طالب الدكتور عبد المنعم سعيد رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام الشباب المتظاهرين، خاصة فى ميدان التحرير، باختيار مجموعة منهم تتحدث باسمهم، لعرض مطالبهم، معرباً عن تخوفه من وجود ديكتاتورية ثانية جراء ما يحدث من صراعات بين المحتجين المنقسمين على آرائهم، منهم المطالب بتغييرات فورية، وآخرون يؤكدون ضرورة الاستقرار فى المرحلة الراهنة. جاءت مطالب الدكتور عبد المنعم سعيد، أثناء حلوله ضيفاً على قناة العربية فى برنامج "استديو القاهرة" ظهر اليوم، كمحلل ومفكر وكاتب سياسى، وليس دفاعاً عن الحزب الوطنى وسياساته باعتباره عضواً فيه، وهذا ما أكده خلال البرنامج. وقال: "هناك ثورتان فى الشارع المصرى، الأولى حملت المطلب الديمقراطى المصرى ورفعت شعارات تؤكد على ذلك، وكانت مرفوعة من قبل، من جانب مثقفين ومفكرين حتى فى الحزب الوطنى"، وأضاف قائلا: "كنت من الداعين لها من البداية. أما الثورة الثانية فبدأت يوم الأحد، وكان مناصروها أعضاء من الحزب الوطنى يريدون استمرار الاستقرار، وآخرون شعروا بتدهور حياتهم المعيشية بسبب ما يحدث، ومثال على ذلك، مجموعة من مواطنى نزلة السمان الذين يعتمدون على السياحة كمصدر رزق، وبعد أن رأوا أنهم يعتمدون –الآن– على "استلاف الأموال" حضروا لميدان التحرير بالخيول والجمال فى محاولة لإنهاء ما يحدث من المحتجين، لأن "الجوع كافر". وبنظرة تحليلية سياسية لواقع الأمر بين الثورتين، قال الدكتور عبد المنعم سعيد، إن هناك حروباً سياسية جارية بينهما، خاصة فى ظل تساؤلات تدور فى عقول ممثلى الثورة الثانية، يحاولون توجيهها للثورة الأولى، أهمها: من يمثلكم؟، ومن يتحدث باسمكم؟. وأفاد بأن نظام الرئيس حسنى مبارك لم يصل للمرحلة الديمقراطية بعد، لكنه نظام سلطوى مركزى، نافياً أن يكون النظام الحالى ديكتاتورياً. وحول مطالب البعض بإسقاط النظام الحالى، رد الدكتور عبد المنعم سعيد بتساؤل مفاده: وماذا بعد إسقاط النظام؟. وقال إن مصر على مدى مائتى عام، تقوم بتغيير ملوكها وسلاطينها ورؤسائها، بطريقة دستورية، وما طرحه الرئيس مبارك، أمر مهم جداً بأن يكون انتقال السلطة وفقاً للدستور . وقال الدكتور سعيد: "لا يصلح إلغاء الدستور الحالى قبل وضع دستور جديد". ورفض رئيس مجلس إدارة الأهرام التكهن بما سيحدث فى الساعات المقبلة، لكنه ركز على ضرورة أن تجرى عملية تعزيز لبرنامج الرئيس للنقل السلمى للسطلة، وأنه لا مفر من الحوار مع جميع القوى السياسية، مع ضرورة التشديد على عدم الهجوم على المتظاهرين فى ميدان التحرير. واختتم كلامه بقوله: مايشغلنى أن هناك حالة غل وكراهية موجودة بين البعض فى هذه الآونة، لكن على الدولة أن تقدم الضمانات الكافية، التى تكفل النزاهة والديمقراطية فى العملية الانتخابية المقبلة.