"150 يوما في تاريخ مصر.. حقيقة في زمن الكذب"، عنوان كتاب جديد لوزير الإعلام الأسبق أسامة هيكل، صدر حديثا عن الدار المصرية اللبنانية بالقاهرة، ويقع في 250 صفحة من القطع المتوسط. يحتوي الكتاب على ستة فصول، بعد المقدمة، وهي: "من موقع المعارض إلى موقع الوزير، ومن إعلام النظام إلى إعلام الدولة، ومعاناة في اتخاذ القرار، ومذبحة ماسبيرو، وقلق في مجلس الوزراء، وفي المجلس العسكري". كما يضم ثلاثة ملاحق، الأول بعنوان: "أما قبل"، وفيه يضع أسامة هيكل رؤيته للتغيير في مصر قبل الثورة وهي: "ربع القرن الضائع، والطوارئ لا تدعو للفخر، وسيادة وطنية تحت الطلب، وحينما ارتفع الصليب دون الهلال، وحكمت فظلت فخفت فهربت". والثاني وثائق بإعلان المبادئ الدستورية التي أثارت أزمة كبيرة بين تيار الإسلام السياسي والليبراليين من جهة، وبين الإسلاميين والمجلس العسكري من جهة أخرى، والملحق الثالث مجموعة من الصور في مجلس الوزراء وفي المجلس العسكري. أهدى أسامة هيكل كتابه، الذي يعد رؤية شاهد عيان على حكومة عصام شرف والظروف التي عملت فيها، والوقائع التي جرت أيامها إلى ابنيه، مصطفى وسلمى، وإلى "كل مصري مخلص"، وإلى "كل باحث عن الحقيق. يحكي أسامة هيكل في مقدمة كتابه ظروف ثورة الشباب، وتحول بعض الإعلاميين والسياسيين من نفاق حسني مبارك وابنه جمال في كل صغيرة وكبيرة، إلى نفاق شباب الثورة أيضا في كل كبيرة وصغيرة، على حد قوله، وكان الفارق، كما يقول، أن الحالة الأمنية ساءت والحالة الاقتصادية تدهورت.. "وفي هذا المناخ كان فصيل الإخوان المسلمين يحسن استخدام الظروف، ويجيد فن إطلاق المليونيات للتأثير على القرار السياسي في شكل يصب في مصلحته، وبينما كانت القوى المدنية تنشغل بثورتها، كان الإخوان منشغلين بتنفيذ خطة الوصول إلى الحكم ليصبحوا هم المستفيد الوحيد من هذه الثورة". ويضيف: "هذا الكتاب هو بعض من الحقيقة، وهو البعض الذي شهدته وشاركت فيه، وهناك بعض آخر من هذه الحقيقة لم أكن قادرا على رؤيته، ولم أكن مشاركا فيه، وفضلت في هذا الكتاب أن أتناول ما عرفته وما دار أمامي فقط أو شاركت فيه، وللأسف، فإن معظم هذه الأحداث تم تناولها إعلاميا بصورة مشوهة ومضللة.. هذا الكتاب شهادة حق للتاريخ في زمن ضاعت فيه الحقوق.. زمن يفيض فيه الكذب على الحقيقة.