أكد الدكتور محمد البرادعي، القيادي البارز في جبهة الإنقاذ ورئيس حزب الدستور، أن المشكلة التي تمر بها مصر حاليًا تتمثل في الفشل في إدارة شئون البلاد وإدارة ثورة "25 يناير"، التي فجرت ثورة للتطلعات لدى الشعب المصري. وأوضح البرادعي خلال حوار مع برنامج "الحياة اليوم"، على فضائية "الحياة"، أن الشعب المصري يعاني حالة من الإحباط القومي العام، مشيرًا إلى أن حالة الإحباط ترجع لفشل القيادة على الإدارة وأنها غائبة وتحولت من قائد لمقاد. وأضاف: "عندما سقط الشهداء نتيجة للاشتباكات توقعنا أن يخرج رئيس الجمهورية ليتحدث إلى الشعب ولكنها اكتفى بتغريدة على موقع (تويتر)"، مشيرًا إلى أن تعامل الرئيس مع الشعب من خلال تويتر في شعب به نسبة عالية من الأمية ولا يستخدم تويتر سوى 26% من مستخدمي الإنترنت وفي ظل موقعه كرئيس جمهورية يفسر على أنه غير متفاعل بشكل حقيقي مع الحدث. ودعا البرادعي فصائل الإسلام السياسي لإدراك أن مصر للجميع وعلى الجميع أن يتواصلوا ليتعايشوا مع بعضهم وإلا دخل البلاد في حائط وحدث الصراع الذي يتخوف منه الجميع، منوهًا إلى أن مشكلة الإدارة أن تسعى لإقصاء بعض فصائل المعارضة. ووصف رئيس حزب الدستور، ما يقوله قيادات الإخوان حول وضع اشتراطات من جبهة الإنقاذ لقبول الحوار بالخداع للرأي العام، مشيرًا إلى أن جبهة الإنقاذ طالبت بتوفر الضوابط الحقيقية لإنجاح الحوار. وأشار البرادعي إلى أنه ذهب للحوار مع رئيس الجمهورية قبل إصدار الإعلان الدستوري وتباحثا في كل الأمور، مشددًا على أن الدكتور مرسي كان ودودًا على المستوى الشخصي ولم يتحدث معه بشأن عزمه إصدار الإعلان الدستوري. وأكد البرادعي، أن مصر الآن أكثر ما تحتاج إليه هو استقرار سياسي من خلال شراكة وطنية حقيقية، موضحًا أن جبهة الإنقاذ لا تطالب بحاجة لنفسها وإنما تطلب وزير مالية يدرك مفهوم الكليات الاقتصادية على المستوى القصير والمتوسط ويعرف كيف يعالج الأزمات الاقتصادية. وأضاف: "كما أننا بحاجة إلى وزير داخلية مستقل قادر على استعادة الثقة لدى الشارع في قدرة الشرطة على ضبط الأمن وكذلك العمل على تطوير أداء ضباط الشرطة"، مشيرًا إلى أن هذه الخبرات موجودة في مصر ولكنها مفقودة في الوزارة والرئاسة. وتابع: "نحن نريد 10 وزراء قادرين على إدارة ما تبقى من المرحلة الانتقالية حتى إجراء الانتخابات البرلمانية"، موضحًا أن هذه ضوابط للحوار لكي ينجح. ولفت البرادعي إلى أن ما يطالب به الشارع تحقيق العدالة الانتقالية والمتمثل في قضايا الدم، منتقدًا إقدام النظام على إجراء مصالحات بين النظام وقيادات الحزب الوطني. وتابع : "لسنا ضد المصالحة الوطنية وإنما نريد أن نجري المصالحة على أساس وطني كامل وليس على أساس مصالح بين النظام وقيادات النظام الذي أطاحت به الثورة"، مشددًا على ضرورة العمل على القصاص لشهداء الثورة وأن تكون قضايا الدم بعيدة عن المصالحة الوطنية. ونوه إلى أن جبهة الإنقاذ لا تدافع عن النائب العام السابق ولا تهاجم النائب العام الحالي لشخصه، مشيرًا إلى أن جبهة الإنقاذ سترحب بالمستشار طلعت عبد الله إذا تم تعيينه وفقًا للقانون وبمعرفة المجلس الأعلى للقضاء. ونفى البرادعي عن جبهة الإنقاذ دعوته للعنف في المظاهرات، مشيرًا إلى أنه لا يمكن تحميل الشباب الذين يلجأون للعنف المسئولية عنه بشكل كامل، وذلك لأنه مفتقد للأمل في الحياة ولا توجد لغة حوار معهم.