لفظ مهاجر باكستاني أنفاسه الأخيرة على رصيف أحد شوارع ضاحية بيترلونا بالقرب من وسط العاصمة أثينا، بعد أن اعتدى عليه شابان يونانيان، طعنًا بالسكين في منطقة القلب والصدر. ووفقًا للشرطة التي ألقت القبض على الجناة، بعد أن وصل إليها بلاغًا برقم اللوحات المعدنية للدراجة النارية التي كان يستقلها المتهمون عن طريق سائق سيارة أجرة تصادف مروره وقت الحادث، تبين أن أحد المتهمين رجل مطافئ، وأنه كان مع اليوناني الآخر على متن دراجة نارية، وتشاجرا مع الباكستاني الذي كان يستقل دراجة هوائية قبل قتله، وتشاجرا معه، حسب أقوالهما على أولوية المرور. وعثرت الشرطة في منزل المتهمين على خناجر ومقابض حديدية ومنشورات تابعة لحزب اليمين المتطرف "الفجر الذهبي"، بينما عثرت معهما أثناء الاعتقال بميدان سيندغما على أدوات الجريمة، واللوحة المعدنية للدراجة الكهربائية أسفل مقعد الدراجة. من جانبها، وصفت دوائر يسارية الحادث بالعنصري رافضة التعامل معه باعتباره مجرد جريمة قتل عادية، وطالب حزب تحالف اليسار سيريزا بمعاقبة أعضاء اليمين المتطرف المتهمين في الجريمة والذين نشطوا بالاعتداءات البربرية على المهاجرين الأجانب. وأدانت منظمة العفو الدولية مقتل المهاجر الباكستاني باليونان، واعتبرته نتيجة لفشل السلطات اليونانية المستمر في اتخاذ إجراءات حاسمة حيال ظاهرة العنف العنصري ضد المهاجرين الأجانب، وجاء في بيان المنظمة أنه يتعين على السلطات اليونانية التحقيق بالدوافع العنصرية لهذه الهجمات وتقديم الجناة إلى العدالة، واتخاذ تدابير عاجلة لوضع حد لسلسة طويلة من الهجمات العنصرية في البلاد. وتجمع الآلاف من الباكستانيين واليونانيين المعادين للعنصرية في مسيرة احتجاج بالمنطقة التي تم فيها عملية الاعتداء، يهتفون ضد العنصرية ويرددون شعارات ضد الجناة واليمين المتطرف. يذكر أن اليونان شهدت خلال الفترة الأخيرة حوادث عنف عنصرية مماثلة تقوم بها جماعات يمينية متطرفة بعد نجاح حزب الفجر الذهبي في الانتخابات البرلمانية وتمثيله تحت قبة البرلمان اليوناني. ولم يسلم المصريون من تلك الاعتداءات حيث تعرض عشرات المصريين لاعتداءات عنصرية متنوعة، معظمها بالضرب بآلات حادة وصلبة بجانب الإهانة والتعذيب، وحتى الآن وسيلة الرد تقتصر فقط على الإدانة من الجانب اليوناني والتقارير الدبلوماسية من الجانب المصري.