انطلقت اليوم فعاليات المؤتمر السنوي الأول لكلية الإعلام بجامعة الأزهر بحضور الدكتور محمد الأحمدي أبوالنور، وزير الأوقاف الأسبق، عضو هيئة كبار العلماء ممثلًا لشيخ الأزهر، وصلاح عبدالمقصود وزير الإعلام، حول "المهنية الإعلامية والتحول الديمقراطي". شهد افتتاح المؤتمر، الذي نظمه الأزهر بالتعاون معهد الدراسات المعرفية بالقاهرة، وتستمر فعالياته ثلاثة أيام، كل من د. عبدالصبور فاضل عميد الكلية ود. عبدالحميد أبوسليمان، رئيس مركز الدراسات المعرفية، والسفير محمد بدرالدين رئيس هيئة الاستعلامات ود. فالح المطيري نائبًا عن الأمين العام للجامعة العربية، ولفيف من السفراء وعمداء الكليات والشخصيات العامة. ناشد المؤتمر وسائل الإعلام والإعلاميين التزام الدقة والموضوعية والبعد عن الشائعات والتضليل. وقال صلاح عبدالمقصود، وزير الإعلام، إن ثورات الربيع العربي حققت لنا ربيع الإعلام المصري، فلا قيد الآن علي رأي ولا فكر ولا قلم، ومهما قال القائلون أو شكك المشككون فإن مصر تعيش أزهي أوقات حرية الإعلام والصحافة والرأي، حتي إن هذه الحرية زادت إلي الدرجة التي أضحي يشكو فيها البعض ويرجو ترشيدها. ودلل عبد المقصود علي حرية الرأي بأنه تم تأسيس 59 صحيفة مؤخرا، وإطلاق 20 فضائية خلال الأسبوعين الأخيرين فقط، وأنه ليس هناك إعلامي خلف القضبان بسبب رأيه، مشيرًا إلي أن النظام الحالي لم يصدر قرارًا يقيد حرية الرأي والتعبير، بل أمر الرئيس بسحب البلاغات المقدمة ضده منتقديه، فضلا عن قرار الرئيس بإلغاء عقوبة الحبس الاحتياطي في جرائم النشر. وأعلن عبد المقصود أن هناك خطة لتنقية جميع القوانين التي تجيز الحبس للصحفيين والإعلاميين. مضيفًا أن الدستور المصري الجديد شهد إنجازًا لحرية الصحافة والحصول علي المعلومات. كما أشار وزير الإعلام إلي أن جميع المؤسسات الصحفية القومية الآن تخسر بلا استثناء، وإن كان بها إصدار أو اثنان يربحان إلا أن المؤسسة ككل تخسر، ومن يدعي غير ذلك فإنه يقول غير الحقيقة. قائلا:"إننا أمام خلل اقتصادي كبير في كل وسائل الإعلام، وخلل أكبر وأهم في المهنية، وذلك كله يحتاج إلي جهد لإصلاحه وتداركه". وأضاف أن فكرة الإعلام الرسمي انتهت بثورة يناير وتحول الإعلاممن إعلام الحزب إلي إعلام الشعب ومن إعلام السلطة إلي إعلام الدولة، الذي هو ملك للجميع دون إقصاء لأحد، وليس أدل علي ذلك من أن إحدي الإحصاءات أثبتت ظهور رموز المعارضة في 65% من برامج التليفزيون المصري الحكومي، مقابل 35% للمؤيدين للنظام الحالي. ناشد عبد المقصود الإعلام بكل وسائله أن يعطي النظام الجديد فرصة ليعمل ونصبر عليه، وأن يعطي الناس الأمل بدلًا من اليأس والإحباط، وستكون تجربتنا أفضل من التجربة التركية. ووعد وزير الإعلام طلاب جامعة الأزهر بالعديد من المنح للتدريب بمعهد الإذاعة والتليفزيون، كما وعد بالعمل علي بناء استوديو إذاعي وتليفزيوني بكلية إعلام الأزهر. وفي كلمته..أكد الدكتور عبد الحميد أبو سليمان أن العالم العربي والإسلامي وفي مصر علي وجه الخصوص تواجهه هجمة غعلامية شرسة يراد بها التهميش والتشويه الثقافي. وطالب بإنشاء مؤسسة شعبية كبري بالانتخاب ترشد الأمة لمصالحها الحقيقية إذا ما انحرف الإعلام الحكومي والخاص عن مساره. كما طالب بإعداد المستمع والمشاهد جيدا كي يستطيع أن يميز بين الطيب والخبيث، وبين النافع والضار، وذلك يحتاج بالطبع إلي إعادة النظر في المقررات الثقافية والتربوية. وفي كلمته أكد الدكتور عبد الصبور فاضل عميد الكلية ورئيس المؤتمر إن مصر هي صاحبة أول تحول ديمقراطي في العالم عندما قامت بأول ثورة في التاريخ بخلع الملك بيبي الأول عام 42 قبل الميلاد، وحذر الإعلام من الانسياق وراء الشائعات وترويجها، كما طالب الرأي العام المصري بعدم الانسياق لكل ما يشاهده ويقرأه وأن يتثبت مما يسمع ويتحري المصادر الموثوق بها، وأكد عبد الصبور فاضل رفضه أي رقابة علي وسائل الإعلام مطالبًا بمنظومة تشريعية تنظيمية تحدث التوازن المطلوب بما يحقق مصلحة الوطن.