سوريا فى وضع شديد الصعوبة.. فهى ستكتفى بالدفاع عن النفس وفق قدراتها؟، وسيكون نوعا من الانتحار أن تباغت بالهجوم الصاروخى على إسرائيل بالتزامن مع العدوان الأمريكى، حتى لا تعطى إسرائيل المبرر للاشتراك فى الضربة. كل التصريحات الرسمية السورية تنفى ضرب إسرائيل كرد فعل على الضربة الأمريكية المتوقعة، خصوصا بعد تصريحات جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى، والتى كشف فيها عن نية مبيته للضرب دون النزول على الأرض وعدم تكرار سيناريو العراق. التوازن فى معايير القوى غير قائم خصوصا أن الولاياتالمتحدةالأمريكية، وعدت من قبل بأن لن يكون هناك جنود أمريكيون على الأراضى السورية بل ستكون الحرب عابرة للقارات بالصواريخ والقاذفات من الجو والبحر. سوريا منهكة منذ عامين وثمانية شهور، كما أن تجاربها فى السابق لا تشير إلى أنها ترد على من يهاجمها فهى تتلقى من إسرائيل ضربات وفى كل مرة تلتزم الصمت وتستدعى عباراة الراحل حافظ الأسد أنه لن يسمح لإسرائيل بأن تجره إلى حرب لم يحدد بعد زمانها أو مكانها. قطعا سيطلق سلاح الدفاع الجوى السورى صواريخ ضد الأهداف المغيرة.. لكن ستكون ارتفاعات الطيران المعادى والغازى عالية ومحصنة كما أن البوارج سترسل من بعيد الصواريخ. ويعول السوريون كثيرا على رد الفعل من الحلفاء.. وهو أمر فى رأى المراقبين مبالغ فيه كثيرا، فحلفاء سوريا بداية من إيران الحليف المهم لن تتورط فى الحرب وستكتفى بالتصعيد فى الإدانة والانتقادات، على الرغم من وجود اتفاقية دفاع مشترك مع دمشق والتجارب السابقة تشير إلى أن طهران لم تتحرك عندما هاجمت تل أبيب سوريا. وبالتالى من المستبعد جدا أن تخوض إيران الحرب من سوريا تحت أى مسمى، أما الحليف الأكثر أهمية حزب الله، فهو موجود بالفعل على الأراضى السورية من خلال بعض المقاتلين لكن لن تنطلق من الاراضى اللبنانية أيه عمليات مقاومة ضد الأهداف الأمريكية أو الإسرائيلية، وسيكون رد قعل الحزب الإشادة بصمود الجيش السورى والشعب السورى. وقدرته على امتصاص الضربة ومواجهة أقوى قوة متغطرسة فى العالم. وفى مواقف الحلفاء الدوليين، ستلتزم روسيا بسياسة العمل على وقف الضربات ورفع المعاناة على الشعب السورى دون إشارة منها بخوض المعركة بالإنابة وستعمل من خلال الدبلوماسية ولن تفكر فى ميدان القتال . كما ستتحرك الصين ببطء كالعادة وتعلن أنها سترسل مبعوثا عاجلا، وقبل أن يصل ستكون الأيام الثلاثة المتوقع أن تستغرقها الضربات قد مرت. وبالتالى لن تضمن سوريا أى دعم لوجستى من الحلفاء فى هذه المواجهة وتتوقع منهم الضغط الدبلوماسى ووقف استمرار العدوان فى حال حدوثه. ويرى المراقبون أن مواقف الحلفاء متوقعة ولن تخوض أى دولة حربا بجانب سوريا فى مواجهة الولاياتالمتحدةالأمريكية.. ومن هنا فكل الجهود هى منع العدوان وليس التصدى له. صحيفة "لوس أنجليس تايمز الأمريكية" أشارت في تقرير عن مسئولين أمريكيين حاليين وسابقين توقعهم أن يبدأ الهجوم الأمريكي على سوريا في الليل بصواريخ تطلق من البحر والجو في عملية يمكن أن تستمر لثلاثة أيام. وتقول الصحيفة إن الضربات ستستهدف خصوصاً الفرقة السورية المدرعة الرابعة من بين اهداف عديدة أخرى بانفجارات نارية في منشآت عسكرية، وبطاريات للمدافع ومقار في العاصمة دمشق ومعاقل حكومية أخرى في أنحاء البلاد. ويحتمل أن تستمر الضربات التي ستطلق فيها عشرات من صواريخ كروز من سفن حربية وغواصات وربما طائرات اميركية ما يصل الى ثلاثة أيام. وتسعى ادارة أوباما إلى معاقبة حكومة الرئيس بشار الأسد على استخدامها المزعوم لأسلحة كيميائية ولكن مع تجنب التورط في تدخل في الحرب الأهلية في البلاد. ويتوقع المخططون العسكريون الأمريكيون أن تشغل سوريا نظام دفاعها الجوي الكبير الحجم بمجرد أن يبدأ الهجوم، وأن تبدأ بإطلاق نيران المدافع المضادة للطائرات وصواريخ أرض-جو في سماء الليل في محاولة لإسقاط صواريخ توماهوك المارة بسرعة فوق المباني والجبال بسرعة تفوق 500 ميل في الساعة. لكن محللين يقولون إن من المرجح ألا تصل معظم هذه الصواريخ نحو أهدافها لأن الولاياتالمتحدة ستعطل عمل الرادارات السورية. ويبلغ مدى صواريخ توما هوك التي يخطط البنتاجون لاستخدامها 1000 ميل، وهو ما يسمح بإطلاقها من سفن حربية أمريكية موجودة على بعد مئات الأميال عن الساحل السوري، أي خارج مدى الصواريخ المضادة للسفن بمسافة طويلة. وتوجد أربع مدمرات أمريكية مزودة بصواريخ موجهة – هي "راميج" و"جريفلي" و'"باري" و"ماهان"– الآن في شرق البحر المتوسط، ويحمل كل منها ما يبلغ 90 من صواريخ كروز. وقال ضابط البحرية المتقاعد كريستوفر هارمر وهو مخطط سابق في الشرق الأوسط، إن من الأرجح في الواقع أن هذه السفن يحمل كل منها نحو 45 صاروخا. ويحمل كل صاروخ رأساً حربيا صغيرا نسبيا زنته ألف رطل".