قال نبيل فهمي وزير الخارجية: إن ما يجري علي أرض مصر يعد قرارا مصريا، مؤكدا عدم وجود ما يطلق عليه "عدالة انتقائية أو انتقامية" مشددا علي التزام الدولة بالقانون "وفقا لما أعلنه وشدد عليه الرئيس عدلي منصور، الذي كان رئيسا للمحكمة الدستورية وهي أعلي محكمة" وأضاف أن الدولة ستتعامل بالقانون مع الجميع، ومن أذنب وأقدم علي ارتكاب جرائم سيعاقب ومن لم يذنب سيخلي سبيله ويسمح له بالانخراط في العملية السياسية. جاء ذلك خلال تعقيب وزير الخارجية علي ما ذكره نظيره الألماني حول العدالة الانتقامية، مشددا علي أن من يدعو إلى العنف أو شارك به سيقع تحت طائلة القانون الذي سيطبق علي الجميع، وأن الدولة تلتزم بتنفيذ خارطة الطريق ومشاركة جميع الأطراف في العملية السياسية. وكان فهمي، قد أكد في مستهل المؤتمر الصحفي المشترك علي خصوصية العلاقات مع ألمانيا، مشيرًا إلى الصداقة التي تربط بين البلدين في جميع المجالات وكذا صداقة وزير خارجيتها جيدو فيستر فيله. من جانبه، قال جيدو فيستر فيله وزير الخارجية الألماني: إن بلاده تحترم إرادة الشعب المصري وهي علي قناعة تامة بأنه هو الذي يقرر مستقبله ويحدد مصيره، متمنيا سرعة الانتقال نحو الديمقراطية والانتخابات بمشاركة كل الأطراف دون استثناء، لافتا إلي أن علاقات ألمانيا مع مصر لا تستند إلي الجانب السياسي فقط وإنما إلى كونها علاقات راسخة وعميقة في المجالين الاقتصادي والتجاري. وقال: إن زيارته إلي مصر هي للنصح فقط لجميع الأطراف، والحث علي أهمية الانتقال نحو الديمقراطية ونبذ العنف والمشاركة بالعملية السياسية ، ونفي أن يكون موقف بلاده انحرف عن الموقف الأوروبي أو اختلف عنه. وعلل وزير الخارجية الألماني، وصفه سابقا لما جري في مصر بأنه كان بمثابة "انتكاسة" قائلا: "كان رأيي نتيجة قراءة سريعة للأحدث في بدايتها، لكننا نري الآن أن الشعب المصري هو الذي يقرر مصيره ومستقبله". وكرر "نتمنى له ذلك بموجب انتقال سريع نحو الديمقراطية بمشاركة كل الأطراف". وحول تشبيه محمود بدر منسق حركة تمرد، بين مرسي وهتلر، والأخير كان منتخبا أيضا من جانب الشعب الألماني ومارس أبشع صور الديكتاتورية قال فيله: "أري وجود تهوين في مصر حيال جرائم هتلر ضد التشعب الألماني وضد الإنسانية والتي راح ضحيتها 6 ملايين يهودي بسبب الدين". وأضاف " نري في ألمانيا أنه لا سبيل أمام مصر سوي بالانتقال إلي الحل السلمي في ظل سيادة القانون ومراعاة حقوق الإنسان" ، وقال: طلبنا نحن والولايات المتحدة إطلاق سراح الرئيس السابق محمد مرسي، ووجود جهة محايدة تقوم بزيارته لكننا نري أن هذا الأمر تم من خلال تمكين كاثرين أشتون، من هذه الزيارة مما أتاح الفرصة للالتقاء به. ولفت إلي أن مستقبل التعاون مع مصر سيتقرر وفقا للتطورات الداخلية بها، مؤكدا علي التزام بلاده بتمويل المشرعات المتفق عليها للعام الجاري 2013. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد مع وزير الخارجية المصري نبيل فهمي، في ختام جلسة مباحثات بين الوزيرين في مستهل مباحثاته بالقاهرة. وقال إن مستقبل التعاون مع مصر سيتوقف علي التطورات الداخلية بها، داعيا إلي ضرورة الانتقال سريعا نحو الديمقراطية بمشاركة جميع الأطراف دون استثناء، وقال أنينا هنا فقط للنصح لجميع الأطراف في مصر ونثق أن الشعب المصري هو الذي يقرر مصيره ويحدد مستقبله. وأكد فيله، أن مصر تمر بمرحلة حاسمة من تاريخها ونريد لها أن تتوجه سريعا نحو مستقبل أفضل ونأمل التمسك بالحل السلمي والانتقال نحو الديمقراطية بمباركة كل الأطراف وصولا إلي الانتخابات القادمة.