يحسب للسينما المصرية أنها سجلت خلال سنوات تألقها لأهم الأحداث التى مرت بها سنوات الرسالة ،والدعوة الإسلامية،ومنها، هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة ،والتى تواكب غدا بداية عام جديد عليها وهو 1434. ورغم قلة الأعمال التى تناولت الهجرة إلا أنها تعد هى الأهم وتعرض فقط فى هذه المناسبة أو المناسبات الدينية فقط ،رغم مطالبة الجميع بعرضها على مدار العام فهى من أفضل الأعمال للرد على الإساءات التى يتعرض لها رسولنا الكريم ، وإن تم ترجمتها وإذاعتها فى قنوات عالمية لكانت أفضل من انتاج أعمال جديدة. ومن أهم الأعمال التى تعد علامة بارزة فى السينما المصرية فيلم " هجرة الرسول " "صلى " وهو عن كتاب للمؤلف حسين حلمى المهندس وكتب له السيناريو والحوار عبد المنعم شميس ن وأخرجه ابراهيم عمارة ومدته 117 دقيقة وقام ببطولته ماجدة وايهاب نافع الذى كان آنذاك زوجا لها وشارك فيه عدد من الفنانين منهم ابراهيم السيد ولطفى عبد الحميد وسميحة توفيق وحسن البارودى ومرسى الحطاب وعدلى كاسب . وتدور أحداثه قبل دخول الإسلام حيث عاشت الجزيرة العربية فى فوضى ووثنية، وكانت ساره تعمل راقصة ووالدها عربيد عندما كان وجهاء قريش وعلى رأسهم أبى الحكم يسهرون عندهما، وكانت مصدر أموالهما من الزوار والحجاج الوثنيين ممن يأتون الكعبة لتقديس الآلهة، كان بيع الرقيق منتشراً فى أسواق قريش حيث تأتى بهم القوافل من جميع الأنحاء وكان من ضمن الرقيق فتاة تدعى حبيبة وعبد يدعى فارس، يهجم العبد على الحارس عندما وجده يضرب حبيبة ليجبرها على الاسراع بخطواتها، وعوقب فارس وبدأت حبيبة تضمد جراحه خلال الليل. سمعت قريش بنبأ الرسول الجديد محمد وأن العديد آمنوا به وبخاصة الرقيق وتسببت نبوته فى ثورة العبيد ضدهم أوقفت وفود الحجاج إلى مكة. لذا قرروا ذبح محمد وذبح من صدقوه حيث بدأت بداية شهداء المسلمين الأوائل وهرب الكثير إلى يثرب. رأت ساره الراقصة ووالدها زبائنهما يتجهون إلى الإسلام فحثا وجهاء قريش على قتال هذا النبى، وقامت معجزات، وأنضم وجهاء يثرب وقاموا بشراء العبيد المسلمين وأعطوهم حريتهم وكان بينهم حبيبه وفارس حيث استطاعا أن يتزوجا، وجاء النبى إلى يثرب واستقبله الناس وهم ممسكين بالسعف ليظهروا سعادتهم . ومن الأعمال التى لاقت شهرة واهتماما ويذاع فى معظم الفضائيات العربية، والتليفزيون المصرى ايضا فيلم "الشيماء" الذى انتج عام 1972ومدته 124 دقيقة عن قصة احمد على باكثير وكتب له السيناريو والحوار عبد السلام موسى واخرجه حسام الدين مصطفى ، وتعتبره سميرة أحمد من أهم اعمالها بل إن لم يكن أهمها على الأطلاق وشاركها بطولته الراحل توفيق الدقن واحمد مظهر وحسن البارودى وامينة رزق ومحسن سرحان. والفيلم عن قصة الشيماء أخت الرسول عليه الصلاة والسلام فى الرضاعة ،كانت تعيش فى بنى سعد بين أمها حليمة السعدية وأبيها الحارث بن عبدالعزيز ، وشقيقها عبدالله ، فى أسرة تعترف للنبى بالخير والبركة التى حلت على ديارهم منذ جاءهم رضيعًا ، إلا بيجاد زوج الشيماء العنيد الذى يكره محمدًا كراهة وحقدًا دفينًا ، تنتشر أخبار الدعوة الإسلامية ، ويتحالف بيجاد مع أعداء محمد ، بينما الشيماء شادية بنى سعد ، تخذل بسحر صوتها بيجاد وتثنى قبيلتها عن الاشتراك فى محاربة الإسلام ، تتم الهجرة إلى المدينةالمنورة ويتحالف زوجها مع اليهود من بنى قريظة وبنى النضير ، لكن الله ينصر محمدًا ، يزداد حقد بيجاد وقد تواطأ مع أبى جهل ، تتقدم الجيوش لفتح مكة ويصاب بيجاد ويهرب ليقلب الأعداء على محمد ، فيأمر النبى بإهدار دمه ، يلجأ الجميع إلى الرسول ، يطلبون العفو ، ويصاب بيجاد بشدة ، تذهب الشيماء إلى الرسول وتطلب منه العفو عن زوجها ، يستجيب الرسول لطلبها ، ويخرج الزوج إلى الجبل ، ويعلن إسلامه . أما فيلم "الرسالة " الذى أخرجه الراحل مصطفى العقاد والذى تواكب هذه الايام ذكرى اغتياله فى 11 نوفمبر من عام 2005 فهو أكثر الأعمال التى لاقت انتشارا عالميا وقدم بنسختين عربية واجنبية ، وشارك فى النسخة الأجنبية نجوم عالميين وكانت العربية من بطولة عبد الله غيث في دور حمزة بن عبد المطلب أما الإنجليزية فمن بطولة أنطوني كوين بنفس الدور. والبطولة النسائية الممثلة السورية منى واصف في دور هند بنت عتبة وأدت الممثلة العالمية أيرين باباس الدور نفسه في النسخة العالمية. وبلغت تكلفة إنتاج الفيلم للنسختين العربية والأجنبية حوالي 10 مليون دولار أمريكي، وحققت النسخة الأجنبية وحدها أرباحاً تقدر بأكثر من 10 أضعاف هذا المبلغ و ترجم إلى 12 لغة. يبدأ الفيلم في مكة حيث ينزل الوحي على محمد صلي الله عليه وسلم ويبدأ بدعوة من حوله إلى الإسلام وكان سادة مكة يكرهون ما يدعوا إليه حتى إذا عرفوا شخصاً اتبعه عذبوه لكي يرتد عن دينه وكان على رأس المعذبين أبو جهل وأبو لهب فعذبوا بلالاً وعماراً مع والديه سمية وياسر حتى قتلا واضطر عمار للارتداد مكرها وفي أثناء جهر المسلمين بدينهم أسلم واحد من أقوى رجالات مكة وهو حمزة لكن رسول الله أمر أصحابه بالهجرة إلى الحبشة لما رأى التعذيب الذي أتاهم وحاول سادة مكة استعادتهم ففشلوا ثم قاموا بحصار الناس وحتى خروج المسلمون لموقعة بدر يريدون قافلة لقريش حين قابلوا جيش مكة هناك فقاتلوهم وقتلوا جميع السادة الذين خرجوا معهم فانهزم المشركون وأقسمت هند بعد ذلك أن تقتل حمزة لأنه قتل أباها عتبة وبدأ زوجها أبو سفيان يجمع الجموع لمعركة جديدة فالتقى مع المسلمين في أحد فانهزم جيشه في بادئ الأمر لكن خالد بن الوليد حول الهزيمة إلى نصر وقتل في تلك المعركة حمزة على يد وحشي فجاءت إليه هند وأخرجت كبده وأكلته ثم أتى المسلمون يريدون العمرة فمنعهم سادة مكة واتفقوا على توقف الحرب بينهم عشر سنين فاستغل رسول الله ذلك وأرسل رسله إلى كل مكان ليعلموا الناس الإسلام وتأثر لذلك عمرو وخالد فذهبا إلى المدينة وأعلنا إسلامهما ثم نقض مجموعة من شباب مكة على رأسهم عكرمة الصلح وجاء أبو سفيان إلى رسول الله يطلب منه التمديد فرفض وبدأ يجمع الجموع لفتح مكة وتأثر أبو سفيان برسول الله ودينه فأسلم وفي اليوم التالي دخل المسلمون مكة مكبرين مهللين وحامدين وحطموا الأصنام التي فيها ثم ينتقل الفيلم إلى أهم ما قاله رسول الله في حجة الوداع وخطبة الوداع لينتهي بعدها الفيلم . وقد تناولت اعمال كثيرة الهجرة منها فيلم ايرانى بعنوان "النبراس " وتم دبلجته الى العربية ومسلسلات دينية كمسلسل "محمد رسول الله " ومسلسلات وافلام كارتونية وافلام تسجيلية كثيرة منها فيلم انتجته قناة الجزيرة عن "الهجرة " .