قال الدكتور طلعت عفيفي وزير الأوقاف: إن وزارته تسير على خطوات ثابتة لتحريك المياه الراكدة بالوزارة عن طريق الدورات التدريبية والتي كانت متوقفة منذ سنوات وإجراء المسابقات لاختيار أفضل القيادات. وقال الدكتور عفيفي: "الإصلاح متواصل مع كل الجهات وعلى جميع الأصعدة داخل الوزارة في سبيل إعطاء تمييز وريادة لوزارة الأوقاف، لكونها وزارة إصلاحية توجيهية، حيث إنه إذا أصلح الله حالها فسينصلح حال الجميع". وتابع الوزير قائلا: "لا بد أن يمضي الإصلاح في كل اتجاه.. إصلاح الإدارة والداعية وهيئة الأوقاف المصرية والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية.. وكل هذه الأمور نحاول الاجتهاد فيها". ومن جانبهم، يؤكد الدعاة والأئمة المتظاهرون أن الدكتور عفيفي قام منذ توليه منصب وزير الأوقاف باستقدام عدد من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين العاملين بالوزارة لشغل مناصب قيادية بدلا من قيادات الوزارة الحاليين، فضلا عن الاستعانة بعدد من المنتمين للتيار السلفي من خارج الوزارة، وذلك ضمن سلسلة ما يصفونه ب "أخونة وسلفنة الوزارة". إلا أن الدكتور كمال عبد الستار وكيل أول وزارة الأوقاف، أكد أن "الوزير عفيفي لم يجر أي تغييرات في القيادات وأن ما يسمى ب"أخونة الوزارة" هو "كلام لا أساس له من الصحة"، لافتا إلى أن الوزير عفيفي رفض التجديد لأي من قيادات الوزارة دون أن يجري اختبارا لهم في حفظ القرآن الكريم والعلوم الشرعية والدعوية، وأن كافة قيادات الوزارة من حقها الاستمرار في أماكنها بشرط اجتياز هذا الاختبار، الذي أكد على حياديته وموضوعيته. وكان اختيار الدكتور طلعت عفيفي (نائب رئيس الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح السلفية) وزيرا للأوقاف في أغسطس الماضي مثارا للجدل داخل الوسط الديني في مصر، بعد قيام الدكتور هشام قنديل رئيس الحكومة بتكليف الدكتور أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر لشغل منصب وزير الأوقاف؛ إلا أنه تراجع عن ذلك في محاولة لاسترضاء السلفيين، وقام بإسناد حقيبة الأوقاف ل"عفيفي"، كما يقول المراقبون. ومنذ توليه الوزارة واجه عفيفي حملات تتهمه بالانحياز للإخوان والسلفيين، مما دعاه للتأكيد أكثر من مرة، على أنه "ليس إخوانيا ولا سلفيا.. وأنه رجل أزهري يحب الأزهر ويحب الانتساب إليه ولا يعادي أحدا"، قائلا إن "كل الجماعات في مصر أحبها جميعا وأعتبرها عونا على الحق".