رصدت جمعية تنمية والنهوض بالمرأة برئاسة الدكتورة إيمان بيبرس، أخطر الظواهر المجتمعية التى تتعرض لها الفتيات المصريات فى المدارس الآن، من ضرب مبرح إلى إهانة لفظية، أو حتى حرمانهن من الأنشطة وعدم إعطائهن الحرية الكافية للتعبير عن رأيهن، وأيضا التحرش الجنسي بهن. وذكرت الجمعية النسائية فى تقريرها الصادر اليوم الثلاثاء، أنه خلال شهر واحد فقط في أواخر العام الماضي (2012) شهدت المدارس المصرية 48 حالة تحرش بالطالبات في 5 محافظات، وثلاث حالات هتك عرض لطالبات ابتدائي، بالإضافة إلى حالتي تمييز ديني وعرقي. وتابع التقرير أنه كان من مظاهر العنف ضد الفتيات في المدارس خلال عامي 2012/2013 قيام مديرة مدرسة "أبي بكر الإعدادية" بحرمان الطالبة "هبة الله محمد" من التكريم والتصوير معها بالرغم من حصول"هبة" على المركز الأول على مستوى إدارة منطقة العامرية بمحافظة الإسكندرية في الكاراتيه، وذلك لأنها غير محجبة. وأشارالتقرير إلى أنه قد قامت مديرة مدرسة "السيدة زينب الثانوية" في القاهرة بإبعاد الطالبة "سالي هاشم" من فريق الإذاعة المدرسية لأن سالي قامت في الإذاعة المدرسية بإلقاء قصيدة ناقدة لبعض السياسيات الرئاسية. وأضاف التقرير أن التسيب وصل إلى حد قيام بعض المعلمات اللاتي يفترض بهن غرس القيم والأخلاق للطلبة والطالبات بالعديد من مظاهر العنف الجسدية واللفظية ضد طالبات صغيرات لا حول لهن ولا قوة، فقامت مدرسة بالأقصر بقص شعر تلميذتين لأنهما غير محجبتان، وقامت مدرسة "فقه" في "معهد القدس الأزهري" بالإستهزاء بالطالبتين الجميلتين "بسملة يحيى"و"جهاد ممدوح" لتقول لهم "روحوا السودان أو الصومال أو روحوا عيشوا في جنينة الحيوانات أحسن" فقط لأنهم سمراوات اللون. وذكرالتقرير في واقعة أخرى، تعرضت طالبة في الصف الثاني الابتدائي بمدرسة الوفاق بمنطقة أبو يوسف بالعجمي للضرب على يد أحد المدرسين عقابا لها على عدم ارتدائها الحجاب، كما أمر زميلاتها بضربها على "قفاها"؛ ولنا أن نتخيل كم الضرر النفسي الذي تعرضت له الفتاة، بل وزميلاتها اللاتي تعرضن للقهر من قِبل مربي الأجيال هذا لضرب زميلتهن غصبا على قفاها. وتابع التقرير أن الأمر انتهى باعتذار المدرس ومدير المدرسة للطفلة في طابور الصباح، أمام جميع زملائها، واكتفت والدة الطفلة بذلك وتنازلت عن القضية. ولكن أياً من المسئولين لم يتابع هذا الأمر ويتأكد من وجود الآليات التي تمنع تكرار هذه الواقعة مرة أخرى. أيضا شهدت مدرسة "أبو غالب" الإعدادية المشتركة، التابعة لإدارة منشأه القناطر التعليمية بمحافظة الجيزة وقفة احتجاجية قام بها مجلس أمناء وأولياء أمور المدرسة أمام مقر المدرسة، للاحتجاج على فصل البنين عن البنات، ونقلهم إلى مدرسة جديد، وهو الاقتراح الذي قدمه أحد مرشحي جماعة الإخوان المسلمين كوسيلة للدعاية لكسب أصوات الناخبين في القرية. وأشار التقرير إلى أن أغرب ما في الواقعة كان تصريح نعيمة عبد الجليل - مديرة التربية والتعليم بمحافظة الجيزة- بأنه في حالة رغبة أولياء الأمور على الفصل وتقديمهم طلبا بذلك ستوافق عليه إذا كانت أي طالبة تتعرض ل"تحرش أو اعتداء". فالسؤال هنا هل الفصل هو حقا الحل الأنسب والآلية الوحيدة لحماية الفتيات من التحرش والاعتداء. وفى السياق ذاته أكد االتقرير، أنه في واحدة من أبشع حوادث العنف في المدارس ، تعدى مظاهر العنف اللفظي والجسدي ليصل إلى حد الإعتداء الجنسي حيث تجرد مدرس ابتدائي بأسوان عن الإنسانية والرحمة وتجسد فيه الشيطان، فقام بالاعتداء الجنسي على تلميذة بالصف الأول الابتدائي (6 سنوات) بالمدرسة في مدرسة حاجر المويسات، مركز أدفو. وقد أفادت التحريات طبقا لتقرير جمعية تنمية والنهوض بالمرأة، أن والدة الطفلة اكتشفت وجود أثار دماء على ملابسها الداخلية بعد تهتك غشاء بكارتها، وبسؤال الطفلة قالت إن مدرس المجال الصناعية استدرجها للفصل أثناء تواجد زملائها بفناء المدرسة بحصة التربية الرياضية، وقام بتحسس وملامسة أجزاء من جسدها وتقبيلها، ثم قام بالاعتداء عليها جنسيا، والمدرس الآن محبوس على ذمة التحقيقات. أضاف أيضا أنه في مدرسة العقاد ببولاق الدكرور قامت معُلمة اللغة العربية والدين بإهانة تلميذات الصف السادس الابتدائي غير المحجبات وضربهن ضربًا مبرحًا أمام باقي التلاميذ في الفصل، لإجبارهن على إرتداء الحجاب، قائلة لإحدى التلميذات غير المحجبات: "أنتي كده هتبقي مسيحية وسطهم". أما في مدرسة الأورمان الإعدادية الثانوية بالعجوزة فقد وصل عدد الانتهاكات إلى 17 حالة، وتنوعت الحالات بين 4 حالات قلع أحذية، و6 حالات شتائم وسب بالأهل، وواحدة تهديد بالتفتيش الذاتي، و7 حالات ضرب وعنف وتصل إلى حد الكسر في بعض الحالات كوسائل لعقاب الطلبة والطالبات. وقال التقرير إن اللافت للنظر أيضاً أن العنف في المدارس ليس قاصرا على الفتيات فقط باعتبارهن صغيرات السن وضعيفات كما قد يعتقد البعض، ولكن في بعض الأحيان تتعرض المدرسات للعنف أيضا لنفس السبب في أغلب وقائع العنف "عدم إرتداء الحجاب". وكأن الأمر أصبح هوسا أو مرضا انتشر في الأوساط التعليمية، وكأن مهمة ورؤية وزارة التربية والتعليم الوحيدة هي فرض الحجاب، وليس النهوض بنظام التعليم قبل الجامعي لتحقيق أكبر قدر من الإتاحة والاستيعاب، في إطار تعزيز قيم المواطنة والانتماء. وقد رصدت الصحف المصرية أيضا قيام مدير التعليم الابتدائي بالإدارة التعليمية بالجيزة بالتهكم على زي المدرسات بإحدى المدارس، والسخرية منهن أمام التلاميذ، بسبب عدم إرتدائهن الحجاب بصورة أثارت سخط الجميع، بالإضافة إلى مطالبته للتلاميذ الصغار بضرورة قص الشعر بالصورة التي تتناسب مع طبيعة الحياة بالمدرسة، مما أثار خوفهن. ختم التقرير أن حوادث العنف ضد الفتيات وبعض المدرسات في المدارس لم تعد مجرد حوادث فردية، فكما نرى مليء بحوادث العنف وما خفي كان أعظم -كما أفاد التقرير- ولذا فهو يحتاج إجراءات حاسمة لوقف هذه المهازل.