أعلنت مصر اليوم الاثنين انسحابها من باقى أعمال اللجنة التحضيرية لمؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووى المنعقدة حاليا فى جنيف، وذلك احتجاجا على فشل المجتمع الدولى المستمر فى تنفيذ القرار الخاص بإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل فى الشرق الأوسط. وقال السفير هشام بدر مساعد وزير الخارجية لشئون الهيئات والمنظمات الدولية ورئيس وفد مصر أمام اللجنة فى كلمة مساء اليوم إن خرق خطة العمل لعام 2010 والتى تقضى بعقد مؤتمر فى عام 2012 لبحث الخطوات لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل فى الشرق الأوسط وتأجيل هذا المؤتمر الذى كان مقررا ان يعقد العام الماضى فى هلسنكى انما يمثل فشلا آخر فى تنفيذ التزام رئيسى لمعاهدة منع الانتشار النووى. وأكد بدر على ان انسحاب مصر من أعمال اللجنة يهدف إلى إرسال رسالة قوية من عدم الرضا من مصر تجاه انعدام الجدية فى التعامل مع هذا الموضوع والذى يعتبر جزءا رئيسيا من الامن الاقليمى والعربى والمصرى والذى يؤثر على الأمن والسلم الدوليين. السفير هشام بدر فى كلمته أمام اللجنة التحضيرية وفى الوقت الذى أعرب عن قلق مصر من عدم الالتزام فى موضوع إخلاء الشرق الأوسط من اسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية على مصداقية معاهدة منع الانتشار النووى شدد على انه على الجميع أن يتحمل المسئولية وأن مصر لايمكن أن تنتظر لمالانهاية لتطبيق المعاهدة. وقال السفير بدر إن مصر ترفض الذرائع التى قدمت بخصوص تأجيل مؤتمر هلسنكى وان هذا التأجيل كان خرقا واضحا للالتزامات وللقرارات الخاصة بإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل فى الشرق الأوسط. وأضاف بدر أن قرار المشاركة فى اعمال اللجنة اتخذ قبل أيام قليلة فقط وان مصر جاءت برسالة واضحة وهى اننا لن نعاود التفاوض حول خطة العمل لعام 2010 كما أنه ليس للرعاة (الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة وروسيا) من سلطة فى إرجاء عقد المؤتمر. وشدد مساعد وزير الخارجية، فى حين طالب فى كلمته بتحديد تاريخ واضح لعقد مؤتمر هلسنكى المؤجل، على أن مصر تدعم نظام معاهدة منع الانتشار بكل الدعم وطالما ناصرت انشاء منطقة خالية من السلاح النووى وأسلحة الدمار الشامل فى الشرق الاوسط ولكن لايمكن الانتظار الى مالا نهاية ولا يمكن فى كل مرة يتم الاتفاق على نتائج ثم لايحدث أن تنفذ واكد السفير بدر فى كلمته امام اللجنة على ان مصر عندما صادقت على معاهدة منع الانتشار فان ذلك كان لايمانها الراسخ بأن تلك الخطوة تمتثل مع مصالحها الوطنية العليا وهى تقليص الاسلحة النووية فى كل العالم وبوجه خاص فى الشرق الأوسط الذى يجب ان يكون خاليا من هذة الاسلحة واضاف بدر انه منذ مصادقة مصر فى عام 1991 لم تتخذ جهود بالرغم من اننا اخذنا وعود الرعاة على محمل الجد خاصة بعد عام 1995 وحتى عام 2010 فى مؤتمر المراجعة الذى اعتمد الخطوات العملية لانشاء المنطقة الخالية من اسلحة الدمار النووى والسلاح النووى فى الشرق الاوسط كما تعاونت مصر مع الميسر. وتم تقديم ورقة عمل عربية تتعلق بجميع الوسائل الأساسية ولكن كان الرد هو تأجيل مؤتمر هلسنكى لأجل غير مسمى ودون مشاورة الأطراف. وفى تصريح خاص لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط فى جنيف قال السفير هشام بدر إن مصر قلقة جدا من تداعيات عدم تنفيذ الالتزامات على مصداقية واستمرارية معاهدة منع الانتشار النووى والتى تم مدها بشكل لانهائى بناء على اتخاذ قرار الشرق الأوسط عام 1995 وقال بدر إن اعضاء المعاهدة والأمين العام للأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية والمجتمع الدولى بأسره عليه ان يتحمل المسئولية تجاه تنفيذ مقررات الشرعية الدولية.