وسط الحر الشديد، خرجت مسيرات عمال مصر اليوم الأربعاء، لتحتفل بعيدها السنوي بهتافات "عيش حرية.. ثورة عمالية"، "شدوا حيلكم يا عمال.. ضد الظلم وراس المال"، "مسرحية مسرحية.. والخصخصة زي ما هي"، "هما يلبسوا آخر موضة وإحنا ننام عشرة فى أوضة". خرجت الهتافات من حناجر ملتهبة، ووجوه يغمرها عرق الجبين لتعلن بصدق مطالبها للعيش بحرية وعدالة اجتماعية، .. تجولت معهم "بوابة الأهرام"، لترصد أهم مطالبهم وطريقة التعبير عنها. - ميدان السيدة زينب: بدأت في الساعات الأولى من ظهر اليوم الأربعاء، عشرات العمال تواكبوا على ميدان السيدة زينب وبصحبتهم الأعلام الحمراء والبيضاء، وسيارة الدي جي التي أخذت تعزف الأغاني الوطنية والموسيقى. تزايدت الأعداد من الحركات الوطنية والأحزاب الاشتراكية والنقابات العمالية المستقلة، الأمر الذي أدى إلى إعاقة سير الحركة المرورية، لكن قام العمال بتنظيم الحركة مع رجال الشرطة حتى تمكنوا من فتح الطريق بعد أن أغلق لمدة ساعة تقريبا. سرعان ما التف العمال حول رجل يرتدي "كاب" أزرق واتخذوا من رصيف ميدان السيدة زينب منصة له ليشاركهم الهتافات.. والتقط كمال أبو عيطة رئيس اتحاد نقابات العمال المستقلة، الميكروفون ليهتف "يسقط يسقط مرسي مبارك" والعشرات من العمال يرددون وراءه. أكد أبو عيطة على مطالب العمال المشروعة التي تتمثل في إقرار قانون الحد الأدنى والأقصى للأجور، وتنفيذ الحكم الصادر على هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء، الخاص بعزله من منصبه وحبسه لامتناعه عن تنفيذ الحكم القضائى بعودة شركة طنطا للكتان للعمل. وطالب أبوعيطة أيضا بضرورة إعادة النظر فى الموازنة التي وصفها ب "السرية" الخاصة بالتعليم والصحة، وعزل جميع المستشارين التابعين للجماعة الإخوان الذين تم تعينهم مؤخرًا، دون النظر لإهدار المال العام، وضرورة إقرار قانون لتشغيل المصانع بإدارة ذاتية. - شارع القصر العيني: تحركت المسيرة العمالية التي سرعان ما احتشد بها عدد يوصف بالمئات، وسط أربعة سيارات بينهم سيارة ربع نقل تحمل الدي جي والميكروفون الذي أمسك به أحد العمال وظل يهتف "ألف سلامة وألف تحية من ثوار الإسكندرية" ، "اربط الأجر بالأسعار أصل العيشة بقت مرار". وتحركت المسيرة باتجاه شارع القصر العيني لتصل إلى مجلس الشورى لمطالبته بإقرار قانون الحريات النقابية الذي يسمح للعامل بأن ينتخب من يمثله ولا يعين عليه ديكتاتور يتحكم فيه ويظلمه. وأمام جدار كبير من أفراد الأمن المركزي وقفت مسيرة العمال التي ملئت شارع القصر العيني لتصتدم به لمنعه المسيرة من الوصول لمجلس الشوري والهتاف أمام خشية أن يتطور الأمر ويحدث اعتداء على مقر المجلس. وتحركت القيادات العمالية المنظمة للمسيرة في محاولة للتحدث للأمن للتأكيد على سلمية المسيرة ولكن المحاولات فشلت، وتعالى الهتاف "يسقط يسقط حكم المرشد" .. وقررت المسيرة التوجه لميدان التحرير للاحتفال بعيدهم هناك، وسط المكان الذي شهد ثورة 25 يناير التي قامت بمشاركة كبيرة للعمال. - ميدان التحرير: استقبل الميدان مسيرة عمال مصر بهتافات "عيش حرية عدالة اجتماعية"،"على وعلى وعلى الصوت اللي هيهتف مش هيموت"،"على وعلى وعلى كمان ضد نظام الإخوان". وبدأت مسيرة العمال في نصب المنصة التي اعتلاها كمال أبو عيطة وممثلو اتحاد عمال تونس وفلسطين، وممثل عن الاتحاد الدولى لعمال الصناعات، وقامت فرقة من العمال بتقديم فقرات فنية وطنية، وفقرات تندد بالفساد الإخواني، ثم رفعو اللافتات التي تؤكد على مطالبهم وهي تنفيذ أحكام القضاء ووضع حد أدنى للأجور وحد أدنى للمعاشات. وتقابلت "بوابة الأهرام" مع بعض العمال المشاركين لتستمع لآرائهم ومطالبهم، فقال مجدي أبواسماعيل، ورسلان الحضري من محافظة الدقهلية ويعملان بمصلحة الضرائب، أن المسيرة اليوم جاءت لتطالب بإصدار قانون الحريات النقابية، واستراداد المصانع التي أغلقت، وإعادة زملائهم المفصولين للعمل بسبب تعسف الرؤساء. وقال طلال شكر أحد أعضاء اتحاد عمال النقابات المستقلة، معلقا على خطاب محمد مرسي رئيس الجمهورية في عيد العمال بأنه شو إعلامي، وبدون مضمون يحمل معنى للعمال، موضحا انه قال إنه لا بيع للقطاع العام ولكن كيف وشروط صندوق النقد الدولى تنص على استكمال برنامج الخصخصة في مصر.
