شهدت محكمتا الإسكندرية -الابتدائية والاستئنافية منذ الصباح الباكر-العديد من المشادات والمشاحنات بسبب التزاحم الشديد من المحامين والمتقاضين على مكاتب الموظفين بالمحكمة لرفع القضايا واستلام أوراقهم القضائية. هدد العشرات من المحامين بالقيام بالاعتصام داخل المحكمة الاستئنافية الكائنة بسراي الحقانية، بسبب سوء المعاملة التي يلقونها وتعطيل مصالحهم من قبل الموظفين، وقال عصام عبدالستار -أحد المحامين المتجمهرين بمحكمة استئناف الإسكندرية ل"بوابة الأهرام" أنه حضر منذ الثامنة صباحًا وقد وقف في طابور طويل لم يحل به دوري إلا في الحادية عشرة والنصف لأقوم برفع استئناف لأحد الموكلين وفوجئت بالموظفة المختصة تتشاجر مع عشرات المحامين قبلي وتعيد أكثر من نصفهم دون إقامة استئنافه بالتحجج بأي شيء فتارة تتعلل بنقص الأوراق وتارة أخرى تتعلل بأن التوكيلات غير واضحة وهكذا. وعندما حل دوري فوجئت بها تطلب مني جميع بطاقات الرقم القومي للمستأنفين ويبلغ عددهم 23 بطاقة وعندما قدمت لها بطاقة أحدهم وهو موكلي الذي يمثل الباقين كلهم بتوكيل رسمي رفضت وأصرت على مطلبها وسوف يضيع الميعاد القانوني للإستئناف نظرًا لأن اليوم هو الأخير في مواعيد الاستئناف القانونية، مؤكدًا أن هناك العشرات من المحامين الذين تعرضوا لإضاعة مصالح موكليهم بذات الطريقة. وقال حسن صبحي -عضو مجلس نقابة المحامين بالإسكندرية-أن موظفي المحاكم للأسف لم يكونوا على مستوى الأحداث ولا لظروف الطارئة التي تتعرض لها البلاد والتي تقتضي التيسير على المحامين والمتقاضين وليس العكس، مشيرًا إلى تلقيه مئات الشكاوى من المحامين منذ أمس -أول يوم عمل للمحكمة بعد توقفها منذ 29 يناير الماضي-واليوم أيضا، مشيرا إلى أن ثقافة تعطيل الموظفين لمصالح الناس متأصلة في نفس أعدد غير قليل من الموظفين ولن تفلح معهم تغيير وزير أو غيره لأنه لابد من تعليمات عليا بملهم بالرأفة بالناس ومراعاة مصالحهم.