منذ أول يوم جلس فيه الدكتور محمود أبوالنصر، وزير التربية والتعليم، قال: "لن أسكت على أي فساد يحدث داخل الوزارة"، لكن وبعد مرور 40 يومًا على نشر "بوابة الأهرام" تقريرًا مدعومًا بالمستندات، كشفت خلاله المخالفات المالية للدكتور عبدالله عمارة، رئيس الإدارة المركزية للتعليم الأساسي حاليا، إلا أنه مازال في منصبه يمارس عمله بطريقة طبيعية، وكأن شيئا لم يحدث، أو مخالفات تم نشرها للرأى العام. ومنذ اليوم التالي لنشر "بوابة الأهرام" مخالفات "عمارة" تواصلت البوابة مع الوزير أبوالنصر، لمعرفة الخطوة التالية بعد كشف هذه المخالفات، وقال وقتها إنه طلب أصل الأوراق، وبعد مرور يومين تواصلت معه مرة أخرى، وقال إنه تم مطابقة أصول الأوراق مع ما نشرته "بوابة الأهرام" وتبين أنها صحيحة. وبعد مرور يومين، تحدث "بوابة الأهرام" مع وزير التعليم مرة ثالثة، لمعرفة مصير هذه الأوراق، ووقتها قال إنه أحالها للمستشار القانوني لوزارة التعليم، لإصدار قرار إحالة، حسبما يري. ورغم مرور 40 يومًا، فوجئت "بوابة الأهرام" ببيان رسمي صادر عن الوزارة صباح اليوم، جاء في فقرته الأولي: "شهد الدكتور محمود أبو النصر وزير التربية والتعليم افتتاح الدورة التدريبية لمدربي القرائية في السنوات الثلاثة الأولى الابتدائية، حيث كان في استقباله الدكتورة هناء قاسم مدير وحدة القرائية والدكتورة هالة الصيرفي منسق المشروع والدكتور عبد الله عمارة رئيس الإدارة المركزية للتعليم الأساسي والدكتور رمضان محمد رمضان مدير الأكاديمية المهنية للمعلمين والدكتور علي الألفي مدير مديرية التربية والتعليم بالجيزة". وكان "عمارة" في مقدمة قيادات الوزارة التي استقبلت وزير التعليم في هذا الافتتاح، بينما تجدر الإشارة إلى أن محمود ندا، مدير عام الامتحانات، الموقوف حاليا عن العمل، بقرار من النيابة الإدارية، يجرى التحقيق معه خلال الفترة الحالية في مخالفات شبيهة لنفس مخالفات "عمارة" وتتعلق أيضا بمكافآت الامتحانات، بينما المستندات التي كشفتها "بوابة الأهرام" عن عمارة تتعلق بمكافآت الشهادات الامتحانية. كانت "البوابة" قد نشرت تقريرًا مدعوما بالمستندات، حول أن مكتب الوزير -الذي كان يترأسه عمارة- صرف نحو 4840 يومًا، بدلا من 1137 يومًا فقط، وتم توزيع هذه الأيام على 56 عاملا بمكتب الوزير، وكلها "مذيّلة" بتوقيع عبدالله عمارة، ومحمود ندا، مدير إدارة الامتحانات الموقوف عن العمل بقرار من النيابة الإدارية. وحين واجهت "بوابة الأهرام" الدكتور عبدالله عمارة،وقتها، بهذه المستندات، رد قائلا: "ليس لي أي علاقة بالزيادة.. هما اللي قالوا فيه أيام زيادة فكتبوا أسماء ناس في مكتب الوزير.. وفيه واحد في مكتب الوزير ومعاه ناس تانية هما اللي بيعملوا الحاجات دي".