شهدت اجتماعات الجلسة الثالثة العامة للبرلمان العربي التي عقدت اليوم الأحد بالجامعة العربية برئاسة أحمد الجروان رئيس البرلمان جدلا واسعا بين النواب حول مدى اختصاصات البرلمان العربي ودوره الرقابي حيال منظومة العمل العربي المشترك، بخاصة الجامعة العربية، وعدم التداخل في الاختصاصات بينه وبين المنظمات الإقليمية الأخرى كالاتحاد البرلماني العربي، فضلا عن المطالبة العراقية بنقل مقر البرلمان العربي من دمشق إلى بغداد بسبب الأحداث الراهنة في سوريا. وإزاء هذا الجدل، أعلن الجروان خلال الجلسة أن البرلمان طلب عقد جلسة استماع لكل من محمد كامل عمرو وزير الخارجية المصري باعتباره رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري والدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية، وذلك "تنفيذا للنظام الأساسي للبرلمان العربي الذي يؤكد على دور البرلمان العربي في متابعة العمل العربي المشترك". وقال الجروان في رده على أسئلة النواب اليوم حول تفعيل نشاط البرلمان إنه نظرا لارتباطات عمرو والعربي لم يتم عقد الجلسة حتى الآن، مضيفا أنه خلال لقائنا الأخير مع الدكتور نبيل العربي أكدنا أن الطلب قائم، وهذا حق مشروع للبرلمان. وكان النائب العراقي عباس البياتي قد قال - خلال الجلسة الثالثة للدورة العادية للبرلمان العربي لهذا العام التي بدأت اليوم - إن أعضاء البرلمان طلبوا الاطلاع على الميزانية الخاصة بالجامعة العربية، ولم يكن هناك استجابة، واصفا أن "جلسة البرلمان بأنها بلا جدوى"، منتقدا ما اعتبره تجاهلا من الأمانة العامة للجامعة العربية للبرلمان العربي، مجددا مطلب العراق بنقل مقر البرلمان العربي من دمشق إلى العراق كمقر مؤقت نظرا للأحداث التي تشهدها سوريا. كما وجه نواب بالبرلمان العربي انتقادات للاتحاد البرلماني العربي معتبرين أنه يتغول على اختصاصات البرلمان العربي. ودعت النائبة البحرينية بهية جواد الحبشي اليوم - خلال الجلسة الثالثة للدورة العادية الأولى للبرلمان لعام 2013- إلى بناء علاقة صحية مع الاتحاد البرلماني العربي، معتبرة أن هناك جفوة بين الجانبين، كما أن هناك خلطا لدى الرؤساء والبرلمانيين في بلادنا بينهما. ولفتت إلى أن البرلمان العربي يستعد لتنظيم مؤتمر حول موضوع دور المرأة التشريعي في الوقت الذي يعقد الاتحاد البرلماني العربي مؤتمرا حول الموضوع ذاته رغم أنه ليست من اختصاصاته، وطالبت النائبة البحرينية بضرورة عقد جلسة مشتركة مع الاتحاد البرلماني العربي لمعالجة هذا التداخل. من جانبه، قال النائب يوسف الخاطر "قطر" إن بعض رؤساء البرلمانات العربية حاولوا أن يترأسوا هذا البرلمان، وعندما أخفقوا حاربوه، لافتا إلى أن المحاربة ظهرت للعلنية في اجتماع الاتحاد البرلماني في عمان منذ عدة سنوات. وقال: لقد كان شيئا مخزيا أن قيادتنا تنتقدنا وتحاربنا، بينما لم يصدر عنا أي خبر إعلامي ضد الاتحاد البرلماني العربي، وقال إن هناك اختلاطا في الأدوار، مشددا أن لكل دوره، فدور الاتحاد البرلماني العربي تشاوري، وتنسيقي. وأضاف: لابد أن نستبد بدورنا، وأن نقول للاتحاد البرلماني العربي "قف مكانك"، مكاننا العمل التشريعي العربي، أما مكانك التشاور، وإلا سنواجه. وشدد على ضرورة عدم استغراق البرلمان العربي في العمل السياسي من شجب واستنكار حيث لا يقدم البرلمان الكثير في هذا الصدد، على حساب التركيز على دوره الطبيعي في التشريع للعمل العربي المشترك من حرية التجارة، والسوق المشتركة، حرية تنقل السلع والأموال، والموارد البشرية بين الدول العربية. من جهته، قال أحمد الجروان رئيس البرلمان العربي إنه تم عقد اجتماع مبدئي مع رئيس الاتحاد البرلماني العربي علي فهد الراشد في الكويت، ويتم التنسيق لعقد اجتماع تشاوري بين الأمانتين بالبرلمان والاتحاد لتحديد موعد لعقد اجتماع بين الجانبين، وأكد الجروان أهمية تفعيل عمل البرلمان العربي وأن يمارس سلطاته ودوره. يشار إلى أن الاتحاد البرلماني العربي منظمة برلمانية عربية تتألف من شعب تمثل المجالس البرلمانية العربية ومجالس الشورى العربية، وقد تأسس في يونيو 1974. أما البرلمان العربي فقد تم تأسيسه كبرلمان انتقالي في القمة العربية بالجزائر عام 2005 ثم تحول إلى برلمان دائم في القمة العربية ببغداد عام 2012 حيث أصبح لديه وفقا لنظامه الأساسي الحق في متابعة أنشطة الجامعة العربية ومنظماتها المتخصصة. ويضم البرلمان أربعة أعضاء من كل دولة، ويفترض أن يكون كل عضو ممثلا للأمة العربية كلها وليس لدولته فقط.