استمرت أزمة تواجد العشرات من أعضاء جماعة الإخوان المسلمون داخل مسجد القائد إبراهيم بعد أن فشلت المفاوضات بين الأمن وبينهم حيث انسحب منذ قليل الشيخ حاتم فريد–الداعية الإسلامي المعروف بالإسكندرية. وكان الأمن قد وسّط الشيخ فريد لإقناع أعضاء الجماعة للخروج من المسجد الذي تواجدوا به منذ أحداث الأمس حيث طاردهم أهالي منطقة محطة الرمل بالشوارع وحاولوا إلقاء القبض عليهم بعد توجيه اتهامات لهم بإطلاق الخرطوش وتحطيم المنشآت وإشعال النار في عدد من السيارات. وقد دعا ذلك أعضاء الجماعة للتوجه للمسجد والاختباء داخله بينما تجمع الأهالي خارجه مطالبين من قوات الأمن إلقاء القبض عليهم. وأرجع الشيخ حاتم انسحابه من المفاوضات لما أكد أنه عدم وفاء القيادات الأمنية بتعهداتها معه حيث قامت باقتياد أول دفعة من المحتجزين والتي تقدر ب20 شخصاً والذين خرجوا منذ قليل من المسجد الى مديرية الأمن فيما تبقي ما يزيد عن ال120 أخرين محتجزين داخله. وأكد عدد من الأهالي وجود عشرات الأشخاص الذين يحتجزهم أعضاء الجماعة داخل المسجد ويقومون بتعذيبهم ومنهم الناشط السياسي أحمد ثابت أحد مؤسسي حركة 6أبريل بالإسكندرية. وفي نفس السياق انتشرت قوات الجيش والبحرية بصورة كبيرة بمحيط مسجد القائد إبراهيم كما انتشر عدد من فرق الجيش على أبواب المسجد تحسباً لتأمين المتواجدين داخله بالتنسيق مع عدد من تشكيلات الأمن المركزي داخله. وفي ذات السياق تظاهر العشرات من المتظاهرين المؤيدين للجيش بمحيط المسجد مرددين هتافات تهاجم جماعة الإخوان المسلمين وتطالب الفريق أول عبد الفتاح السيسي بالقضاء على العنف. وفي أثناء ذلك ترددت أنباء عن وجود مسيرة لجماعة الإخوان المسلمون انطلقت من منطقة محرم بك في طريقها لميدان القائد إبراهيم لتحرير أعضاء الجماعة المحتجزين داخل المسجد. كان مسجد القائد إبراهيم قد شهد منذ عصر الأمس اشتباكات عنيفة بين الآلاف من أعضاء الجماعة وآخرين مؤيدين لدعوة الفريق السيسي للنزول ضد الإرهاب والعنف انتهت بانسحاب الإخوان من محيط المسجد وأسفرت عن أربعة قتلي وعشرات المصابين.