فى الاحتفال بالعيد السنوى للعمال تضاربت الآراء بين النقابات العامة والمستقلة حول مدى تحقيق ثورة يناير مكاسب للعمال، وما إذا كانت الإضرابات والتظاهرات فى قطاعات عديدة مفيدة للعمال أم أضرت بمصالحهم وصالح الاقتصاد المصرى. يقول خالد عبداللطيف رئيس النقابة العامة للعاملين بالصناعات الغذائية: بعد ثورة 25 يناير حصل العديد من العمال فى قطاعات مختلفة على حقوق مادية تمثلت فى مضاعفة الدخول ورفع الحوافز بنسب وصلت إلى 200% وبدل وجبة 300% وربما هذه الزيادات لم يحلم بها العمال أنفسهم وهو ما دفعهم لرفع سقف المطالب والمطالبة بالمزيد من خلال سياسة الإضراب والتظاهر. وقال – في تصريحات خاصة ل"بوابة الأهرام"- إن هناك فئة من العمال فى قطاعات إنتاجية أضربت عن العمل، وعطلت الإنتاج وتم الاستجابة لمطالبهم وحققوا المكاسب، وهناك فئات عمالية فى قطاعات أخرى لم تضرب، وركزت فى الإنتاج ولكنها لم تحصل على مكاسب. وأضاف: باختصار المكاسب التى تحققت لم تأت للجميع ولم تكن منتظمة بل استفاد منها من عطل الإنتاج وقطع الطريق فقط، رغم أن الشركات متعثرة لكنها رضخت لضغوط العمال، وكان وراء هذه الضغوط النقابات المستقلة التى اعتبر أن أضرارها أكثر من إيجابياتها على الاقتصاد المصرى والقطاعات العمالية. وقال: رغم إيمانى بالحريات النقابية لكننى أرى أنه ليس من المنطقى ولا الصالح العام وجود 3 لجان نقابية فى مصنع واحد مثلا، من المفترض أن تتاح الحريات النقابية فى المستوى الأعلى وليس فى القاعدة العمالية حتى لا تتفتت ويتعطل العمل ويتوقف الإنتاج، كما شاهدنا فى قطاعات عديدة خاصة أنه لايوجد قانون ينظم عمل هذه النقابات المستقلة بل نشأت وتعمل وفقا لاتفاقات منظمة العمل الدولية، أما النقابات العامة فلها قانون ينظمها ويحدد مالها وما عليها. الرأى الآخر يعرضه طارق بحيرى، نائب رئيس النقابة المستقلة فى هيئة النقل العام قائلا: نعم العمال استفادوا بعد 25 يناير، وفى النقل العام حصلنا على زيادة فى المكافآت أقرها لنا مجلس الشعب المنحل وأيضا فى الحوافز وبدل الوجبة الغذائية، وهذا انتصار حقيقى غير مسبوق تحقق بفضل النقابة المستقلة التى تشكلت بعد قرار وزير القوى العامله الأسبق الدكتور أحمد البرعى بإعطاء حريات نقابية وفتح الباب أمام إنشاء نقابات مستقلة وهذا انتصار آخر للعمال مادى ونقابى. وأضاف: لكن يتبقى مطلب آخر لم يتحقق حتى الآن من مطالب ثورة 25 يناير الأساسية وهو تطبيق الحد الأدنى للأجور، وسوف نظل نتظاهر لتحقيق هذا المطلب. ويضيف: ردا على الرأى الذي يتهم النقابات المستقلة بأنها وراء تحريض العمال على الإضراب عن العمل أقول: لولا هذه الإضرابات ما تحققت مطالبنا، فالدولة هى التى تدفعنا لذلك والمفاوضات لا تجدى، كما أننا نضرب عن العمل من أجل حقوقنا وحرياتنا ولولا الضغوط التى قمنا بها على الحكومة ما تحقق شىء. وليست كل المطالب فئوية بل أحيانا تمثل حربا على الفساد فمازلنا لم نحقق العدالة الاجتماعية، ولم نصل لحد عادل لحياة كريمة وهو مطلب أساسى للثورة يتحقق بتطبيق الحد الأدنى و الحد الأقصى للأجور، فرغم كل شىء فإنني اعتبر أن الثورة لم تصل لعمال مصر لأن الأحزاب والجبهات والحركات لم يتطرقوا للعمال رغم أنهم كانوا السبب الرئيسى للثورة وخلع مبارك بعد إعلانهم العصيان المدنى.