يشهد العالم الكسوف الأول للشمس في عام 2011 غد الثلاثاء، لكنه سيكون كسوفا جزئيا، ويمكن مشاهدته في أوروبا، خصوصا فى شمال السويد عند الساعة التاسعة إلا عشر دقائق بتوقيت جرينتش، كما يمكن مشاهدتها في شمال إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى. وفي فرنسا سيحجب القمر أكثر من نصف قرص الشمس وصولا إلى ثلثيه، جراء وقوعه بين الشمس والأرض، وسيكون شمال الجزائر أولى المناطق، التي تدخل في ظل القمر، وذلك عند الساعة 06.40 بتوقيت جرينتش، ثم تليها المناطق الواقعة شرقا. وستشاهد معظم مناطق غرب أوروبا هذه الظاهرة عند شروق الشمس، كما سيكون متاحا لسكان القاهرة والقدس وإسطنبول وطهران مشاهدة هذا الكسوف الجزئي. يذكر أن ظواهر الكسوف الشمسي تظهر عندما يمر القمر بين الأرض والشمس، حاجبا أشعتها بشكل جزئي أو كلي، وعندما تمر الأرض في ظل القمر، يكون الكسوف جزئيا، على غرار الكسوف الذي سيجري يوم الثلاثاء، إذ يحجب القمر قرص الشمس بصورة جزئية. أما الكسوف الكلي فيجري في المناطق التي تقع تماما في ظل القمر، ولن يشهد العام 2011 هذا النوع من الكسوف. ومع أن قطر الشمس أكبر من قطر القمر ب 400 مرة تقريبا، إلا أنها أبعد ب 400 مرة أيضا، ما يسمح للقمر بحجبها عن الأرض تماما، في حال الكسوف الكلي. ولو كانت دورة القمر حول الأرض مشابهة لدورة الأرض حول الشمس، لكان الكسوف الشمسي ظاهرة تشاهد كل عام، إلا أن مدار القمر حول الأرض فيه شيء من الانحناء. من المتوقع أن يشهد 2011 أربع ظواهر كسوف جزئية، واثنين تامين، وهو أمر نادر لن يتكرر في القرن الحادي والعشرين سوى ست مرات. والكسوف الكلي الأخير للشمس وقع في الحادي عشر من يوليو 2010، وأمكن مشاهدته من المناطق الجنوبية للمحيط الهادىء. أما الكسوف الكلي المقبل فهو مرتقب في الثالث عشر من نوفمبر 2012، ويمكن مشاهدته في أجزاء من أستراليا ونيوزيلندا وجنوب المحيط الهادىء وأمريكا الجنوبية. وبات بالإمكان توقع تاريخ حصول الكسوف منذ أيام بطليموس في القرن الثاني. أما منطقة حصوله بالتحديد فبات بالإمكان معرفتها منذ القرن الثامن عشر، ومع عصر المعلوماتية تم تبسيط حسابات الكسوف، التي كانت تتطلب شهرا من العمل اليدوي من قبل علماء الفلك.