الزحام والتنافس علي السفر.. المؤشر الأوضح أمس في مطار القاهرة ليعكس الأحداث الداخلية المتصاعدة.. سواء في جناحي رابعة العدوية أو التحرير.. وكذلك الميادين الرئيسية بالمحافظات.. ولكن تكتمل الصورة ايضا بعودة ملحوظة للعاملين في الخارج.. وبالطبع القادمين من العمرة مع اقتراب رمضان المبارك.. لتتوازن الصورة مع قيام بعض السياح بتعجل المغادرة.. أو قدوم مندوبين للحاق بسفارات دولهم في القاهرة.. ولوحظ ارسال قطر طائرة خاصة غادرت الي الدوحة وعليها 110 قطريين.. علي الرحلة .5151 كل ذلك ضمن دائرة الطواريء بمطار القاهرة الدولي.. مع تأكيد علي أن الحركة العادية مستمرة.. فمثلا كما صرح الطيار توفيق عاصي رئيس القابضة لمصر للطيران.. نقلت الشركة امس 29 ألف راكب علي متن 124 رحلة بينهم 4300 راكب علي الرحلات الداخلية. رصدت "الجمهورية" حركة السفر والوصول لكبار المسئولين الحاليين والسابقين. كان من أبرز مسئولي الحكومة المغادرين د.عمرو دراج وزير التخطيط والتعاون الدولي متوجها الي تركيا وأحمد بهاء الدين رئيس قطاع مياه النيل بوزارة الري ود.زاهي حواس وزير الآثار الأسبق الي المغرب ويحيي يخلف وزير الثقافة الفلسطيني السابق الي المغرب أيضا للمشاركة في مهرجان أصيلة وغادر محمد طوسون رئيس اللجنة التشريعية والدستورية بمجلس الشوري متوجها إلي ألمانيا. أما رحلات الوصول فشملت عودة محمد كامل عمرو وزير الخارجية من الجزائر وعودة اللواء أحمد رشدي وزير الداخلية الأسبق ود.يحيي الجمل نائب رئيس الوزراء الأسبق قادمين من ألمانيا بعد زيارة استغرقت عدة أيام أجريا خلالها عدة فحوص طبية ود.علي جمعة مفتي مصر السابق قادما من أسبانيا كما وصل جوزيف بوتور وزير التعليم العالي والبحث العلمي البوروندي من كينيا ويحيي محمد عبدالله صالح ابن شقيق الرئيس اليمني السابق قادما من ماليزيا. من جانبها استمرت السفارة الامريكية بمصر أمس في إجلاء 87 من رعاياها وأسر العاملين في مقراتها ضمن تحرك مماثل لسفارات أخري تحسبا لأية تطورات عقب المظاهرات التي تشهدها البلاد. تبين من واقع سجلات الجوازات مغادرة العشرات من الرعايا الأمريكيين حيث تضمنت القائمة سفر 38 أمريكيا من أسر العاملين بالسفارة الأمريكية علي المصرية المتجهة الي فرانكفورت و30 علي الألمانية الي فرانكفورت ايضا و6 علي الألمانية الي ميونيخ وأمريكي علي الأردنية الي عمان و5 علي الأثيوبية الي أديس أبابا وأمريكي علي المصرية المتجهة الي البحرين و7 أمريكيين علي الطائرة الهولندية الي أمستردام. السفير الاسرائيلي يؤجل بينما ألغي السفير الاسرائيلي يعقوب أميتاي وطاقم السفارة عودته لمصر الأسبوع الحالي. كما اعتمدت شركة طيران ايرسينا علي ركاب ترانزيت في رحلاتها بين القاهرة وتل أبيب بعدم انعدام حركة الاسرائيليين علي هذه الرحلات. وبسبب الأحداث والمظاهرات اوقفت الخطوط السورية رحلاتها الجوية بين دمشقوالقاهرة لليوم الثاني. تلقت الجهات المسئولة بالمطار خطابا من الخطوط الجوية السورية بإلغاء رحلتي الأحد رقم 202 الي اللاذقية و206 الي دمشق تحسبا لتداعيات المظاهرات كما ستلغي رحلات الاثنين والثلاثاء لحين استقرار الأوضاع. وزير الطيران بينما أكد المهندس وائل المعداوي وزير الطيران المدني هدوء الأوضاع في كل المطارات وإنهاء إجراءات وصول وسفر الرحلات بشكل منتظم وسط تنفيذ خطة طواريء لتأمين المطارات والمنشآت فيها. قال الوزير : من خلال متابعة سير الحركة في المطارات تأكد انتظام كل رحلات السفر والوصول من متابعة من كل قيادات الوزارة لمواجهة أية أحداث طارئة من خلال خطط الطواريء الذي تم تدريب العاملين علي مواجهة الأزمات وتسير حركة الطيران طبيعية حتي الآن ولم تتأثر بأي أحداث وبالنسبة لرحلات مصر للطيران والشركات الأخري بمطار القاهرة حتي تسير طبقا لجداولها الطبيعية سواء في الرحلات القادمة أو المغادرة لأرض الوطن. عيون العالم.. علي مصر الأوبزرفر: القاهرة لا تحتمل قتالاً صحف الخليج ترصد بقلق تطورات الأحداث خصصت العديد من الصحف العالمية افتتاحياتها لتناول الأوضاع في مصر ومظاهرات المعارضة. وضعت صحيفة الفايننشال تايمز "هاوية مصر" عنواناً لافتتاحيتها ووضعت لها عنواناً جانبياً آخر هو "بلد منقسم بحاجة إلي إجماع ورجل دولة". قالت الصحيفة إن محمد مرسي تعهد عندما انتخب رئيساً لمصر قبل عام بأن يكون رئيساً لكل المصريين. إلا أنه ظل خاضعاً لنفوذ جماعة الإخوان المسلمين التي "جلبته" إلي السلطة. ليكون رئيساً غير كفء وعامل انقسام. وشددت الصحيفة علي أن ذلك ليس المستقبل الذي أراده مئات الآلاف من المصريين الذين جازفوا بحياتهم لإسقاط نظام الرئيس حسني مبارك عام .2011 أشارت الصحيفة إلي أن الانتقال من الديكتاتورية غالباً ما يرافقه الفوضي وأن مرسي الذي ورث انهيار الأمن الاجتماعي في مصر لم يستطع بناء الإجماع الذي يحتاج إليه للتعامل مع هذا الوضع وبدلاً من ذلك أبدي هو وجماعة الإخوان المسلمين ميلاً لاحتكار السلطة والسيطرة علي مؤسساتها كما هي الحال مع السلطة القضائية. من جهتها تساءلت الأوبزرفر في عنوان افتتاحيتها "هل يمكن لروح الربيع العربي أن تبقي في مصر؟" مشيرة إلي أن مصر ذات الحضارة العريقة التي تضم اليوم نحو 85 مليون نسمة كانت تلعب دائماً دوراً قيادياً في العالم العربي وعندما نهض المصريون لإسقاط "30 عاماً من ديكتاتورية حسني مبارك" فإنهم صنعوا مفهوماً غائم الملامح هو الربيع العربي وكان واقعاً ملهماً للمضطهدين في كل مكان "وليس العرب فقط". خلصت الصحيفة في افتتاحيتها إلي أن مصر لا تحتمل القتال. وأن العالم العربي بمجمله ينتظر خياراتها. فالربيع العربي هذا النمو الهش ينتظر فرز نموذجه وتعويذة الثورة "عيش. حرية. عدالة اجتماعية" ينبغي تبجيلها. ذكرت "لوفيجارو" أن عشرات الآلاف من أنصار الرئيس المصري يتجمعون أمام مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر منذ أيام حاملين لافتات وشارات خاصة بهم إلي جانب بعض "العصي" فيما يتجمع المعارضون بميدان التحرير. أضافت أن التظاهرات الحاشدة من الجانبين قد تنذر باندلاع مواجهات عنيفة في اليوم الذي يوافق الذكري السنوية الأولي لتنصيب الرئيس المصري. وعربياً حذرت عدة صحف من خطورة الانقسام والفرقة في مصر . قالت صحيفة "الراية" القطرية في افتتاحياتها ان مظاهرات اليومين الماضيين التي سقط فيها قتلي وجرحي في صفوف المواطنين المصريين رغم المناشدات التي صدرت من الأزهر الشريف بالتعبير السلمي وعدم استخدام العنف وحرمة الدم المصري تثير القلق والخشية من أن تشهد المظاهرات أعمال عنف تتسبب في خسارة الأرواح والممتلكات وتزعزع الأمن والاستقرار في البلاد. وتحت عنوان "مصر.. لا بديل للحوار" قالت صحيفة "الشرق" القطرية في افتتاحياتها إنه منذ اندلاع ثورة 25 يناير العظيمة في مصر وانتصار الشعب في إزالة النظام السابق. لاتزال "أم الدنيا" تعاني من صعوبات الانتقال ومعركة ترسيخ الديمقراطية في البلاد. حيث تعيش مصر حالة من الانقسام العميق . أشارت الصحيفة إلي أن الانقسام بين معسكري الحكومة والمعارضة وصل إلي الذروة عشية دعوة المعارضة للتظاهر حيث يحشد الجانبان أنصارهما في الشارع.. وقالت صحيفة "الخليج" الإماراتية تحت عنوان "30 يونيو.. يوم آخر" إن كل الأنظار تتجه إلي مصر التي تتحرك لتجديد ثورتها وتصحيح مسارها بعد أن اختطفها "الإخوان" لمدة عام بعدما اختزلوا كل مصر بحزبهم وكل المسلمين بجماعتهم ومعتقدهم علي حد تعبير الصحيفة. أكدت "الخليج" في ختام افتتاحياتها أن مصر لن تكون إلا كما كانت عبر العصور مصر البهية الأبية العربية حامية الأمن العربي وجدار الصد والعزة والكرامة للأمة العربية.. مشيرة إلي أن مصر تكتب تاريخها من جديد. في نفس السياق أكدت صحيفة "الوطن" الإماراتية تحت عنوان "مصر تقرر مسارها ومصيرها" أن أنظار العالم تتوجه إلي مصر.
