاج إلى تعديل مثل النظام الانتخابى وجوانب العدالة الاجتماعية والتوازن بين السلطات . وأشار طه، إلى أننا نخشى من أن تكون مشاركة حزب النور مشاركة ديكورية ويخرج منتج فى نهاية الأمر لا يعبر عن الحد الأدنى من الرؤية التى يتبناها حزب النور، موضحا أن التيار المدنى قد انسحب فى الجمعية التأسيسية السابقة، حتى لا يضفى مشروعية على شيء لا يراه مشروعًا. وأكد أن الدكتور بسام الزرقا، سيشارك فى الجلسات القادمة للجنة ال50 لتعديل الدستور.