احتفل اليمنيون في الشوارع بأنحاء البلاد بسقوط الرئيس حسني مبارك في الوقت التي خطط فيه الرئيس اليمني علي عبد الله صالح للاجتماع مع القادة السياسيين والعسكريين للبلاد. وقال شهود عيان إن المظاهرات طافت الشوارع والميادين العامة في بعض عدد كبرى المحافظات الجنوبية أمس الجمعة. وبينما تغنى اليمنيون بالأغاني الثورية المصرية في الشوارع وانطلقت أبواق السيارات قال محللون في صنعاء ان التوتر في اليمن اصبح ملموسا في الليلة التي انتهى فيها حكم مبارك بعد 30 عاما قضاها في السلطة. واتخذ صالح - الذي يحكم اليمن منذ 32 عاما - الأسبوع الماضي أجرأ خطوة في محاولة لتفادي الاضطرابات عندما تعهد بالتنحي في نهاية فترته الرئاسية في 2013. ولم تستجب المعارضة بعد لدعوته لها بالانضمام إلى حكومة وحدة وطنية. وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية قبل اجتماع الجمعة انه من المقرر أن يشهد مناقشة إجراءات تحديث القوات المسلحة وتحسين الاقتصاد في اليمن افقر الدول العربية والتي يتخذ منها جناح القاعدة في جزيرة العرب مقرا. ويناقش الاجتماع بين الرئيس اليمني وكبار القادة السياسيين والأمنيين أيضا خطة زيادة رواتب موظفي الدولة ورجال الجيش وهي الزيادة الثانية المزمعة منذ الشهر الماضي عندما خطط صالح لزيادة بحوالي 47 دولارا. وتشير الخطوة إلى أن صالح يحاول ضمان استمرار ولاء الجيش في حالة وقوع اضطرابات في اليمن. وبعد سقوط مبارك يوم الجمعة تجمع مئات اليمنيين في صنعاء أمام السفارة المصرية يحملون لافتات يهنئون فيها الشعب المصري. وهتف آخرون "يا حكام صح النوم.. هذا مبارك سقط اليوم". وأطلق المحتفلون الأعيرة النارية في الهواء ابتهاجا بسقوط مبارك في مدينة الحبيلين التي شهدت عدة اشتباكات خلال الاشهر الأخيرة مع مسلحين يدعون إلى انفصال الجنوب عن الشمال. وقال شاهد لرويترز إن مواطنين في محافظة الضالع تصافحوا متبادلين التهاني بتنحي الرئيس المصري. كما شهدت محافظات ابين وشبوة وحضرموت احتفالات بهذا الحدث بالتزامن مع معظم المحافظات اليمنية. وقالت حركة (الحراك الجنوبي) الانفصالية ان الشرطة فرقت مئات اليمنيين المحتفلين في شوارع عدن حيث انتشرت الشرطة بكثافة منذ الصباح الباكر للتصدي لاحتجاجات انفصالية. وتأتي هذه الاحتجاجات بعد انتشار موجة من المظاهرات المناهضة للحكومة في انحاء اليمن على مدى الاسبوعين الماضيين بعد الانتفاضة التونسية التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي والانتفاضة المصرية التي أدت الى تنحي مبارك. ويقول خبراء في الشئون اليمنية إن الخطر الحقيقي على حكم صالح يكمن في انضمام المعارضة السياسية إلى الجماعات المتمردة مثل الانفصاليين في الجنوب أو المتمردين الشيعة في الشمال الذين عقد معهم صالح هدنة هشة. وخرج نحو 3000 محتج في جنوب اليمن مساء يوم الجمعة للمطالبة بالانفصال لكن أغلب الاحتجاجات فرقتها الشرطة بسرعة. وعلى الرغم من صغر هذه الاحتجاجات مقارنة باحتجاجات المعارضة اليمنية التي تجذب اليها عشرات الالاف فان المظاهرات في الجنوب هي الاولى التي يقوم بها الانفصاليون منذ اندلاع الانتفاضتين التونسية والمصرية. واتحد شمال وجنوب اليمن عام 1990 وتطورت الاحداث الى حرب أهلية بعد الوحدة بأربع سنوات. وسحقت قوات صالح التمرد الانفصالي بالجنوب واعادت توحيد البلاد. واليمن من أفقر الدول العربية وتشير تقديرات إلى أن نحو 40 في المئة من سكانه يعيشون على أقل من دولارين يوميا.