نفى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الشائعات التي تم ترويجها خلال اليومين الماضيين، حول اعتلال صحته. وأوضح في كلمة تليفزيونية له مساء اليوم الأربعاء: "لم يكن بنيتي أن أزاحمكم أو آخذ بعضا من وقتكم وكنت أنتظر فرصة قريبة لتناولها لكن الشائعات التي تم ترويجها في اليومين الماضيين، وما تركته من آثار سلبية في مجال ما، دعتني إلى أن أتعجل الحديث الإعلامي ولأؤكد بالصوت والصورة أن كل ما سمعتموه عار عن الصحة، وهذا يقدم نموذجا للحرب الإعلامية التي تُشن على حزب الله". وأضاف نصر الله: "هناك من يدفع لبنان وبشكل متسارع إلى اقتتال طائفي ومذهبي خصوصا اقتتال يأخذ طابعا سنيا شيعيا، وكل الوقائع تؤكد هذا الأمر، هل يجب أن نستسلم لهذا الواقع؟ لا، الفتنة السنية الشيعية ليست من مصلحة لبنان، أي اقتتال طائفي أو فتنة داخلية أمر خطير ومرفوض بكل المعايير، وأقول لمن يفرحون بهذا لا تفرحوا لأن هذا يدمر البلد ولا مصلحة لأحد فيه". وأوضح أن "كل شخص حريص على بلده أقول له يجب التأكد من الوقائع ولا ننعق مع كل ناعق ولا نميل مع كل ريح. لا أقصد جهة معينة وهذا الخطاب للجميع، كلنا معنيون للتأكد من المعطيات، لأن الفتنة أو التقاتل يأتي نتيجة الاحتقان الذي يصل إلى مكان يتعطل فيه المنطق وتسيطر العصبيات، هذا الاحتقان يأتي من التحريض بلا حدود، التحريض يستند على افتراءات أو حقائق؟ إذا كان على افتراءات فلنوضح ذلك؟". ولفت نصرالله إلى أن واحدة من الأخبار المشاعة، أن الجيش السوري الحر قصف مواقع لحزب الله، مثل خبر التعرض لموكب لحزب الله واصابة نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، وكل هذه افتراءات. وأشار إلى أن "بعض وسائل إعلام نقلت عن السفيرة الأمريكية وهي لم تنف، أن هناك مشروعا بين حزب الله والنظام السوري لاحتلال عدد من القرى السنية في ريف القصير أو السيطرة عليها، لوصل القرى التي يسكنها شيعة داخل سوريا إلى القرى التي يسكنها علويون ضمن مخطط تقسيمي. وأوضح نصر الله أن أهم ما نحتاجه لنعرف الحقائق وأخذ موقف صحيح هو الاطلاع على الوقائع، جازما بأن ما قيل عن وجود مخطط من هذا النوع كذب وافتراء وعار عن الصحة، والمعطيات الميدانية تؤكد العكس، حيث في تلك المنطقة لم يقم السكان اللبنانيون والذين ينتمي بعضهم لحزب الله، لم يقم هؤلاء حتى هذه اللحظة ولا مشروع بالمستقبل بالسيطرة على أي قرية سنية أو يسكنها سنّة، بل ما حصل العكس أن المعارضة المسلحة قامت في الأشهر الماضية بالسيطرة على قرى يسكنها لبنانيون شيعة وقامت بتهجيرهم مثلما حصل في قرية أم الدمامل. وأعرب عن اعتقاده بأن بعض النواب في الطائفة السنية وبعض المشايخ يأخذون منحى تصعيديا خطيرا جدا، وإذا كان ما يقولونه حقائق لنر كيف نعالجها؟ لكن هناك جزءا مبنيا على اتهامات وتؤسس لاحتقان. واستطرد: "هناك أشخاص يجب أن يتحملوا مسئولياتهم ونحن حريصون جدا ولكن لا أحد يقوم بحسابات خاطئة معنا، لا نريد الدخول إلى منزل احد ولا إلى مسجد أحد ولا نريد أن نهدد أحدا، ونحن مشغولون بالاستعداد لمواجهة إسرائيل ولا أحد يأخذنا إلى مكان آخر أو يقوم بحسابات خاطئة معنا. كلنا يجب أن نبذل كل جهد للمحافظة على البلد وعلى الدولة أن تتحمل مسئوليتها، كان لدينا مربع أمني ولكن فتحناه كله، ونتمنى أن يلجأ البعض إلى المعالجة ويتحمل الجميع مسئولياته، فنحن مختلفون طبعا على الموقف من سوريا ولكن هذا خلاف سياسي وليس صراعا سنيا شيعيا". واختتم نصر الله كلمته: لماذا نفتح معارك لا منطق ولا مبرر لها؟ نأمل في أن يساعدنا الله لنمرر هذه المرحلة، مختتما بالقول: "إذا صدرت شائعات جديدة عني سأطل عليكم مجددا".