امتدح حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطرى، الجهود التى يبذلها معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية، فى الانتقال بالعملية السياسية إلى مرحلة متقدمة لتحقيق تطلعات الشعب السورى، مرحبًا فى الوقت نفسه بانتخاب غسان هيتو، رئيسًا للحكومة السورية المؤقتة، معتبرًا ذلك خطوة مهمة وضرورية في إطار ترتيبات المرحلة الانتقالية، معبرا عن تطلعه لمشاركتهما في القمة العربية، تنفيذًا لقرار المجلس الوزاري العربي في اجتماعه بالقاهرة يوم السادس من مارس الحالي. جاء ذلك فى كلمته الافتتاحية لاجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية الذى انطلق بعد ظهر اليوم الأحد بالدوحة، للتحضير للقمة الرابعة والعشرين، التى ستنطلق بعد غد بمشاركة أكثر من 17 رئيس وملك عربى، بعد أن تسلم رئاسة الاجتماع من نظيره العراقى هوشيار الزيبارى. وأكد بن جاسم الوقوف إلى جانب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الممثل الشرعي للشعب السوري، حتى يحقق هدفه المشروع بإقامة نظام عادل في سوريا يحترم حقوق جميع السوريين ويحقق الحرية والعدالة ويحافظ على وحدة سوريا ويصون أمنها واستقرارها وسيادتها إلى جانب مشروعات البناء وإعادة الإعمار وإعادة النازحين واللاجئين إلى مدنهم وقراهم بعد استكمال النصر وتأمين الحياة الكريمة لهم. وطالب في هذا الإطار بوقفة عربية قوية مع الشعب السوري الشقيق، الذي يقاتل من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية ويتشرد الملايين من أبنائه داخل سوريا وخارجها في واحدة من أكبر المآسي الإنسانية في التاريخ، منتقدا عجز مجلس الأمن الدولي عن القيام بواجبه ومسئوليته تجاه شعب يتعرض للقتل والإبادة ورأى أن الأزمة السورية بكل أبعادها الإنسانية والسياسية والأمنية وتداعياتها الخطيرة ليس على سوريا وحدها وإنما على المنطقة كلها في فى مقدمةالقضايا العربية. وتطرق حمد بن جاسم فى كلمته إلى التحديات الكبيرة والظروف الدقيقة، التي تمر بها الأمة العربية وحجم التطلعات والآمال المعقودة على قمة الدوحة، التى فرضت جدول أعمال حافل بالقضايا ومتعدد الاهتمامات، مشيرا إلى أن القمة تعقد في ظل أحداث وتطورات ومتغيرات إقليمية ودولية متسارعة تتطلب من الجميع توحيد الكلمة والموقف وتنسيق الجهود السياسية والدبلوماسية وتنشيط آليات العمل العربى المشترك حتى يمتلك العرب القدرة على التأثير في الأحداث وليس فقط متأثرين بها وحتى يكونوا أكثر قدرة على حماية مصالح دولهم وشعوبهم والانتصار لقضايا الأمة العادلة وحقوقها المشروعة. وشدد بن جاسم على أن القضية الفلسطينية كانت وستبقى قضية العرب المركزية حتى يتوفر لها الحل العادل والدائم والشامل الذي يحقق للشعب الفلسطيني كامل حقوقه المشروعة وفي مقدمتها حقه في إقامة دولتة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، لافتا إلى أنه ليس أمام إسرائيل سوى الإقرار بهذا الحل إذا كانت تريد السلام. وتناول بن جاسم إصلاح الجامعة العربية مشددا على ضرورة مراجعة ميثاق جامعة الدول العربية لجعله أكثر استيعابا للمتطلبات الجديدة للشعوب العربية، بحيث تكون الجامعة العربية صوتا للشعوب قبل أن تكون صوتا للحكومات، لافتا إلى أهمية حدوث نهضة عربية تستثمر طاقات وامكانيات الأمة داعيا إلى اهتمام الجامعة بمنظمات المجتمع المدنى، بحيث تكون هناك إدارة متخصصة فيها تتولى هذا الجانب وتخلق التجانس والتفاعل المطلوب بين العمل العربى الرسمى والشعبى.