بدأت صحيفة "الحرية والعدالة" في عددها الصادر اليوم نشر مذكرات المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف، والتي تتضمن مشاهداته منذ النظام الملكي، في عهد الملك فاروق، مرورا بعهد ثورة يوليو 1952 والرؤساء جمال عبدالناصر وأنور السادات وحسني مبارك، وحتى ثورة 25 يناير 2011، وفترة المجلس العسكري وحتى إجراء الانتخابات الرئاسية وفوز الرئيس محمد مرسي. وقال عاكف في الجزء المنشور اليوم أن جده كان الطبيب الخاص للخديوي والسلطان، غير أن الانجليز قتلوه عام 1900، وأوضح عاكف أن والده أنجب 11 ولدا، كان هو أوسطهم.. وروى عاكف كيف تعلم السباحة في الترعة بقريتهم، وهي كفر عوض السنيطة، مركز أجا بالدقهلية. وتطرق عاكف أيضا إلى حرض والده على تعليمهم ركوب الخيل، بشراء حمار لكل ولد منهم، وقيامهم بعقد مسابقات فيما بينهم، مشيرا إلى أن قريتهم كان بها عدد من المسيحيين اليونانيين، وأنه كان عضوا في نادي الشبان المسيحي، مشيرا إلى انتقال الأسرة إلى القاهرة حيث بدأت خيوط علاقته بالاخوان. وأوضح عاكف أنه حرص على أداء الصلاة بالمسجد، ومن هنا بدأت علاقته تقوى مع عدد من الأصدقاءالجدد، والذين عرفوه على جماعة الإخوان وكانت أول مرة يزور فيها المركز العام للجماعة عام 1943، حيث استمع للشيخ حسن البنا مؤسس الجماعة. واستطرد عاكف موضحا توطد علاقته بالإخوان، حيث كان يشارك في أنشطة شعبة منطقة السكاكيني، واستمر في المواظبة على دروس الإمام البنا، والذي أدرك حرص والد عاكف على عدم تأخر أبنائه خارج المنزل لما بعد الثامنة مساء، فكان يصرفه من الدروس قبلها. وقال إن والده كان يريد أن يجعله يلتحق بالكلية الحربية كي يبتعد عن جماعة الإخوان، وبالفعل تقدم بأوراقه واجتاز الكشف الطبي قبل أن ينسحب ويقدم أوراقه لكلية الهندسة ولم يمانع والده، قبل أن يسحب أوراقه ويقدمها لمعهد التربية الرياضية، وكان وقتئذ في النظام الخاص للجماعة، وغضب والده وأسرته لالتحاقه بالمعهد. وذكر عاكف أنه التحق بالمعهد لخدمة الإخوان، حيث كان يتعلل بالمعهد عندما كان يتأخر بعد الثامنة والتعلل بذلك كحجة، أثناء مشاركته في أنشطة النظام الخاص للجماعة، ويتأخر لما بعد الثامنة وأحيانا ما كان يبيت بالخارج. وأوضح عاكف نشأة الننظام الخاص، قائلا "أراد البنا إقامة نظام للتصدي للاحتلال البريطاني ومقاومته، ولهذا أسس النظام الخاص عام 1940، باختيار مجموعة منتقاة من الاخوان للقيام بمهمات خاصة والتدريب على العمليات العسكرية ضد العدو الخارجي، ومحو الأمية العسكرية للشعب المصري آنذاك". واستطرد المرشد السابق قائلا "كان أعضاء النظام الخاص مدربين على استخدام الأسلحة المختلفة، وهدفه محاربة الإنجليز في مصر ومحاربة الصهيونية في فلسطين، وبالطبع كان تنظيما سريا، ولم يكن من أهدافه أبدا قتل الأبرياء أو المخالفين للاخوان". وتطرق عاكف للاتهامات ضد النظام الخاص قائلا "لا أساس من الصحة لمسئولية النظام الخاص عن مقتل أحمد ماهر أوأمين عثمان، أما قتل الخازندار والنقراشي فهي تصرفات فردية لا تحسب على جماعة الإخوان، ولا تحسب على التنظيم الخاص كله".