أيام قليلة تفصل بين الحادث و الآخر لتتكرر مأساة الاعتداء علي المصريين بالخارج من جديد و تنتهي بجرائم قتل او إعتداءات علي ابرياء لا مطلب لهم سوي البحث عن الرزق في بلد أخري بعد أن ضاقت بهم سبل العيش في بلدهم لكنهم فوجئوا بانفسهم ضحايا لإهانات او إعتداءات بشعة .. لم تعد جرائم تعذيب و قتل المصريين تقتصر علي دول معينة و لا تقتصر التهم علي الدول العربية بعد ظهور أحداث متكررة في بعض الدول الاوروبية التي تتنافس بجدارة في إزعاج المصريين بكافة الطرق لتضيف فصولا جديدة إلي مآسي القتل و التعذيب التي تلاحقهم..و في الوقت الذي تعاني فيه دول أوروبا من أزمات مالية طاحنة مما يجعل مواطنوها خاصة من العنصريين يلاحقون الاجانب ، و تتعالي صرخات الجاليات المصرية علي أراضيها لتطالب بإنهاء فصول الذل و الاهانة الواقعة علي المصريين و التي تتكرر احداثها بصورة مخيفة لتصل الي ما يقرب من عشرة حوادث في اسابيع قليلة و هو الامر الذي دفع المصريين في اليونان الي محاولة الاتحاد و مقاومة اي احداث عنف تقع لهم.. .حوادث عنف.. إهانات ..حوادث سرقة و نهب..جرائم تعذيب و قتل.. هذا يواجهه المصريون المقيمون باليونان علي مدار الايام الماضية مما دفع ابناء الجالية المصرية الي بدء إتخاذ إجراءات للدفاع عن انفسهم بعد حملات عنصرية شرسة وقعوا ضحيتها بين ليلة و ضحاها منذ إكتساح حزب يميني متطرف مقاعد البرلمان اليوناني لتسود اليونان حالة من التطرف المفزع.. النازيون الجدد لم تمر ثلاثة أيام فقط علي دخول حزب الفجر الذهبي المنتمي الي تيار النازيين الجدد الي البرلمان اليوناني بعدد كبير من المقاعد للمرة الأولي في تاريخها و هو معروف بمعاداته الاجانب علي الاراضي اليونانية و يحظي بشعبية كبيرة بين عدد من الشباب حتي فوجئ أبناء الجالية المصرية بتعرض اربعة من شبابها الي إعتداء من أشخاص مجهولين في منطقة كاليثيا بأثينا.. شهادات المصريين اكدت ان الشرطة لم تفتح اي تحقيق في تلك الواقعة في الوقت الذي أشار فيه الكثيرون الي كونها تحركات عنصرية منظمة من قبل شباب الحزب المتطرف..ضحايا الحادث الاول هما طارق محمد سمير 40 عاما و يقيم في اليونان منذ 17 عاما بصفة قانونية و اكد لوسائل الاعلام المختلفة انه فوجئ بهجوم من قبل حوالي 15 شابا يحملون أسلحة بيضاء و سارعوا بطعنه في انحاء مختلفة من جسده ليتم نقله علي الفور الي الطوارئ متأثرا بجرح قطعي في الرأس بالاضافة الي اربع طعنات غائرة تتطلب عدد كبير من الغرز.. الحوادث المتكررة دفعت المصريين الي التجمع و الاعراب عن غضبهم في إحدي الساحات المعروفة باليونان و تحديدا بساحة كبيروا القريبة من حوادث الاعتداءات و شارك المتظاهرين بعض اعضاء حزب سيريزا و بعض الجاليات الاخري لينددوا بما يرتكبه اعضاء الحزب النازي ضد الاجانب و حضرت الشرطة اليونانية و قوات مكافحة الشغب لتفريق المصريين و المتضامنين معهم.. و قال بعض المصريين ان هناك سببا يتحمله المصريون انفسهم و قاموا بإرسال شكاوي الي سفارة مصر في أثينا بسبب تصرفات مواطن مصري يحمل الجنسية اليونانية و يتقدم بمداخلات في وسائل الاعلام اليونانية مقدما نفسه علي كونه رئيس رابطة مسلمي اليونان او رئيس الجالية المصرية و إمتدت أكاذيبه و تصريحاته الاعلامية ضد حزب اليمين في اليونان ليصف أعضاءه بأنهم مجموعة من الخنازير و يصف رئيس الوزراء اليوناني و بعض المسئولين بالعنصرية و أدت تلك التصريحات الي تحويل الانظار تجاه المصريين و إستهدافهم و الاعتداء عليهم للإنتقام منهم.. رسالة مهينة! الحوادث لم تهدأ بعد الوقفات الاحتجاجية و محاولات تدخل السفارة بشكل رسمي لمنع تكرارها الي ان شعر المصريون بصدمة بعد وقع حوادث جديدة لمصريين آخرين من بينهم ابو زيد مبارك بضاحية بيراما و الذي اكد الي استيقاظه في ساعة متأخرة من الليل علي هجوم مجموعة من الشباب و بأيديهم أدوات حديدية و آلات حادة مرتدين ملابس سوداء يرتديها اتباع حزب الفجر الذهبي و يقول بعض الضحايا ان بعض الحوادث تتم علي مقربة من رجال الشرطة و لا يتدخلوا في ايقاف الحوادث علي الاطلاق الا ان بعض الحوادث تقوم فيها الشرطة بتحديد المشتبه بهم و يتم القبض عليهم بعد تعرف الضحية علي الجناة الا ان بعض القضايا تمر دون تحقيق بسبب استقرار المصريين بشكل غير قانوني بالإضافة االي عدم رغبتهم في عرقلة حياتهم في متاهات التحقيقات و المحاكم.. صورة شاب مصري مقيد بالجنازير من رقبته و جسده بشجرة.. رسالة عنصرية واضحة و صريحة لا تتوقف عند حد الاعتداء فقط و لكنها تعطي رسالة اعنف كان ضحيتها الشاب المصري وليد محمد 29 سنة و الذي عثرت عليه الشرطة اليونانية مقيدا بشجرة بجزيرة سالامينا بعد تعذيبه من قبل صاحب المخبز الذي يعمل به بعد رفضه دفع مستحقاته المالية و قام بتعذيبه لتتعالي صرخات المصريين و الاحتجاجات علي سوء المعاملة و اضطرت علي أثرها الشرطة اليونانية الي القبض علي صاحب العمل و التحقيق معه.. حوادث الاعتداء لا يمكن قياسها بحجم التهديدات التي يعاني منها المصريون باليونان فهناك مناطق تعيش فيها الجاليات المصرية وسط حالات فزع و هلع بعد وصولهم تهديدات بشن هجمات عنيفة علي منازلهم و ذلك للضغط علي الضحايا بعدم تقديم دعاوي قضائية ضد الجناة..و التهديدات تشمل ايضا الناجين من حوادث الاعتداءات بالمصادفة و اعدادهم كبيرة و منهم سيد حسن المقيم باليونان منذ 15 سنة و اكد للصحف اليونانية و العربية انه احد الناجين بأعجوبة من مجموعة الشباب المتطرفين و التي مرت بالقرب منه علي دراجات نارية في ضاحية فاليرو و حاول الجري مسرعا ليبتعد عنهم بعد ان استمع الي صيحاتهم بالاستعداد للهجوم عليه .. و يعاني شباب مصريين من حوادث متفرقة تقع في وسائل المواصلات بالإضافة الي عدم اهتمام رجال الشرطة ببعض الحوادث التي يجدونها غير هامة.. و لم تسلم الفتيات و السيدات المصريات و العربيات من الحوادث العنصرية ففي حوادث متكرة تعرضت مهاجرة من أصول مصرية لإعتداء بالضرب بآلة حادة في الرأس من قبل بعض الشباب بعد نزع حجابها و سارع بعض الاشخاص بإسعافها و طلبت أسرتها التكتم علي الامر و عدم التقدم بشكوي ..و هو حادث مشابه لما وقع لفتاة سورية تعرضت لإعتداء لفظي و مطالبات بالرحيل هي و اسرتها عن اليونان بسبب إرتدائها الحجاب و ذلك بعد تجدد اعمال العنف بسبب مسيرة شارك فيها اعضاء حزب الفجر الذهبي و قاموا بتوزيع منشورات يعلنون فيها النضال العادل و المشروع ضد المهاجرين العرب ردا علي شجار وقع بين مواطن سوري و شاب يوناني يعمل في صالون حلاقة.. الإتحاد المصري اليوناني عبر صفحات مواقع التواصل الإجتماعي وجدنا عددا من الصفحات التي توجه الجالية المصرية باليونان الي الاتحاد و تحديد المطالب الرسمية لإنهاء الإنتهاكات التي تتم ضد المصريين و اكثر الصفحات انتشارا علي موقع الفيس بوك الاتحاد المصري اليوناني التي تعرض صور و تفاصيل المهازل التي تتم ضد المصريين و خاصة حادث الشاب وليد محمد الذي تم تقييده بالشجرة و وجه صاحب العمل ضده و ضد المصريين اهانات بالغة مؤكدا له ان المصريين يقيدون الجمال بمثل هذه الطريقة و تعرض الصفحة ايضا ردود الافعال المصرية التي جاءت بشكل رسمي صريح من قبل الجهات الدبلوماسية اولا ثم مؤسسة الرئاسة التي استنكرت تلك الاحداث و طالبت بالتحقيق الرسمي في اسبابها و تفاصيلها و هو الأمر الذي دفع وزارة الخارجية اليونانية الي الإعراب عن أسف حكومتها و الشعور بالصدمة جراء الحوادث المتفرقة التي يتعرض لها مصريين مؤكدين ان الشرطة لن تتسامح مع المتهمين و اصحاب الاعتداءات الا ان أفراد الاتحاد المصري اليوناني يشنون حملة ضد السفير المصري و القنصل باليونان لتباطؤهم في حماية كرامة المصريين محاولين إقامة عدد من المسيرات للمطالببة بإستقالتهم من مناصبهم..