قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية ورئيس مجلس أمناء مؤسسة مصر الخير، إن البحث العلمي مفتاح كل تقدم ونهضة، وبدونه لا أمل في تغيير واقعنا الصعب الذي نعيشه، مضيفا أن الدين الإسلامي دعانا لحرية الفكر والعقل، ودعانا للحرية بمعناها الملتزم في السلوك، وأكد أن هذه الحرية تأتى بتحرير الإنسان من العبودية. جاء ذلك خلال إطلاق مؤسسة مصر الخير اليوم السبت، لمبادرة يوم "مصر الخير للمعرفة" تحت عنوان "بناء المعرفة طريق التنمية"، بحضورالدكتورة نادية زخارى، وزيرة البحث العلمى، والدكتور سيف عبد الفتاح المستشار السابق لرئيس الجمهورية، والدكتور عمرو عزت وزير التعليم العالي الأسبق، والدكتور علي المصيلحي وزير التضامن الاجتماعي الأسبق، والدكتورة فينيس كامل، وزيرة لبحث العلمى في مصر وممثلين عن وزراء الصحة والتعليم العالى والتخطيط والتعاون الدولى والتربية والتعليم، والدكتور محمد غنيم وعدد من الإعلاميين يتقدمهم جمال الشاعر رئيس قناة النيل الثقافية الأسبق وريهام السهلي والكابتن خالد الغندور، والفنان سامح الصريطي، بالإضافة إلى عدد من رؤساء الجامعات وكبار العلماء. وأكد جمعة أن الإسلام خصص جزءا من الزكاة يوجه لتحرير الإنسان من العبودية والرق، موضحا أن ذلك يتصل اتصالا كبيرا بالواقع الذي نعيشه الذي تم فيه إنهاء الرق والعبودية، ونحن الآن عبيد طالما لا نعرف، ونحن أحرار طالما نعرف، وهذا المصرف من مصارف الزكاة لابد أن يوجه حاليا للمعرفة والعلم حتي نخرج من المأزق، الذي نعيش فيه ونخرج من رق الجهل وسلطان الآخر، الذي يبيع فينا ويشتري به، فإننا في حالة عبودية مستمرة طالما لا نعلم ولا نعرف. وقال هذا اجتهاد شخصي مني حتي لو اعترض عليه البعض، فإذا وجهنا زكاة الأمة للبحث العلمي والمعرفة فأننا نكون خرجنا وأدينا ما علينا من واجبات في فهم النص والواقع. وقال المهندس عاطف حلمي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الكلمة، التي ألقتها نيابة عنه الدكتورة عبير شقير مستشارة الوزير، إن المؤتمر يعد خير دليل على اهتمام مصر الخير بتنمية الإنسان، من خلال إحداث حراك معرفي داخل المجتمع المصري، حيث إن قدرة الإنسان على صناعة التنمية ترتبط ارتباطا وثيقا بإمكاناته المعرفية من ناحية وبسلوكه في تفعيل هذه الإمكانات وإدارتها. وأضاف أن المعرفة أصبحت هي المحرك الرئيس للإنتاج والموارد الأكثر أهمية في خلق الميزة التنافسية للدول، وأضحت المعرفة والمعلومات مصدرا أساسيا لتحقيق التقدم الاجتماعي والتنمية الاقتصادية. وقالت الدكتور نادية زخاري، وزيرة البحث العلمي، إن إزاء شكل جديد من التطور المجتمعي من خلال المعرفة ومشاركة المجتمع المدني، مشددة علي أهمية تعظيم مكانة المعرفة في بناء الاقتصاديات الحديثة لأن المعرفة من أهم مقومات الاقتصاد والقوة. وقالت إن المجتمع ينتظر من البحث العلمي حلا للمشكلات المستعصية التي يعاني منها وتحقيق للتنمية المستدامة للجميع، مضيفة أن بناء مجتمع المعرفي يتطلب مشاركة جميع القطاعات من الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص، مشيدة بدور مصر الخير في دعم أنشطة البحث العلمي في مصر. وكشف العالم المصري الدكتور محمد غنيم، مؤسس مركز الكلي في المنصورة، أنه تقدم ببحث لأكاديمية البحث العلمي ورفض 3 مرات وعندما قدمته لمصر الخير تم تمويلها ليتم وينشر في أكبر المجلات العلمية، موجها شكره للدكتور علي جمعة الذي يمثل الوجه الحضاري للإسلام، ولمصر الخير لما تقدمه من دور تنموي وخدمي للنهوض بالمجتمع. وأضاف أن ترتيب الجامعات المصرية متأخر جدا حيث جاءت جامعة القاهرة أقدم الجامعات المصرية في المركز 718 عالميا، وقال إن الاقتصاد المعرفي يمثل أهم مكونات الاقتصاد العالمي حاليا مشيرا إلي أن صادرات مصر من المواد الأولية يبلغ 63 % في حين يبلغ في إسرائيل 7 % فقط، الأمر الذي يعد استنزافا كبيرا للموارد دون استفادة حقيقة، وأن صادرات إسرائيل من تكنولوجيا المعلومات تبلغ 23 % وفي حين أنها غير معروفة القيمة في مصر. وقال الإعلامى جمال الشاعر لا نهوض للبلاد دون العلم والعلماء والمعرفة، موضحا أن النزيف مازال مستمرا، حيث أن 60% من عقول العالم العربي في العالم الغربي، وهناك 210 ملايين عقل عربي هاجروا للغرب، قائلا: "هذه بضاعتنا نرجو أن تعود إلينا". وأضاف لن نتقدم إلا بالعلم والمعرفة والكل، مشايخ وعلماء وسياسيين واقتصاديين أكد ذلك عبر التاريخ، والتاريخ نفسه شاهد علي ذلك، مضيفا نرجو أن يكون العلم والمعرفة علي رأس أجندتنا الوطنية، والحمد لله ثورة 25 يناير كانت ثورة علم ثورة الكترونية ثورة شباب ولم تكن ثورة جياع، موجها تحية لشباب التحرير الثائرين الحقيقيين".