نفى اللواء محمد العصار عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة أن تتم المقارنة بين القوات المسلحة وبين النظام السابق، وقال العصار نقدم التعازي للشعب المصري كله وأقدم أسف واعتذار المجلس الأعلى على الأرواح التي أذهقت، والشباب الذين أصيبوا. وما حدث أدمى قلوب الشعب بأكمله، وهذه الأحداث ستزول ولن تتكرر بعد ذلك". وبالنسبة لتأخير إذاعة بيان المشير حسين طنطاوي القائد العام رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، قال العصار: إن مثل هذه الخطابات تمر بخطوات إعداد مشيرا إلى أن رئيس المجلس الأعلى مقل في الظهور الإعلامي، وبالتالي كان لا بد من إعداد الخطاب جيدا وهذا سبب التأخير". وأضاف العصار في برنامج استديو 27 الذي تعرضه القناة الأولى بالتليفزيون المصري مساء اليوم الأربعاء "لسنا امتدادا للنظام السابق ولسنا طلاب سلطة ولا نريد كرسي الحكم، وقبلنا المسئولية من منطلق وطني حرصا على الوطن والمقارنة بالنظام السابق تسيئ لنا". من جانبه قال اللواء محمود حجازي عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة "لا يجوز المقارنة بين القوات المسلحة والنظام السابق ومن يعقد تلك المقارنة أدعوه إلى أن يراجع نفسه". وناشد اللواء حجازي وسائل الإعلام والشعب المصري عدم التعامل مع المجلس العسكري بنفس ميراث عدم الثقة الذي ساد في عصر النظام السابق، مشددا على أن المجلس ليس لديه سوى هدف واحد ومحدد، هو تسليم السلطة إلى حكومة منتخبة ديمقراطيا وبشفافية ونزاهة متناهية يحترمها التاريخ وتليق بشعب مصر ومكانة مصر الدولية. وقال اللواء حجازي: إن شعور المواطنين بالتباطؤ في اتخاذ القرارات وتفعيلها، جاء نتيجة عدم الثقة الموروثة لدى الشعب، منوها بأن مراجعة ما تم اتخاذه من قرارات وتفعيلها منذ 11 فبراير وحتى الآن سيوضح أن مصر تتغير كدولة كبيرة كانت تعاني من مشاكل كثيرة، تم العمل على إنهاء العديد منها وانتقال مصر إلى عهد نهضة دولة جديدة. وأشار إلى أن سبب التأخير أيضا يعود إلى ما توافقت عليه القوى السياسية التي طلبت عدم تسليم السلطة خلال الفترة الانتقالية التي كان قد أقرها المجلس العسكري في بداية تسلمه زمام الدولة. ولفت إلى أن القوى السياسية أجمعت على ضرورة إعطائها فرصة للاستعداد لتسلم مهام الدولة والتي كانت تلك القوى غير مهيأة لتسلمها من قبل، إلا أن اللوم بدأ يتزايد على المجلس العسكري بسبب البطئ برغم أنه يريد تسليم الدولة كدولة فاعلة بمؤسسات قوية جاهزة للعمل والإنتاج دون تخبط ودون أن نرمي بكل اللهب كما هي حتى لا تحترق مصر. وقال اللواء العصار، إن المجلس العسكرى عندما تسلم السلطة فى فبراير الماضى، كان هناك انهيار أمنى كامل، وتوقف تام للحياة، والمصريون أنفسهم كانوا خارجين من نظام فاسد على مدى سنوات طويلة، حصل فيها تخريب فى كل المجالات، وكانت المؤسسة العسكرية هى الوحيدة القائمة، ومنذ فبراير وحتى الآن نؤكد أننا لسنا بديلاً للشرعية ولانطمع فى السلطة. وبشأن اجتماع المجلس العسكرى أمس مع القوى السياسية والأحزاب، قال العصار إنه تم الاتفاق على ضغط الفترة الانتقالية، وتم الإجماع على أن يستغرق إعداد الدستور 30 يوماً فقط، بحيث يتم إصدار قانون لتشكيل اللجنة الخاصة بوضع الدستور، وأن جميع القوى السياسية التى حضرت بالأمس أكدت أن دستور 71 به 52 مادة من أفضل المواد التى وضعت فى دساتير العالم، ويمكن الاستفادة بهذه المواد فى الدستور الجديد، مع الاستعانة بوثيقة الأزهر، وعند ضم ال 52 مادة مع الوثيقة يمكن الانتهاء من الدستور خلال شهر واحد فقط. بدوره قال اللواء حجازى: إن المصريين عندهم رصيد ضخم وموروث من انعدام الثقة "مش عارفين يخصلوا منه بسهولة"، مناشداً إياهم بعدم التعامل مع القوات المسلحة والمجلس العسكرى بهذا الموروث، مؤكداً أن شعور الشعب بتباطؤ القوات المجلس العسكرى فى تسليم السلطة واتخاذ قرارات حاسمة، سببه الأول والأخير هذا الموروث من انعدام الثقة، وقال:" اتهمونا بالتباطؤ فى تسليم السلطة، وعندما قررنا منذ البداية أنه سيتم التسليم لسلطة مدنية خلال 6 أشهر قالت القوى السياسية والأحزاب إنكم بهذا العمل سيتسلمون البلد لشخصيات غير مؤهلة، فتراجعنا عن التلسيم خلال 6 أشهر، وعندما تراجعنا اتهمونا بالتباطؤ، لكن الحقيقة أننا نريد التسليم فوراً". وقال العصار:" لم نتردد لحظة واحدة فى اتخاذ قرار من شأنه أن يكون فى صالح الشعب، ولم ننفرد ولو مرة واحدة فى اتخاذ قرار أو قانون أو إعلان دستورى، و 90% من لقاءات المجلس العسكرى مع القوى الثورية والأحزاب لايتم الإعلان عنها فى وسائل الإعلام، لكن فى النهاية من المستحيل أن نأخذ رأى كل الناس فى وقت واحد على حدث معين". وفى ردهما على ماقاله المشير حسين طنطاوى، رئيس المجلس العسكرى فى خطابه أمس من إجراء استفتاء بخصوص مدى موافقة الشعب على عودة الجيش لثكناته أم لا، وأن المجلس العسكرى لم يأت باستفتاء حتى يرحل باستفتاء، قال حجازى:" إذا طرحنا الاستفتاء على الشعب الآن، وتخلينا عن مسئولياتنا تجاه تنفيذ ماتعهدنا به، سنكون خائنون للأمانة، لكن سنترك ذلك الاستفتاء لفترة حتى ننفذ باق المطالب، وبعدها سنستفتى الشعب بأكمله على مدى بقائنا من عدمه، وإذا قال الشعب بالأغلبية عودوا لثكناتكم، سنقف ونؤدى له التحية فور إعلان نتيجة الاستفتاء". بينما قال العصار:" سنرجع للشعب فى الاستفتاء، وإذا قال شكرا لكم، سنعود لأماكننا، فنحن فى الأول والآخر، أقسمنا بأن نموت من اجل مصر، وسنعود لأماكننا بصدر رحب". وكشف العصار عن أنه يجرى حالياً تشكيل حكومة إنقاذ وطنى، وسيكون على رأسها شخصية ستجمع عليها كل فئات الشعب، نافياً أن يكون المجلس العسكرى قد قيّد صلاحيات حكومة الدكتور عصام شرف، والإعلان الدستوري حدد صلاحياتها وصلاحيات المجلس العسكرى.