أثار لقاء عمرو موسي، رئيس حزب المؤتمر، أحد الأضلاع الرئيسية بجبهة "الإنقاذ"، بعدد كبير من أعضاء وقيادات تيار الاستقلال الذي يضم نحو 30 حزبًا وقوى سياسية، وحضوره مؤتمرهم الأخير بجمعية الشبان المسلمين، دارت شائعات عن إمكانية انشقاق موسي عن الجبهة، وتحالفه مع التيار في كيان موسع يقوده بالمرحلة القادمة يتيح له التخلص من قيود "الإنقاذ" فيما يتعلق بمسألتي الزعامة السياسية وإمكانية المشاركة بانتخابات مجلس النواب القادمة. وقال موسي، في تصريحات خاصة ل"بوابة الأهرام"، إنه لا يوجد تحالف بين حزب المؤتمر الذي يقوده وتيار الاستقلال، موضحًا أنه تلقي دعوة من أحزاب التيار لزيارتهم والاستماع إليهم لمناقشة التطورات علي الساحة السياسية وكيفية مواجهتها، من خلال رؤية مشتركة من جانب قوى المعارضة السياسية. وأضاف موسي: نحن نلبي الدعوات التي يتم توجيهها إلينا لكوننا نؤمن بمبدأ ضرورة عدم الإقصاء لأي شخص أو حزب أو تيار سياسي، وبناء عليه فإننا لبينا الدعوة وحضرنا المؤتمر الخاص بالتيار، مؤكداً عدم وجود أي نية للخروج من جبهة الإنقاذ الوطني وتشكيل تحالفات سياسية جديدة منافسة للجبهة، لكون حزب المؤتمر من مؤسسيها. كما أكد الدكتور أحمد كامل، المتحدث الرسمي باسم حزب المؤتمر، أن بعض أحزاب تيار الاستقلال أبدت رغبتها في الانضمام لحزب المؤتمر علي اعتبار أنه يضم عدة أحزاب مختلفة، ضمن أطر القواعد المعمول بها في الحزب، وعلي اعتبار أنه عضو في جبهة الإنقاذ التي تشكل معارضة بناءة داخل المشهد المصري، من أجل مصلحة مصر وليس لمواجهة فصيل بعينه فقط، مشيرًا إلي أنه يجري حاليًا تشكيل مجموعات عمل لبحث سبل التعاون بين أحزاب التيار و"المؤتمر" خلال الفترة القادمة، من أجل دعم ثقل وفاعلية المعارضة السياسية للحكومة والنظام السياسي. كما قال كامل، في تصريحات ل"بوابة الأهرام": تلقينا دعوة من تيار الاستقلال لحضور المؤتمر الذي تم عقده بجمعية الشبان المسلمين لمناقشة الأوضاع علي الساحة السياسية، مشيرًا إلي أن "المؤتمر" لم يكن الحزب الوحيد من خارج أحزاب الجبهة التي حضرت الاجتماع الأخير للتيار، بل كانت هناك أحزاب أخري ممثلة في الجبهة خضرت هذا الاجتماع مثل الحزب الناصري وحزب الجبهة الديمقراطية والذي مثله حمدي الفخراني. واستبعد إمكانية إنشاء تحالف سياسي- بالمعني المعروف- بين "المؤتمر" وأحزاب تيار الاستقلال، مشيرًا إلي أن ما يجري حاليًا مجرد تنسيق وتوحيد للمواقف بين التيارات المدنية المختلفة لإعلاء المصلحة الوطنية تحديدًا بهذا التوقيت الحرج، والتأزم الذي تشهد إدارة العملية السياسية بمصر. وأكد أحمد الفضالي، رئيس حزب السلام الديمقراطي ومنسق عام تيار الاستقلال، في تصريحات خاصة ل"بوابة الأهرام"، أنه يجري حاليًا إعداد لجنة مشكلة من تيار الاستقلال وحزب المؤتمر وعدد آخر من قيادات جبهة الإنقاذ رفض تسميتها لوضع تصور ووثيقة عمل لكيفية التحرك المشترك خلال المرحلة القادمة لدعم الدولة المدنية التي تواجه تحديات كبيرة، والتأكيد علي تحقيق مطالب الثورة وأهدافها. كما أشار إلى أن التحرك سيكون جماعيًا لأول مرة من خلال وثيقة التحالف والذي لم يتم الاستقرار علي تسميته بعد، مشيرا إلي أنه في الغالب سيكون تحت مسمي "تحالف القوي الوطنية"، مضيفًا أن كل طرف من أطراف هذا التحالف ستحتفظ بمسماها وذاتيتها واستقلالها ما عدا القرارات المشتركة التي ستصدر عن التحالف والتي سيلتزم بها جميع القوي الوطنية من أجل إنقاذ البلاد متوقعًا أن يضم هذا التحالف العديد من الشخصيات العامة والرموز الوطنية والوزراء السابقين المشهود لهم بوطنيتهم المخلصة. كما أوضح أن اللجنة المنوط بها هيكلة هذا التحالف ستعمل خلال الأسبوع المقبل بعد الإعلان عن تشكيلها، وستكون مخولة بتحدد الإجراءات والسياسات التي سيتم إتباعها في الفترة المقبلة وسيتم عرض ذلك علي عمرو موسي وقادة تيار الاستقلال، حسب قوله. من جهة أخرى، نفي الوفد بشدة إمكانية قيام تحالف مشترك بين حزبي المؤتمر والوفد بالإضافة لتيار الاستقلال والفريق أحمد شفيق لتشكيل ثقل مؤثر في المشهد المصري خلال الفترة المقبلة. ونفى المكتب الإعلامي لحزب الوفد ما نشره أحد المواقع الإلكترونية بهذا السياق، مشددًا على أن هذا الكلام لا أساس له من الصحة، وأن الوفد بقيمته التاريخية وما يحمله من خبرات عبر تاريخ سياسي حافل على مدى 95 عامًا هو الذي دعا لإنشاء جبهة الإنقاذ الوطني التي ولدت داخل مقر حزب الوفد ( بيت الأمة المصرية ) في مرحلة مهمة في تاريخ مصر، تستلزم وحدة صف القوي الوطنية من أجل صالح مصر وشعبها. وشدد حزب الوفد على أنه لن يدخل في مثل هذا التحالف المزعوم لكونه متماسكا بالبقاء في جبهة الإنقاذ كعضو مؤسس وأصيل بهذه الجبهة، وأن جميع مواقف الوفد معلنة ولا يوجد لدينا ما نخفيه.