كشف عمرو صلاح مخرج فيلم «ديدو» أن 80% من العمل اعتمدت على الجرافيك حيث كان هذا الأمر ظاهرا لهم فى السيناريو من البداية، مشيرا إلى أنه كان أمام صناع العمل تحد يتمثل فى إما تنفيذ الجرافيك فى مصر من خلال شركة مصرية أو التعاقد مع شركة أجنبية خارج مصر، وبحثنا عن حالة مشابهة لنا وهو فيلم «الفيل الأزرق» الذى اعتمد فى مشاهد كثيرة على الجرافيك لنجد أنهم نفذوها خارج مصر، إلا أننا قررنا التعاقد مع شركة مصرية لعدة أسباب من بينها تشجيع العمالة المصرية خاصة أن لدينا كفاءات فى مجال الجرافيك فضلا عن تقدمهم فى هذا المجال، ولكن كان الموضوع فيه تحد أكبر فى هذا الفيلم لأن الجرافيك فى باقى الأفلام كانت تقتصر على مشاهد قليلة، حتى وصلنا إلى الجهة التى قامت بعمل الجرافيك لأفلام «الحرب العالمية الثالثة» و«كلب بلدي» وأفلام أخري. أضاف أن التحدى الثانى هو أن يكون الفيلم بالكامل موجودا على الورق فى شكل لقطات مرسومة قبل أن نصوره، حتى نقرب إليهم الصورة ونعرف متطلباتهم، حيث قمت بنفسى برسم لقطات الفيلم ومشاهده، وهو ما استغرق وقتا طويلا أيضا، مشيرا إلى أن رسم المشاهد قبل تصويرها طريقة يتبعها فى كل أعماله حتى يكون مستعدا للفيلم جيدا قبل أن يبدأ تصويره. وفى فيلم « ديدو» كانت ضرورة ملحة، ورغم ذلك كان هناك تعديلات على لقطات الفيلم، كأن يقولون مثلا أن هذا صعب فى تنفيذه أو نعدل اللقطة حتى نقرب الصورة أكثر». وأشار إلى أن التحدى الثالث هو أن الممثلين كانوا يصورون على «كروما» وهذا كان عائقا كبيرا لأن الممثلين أثناء تصوير المشاهد لا يعرفون أماكن الأشياء أو كيف سيتم توظيف هذا المشهد فى الجرافيك لأنهم يصورون على «كروما» خالية من أى شيء، ولكن حاولنا تجاوز هذا العائق بأن يشاهدوا لقطات للرسومات على مونيتور مع الجرافيك، فكنت أشرح لهم كل مشهد وما يحدث فيه حتى يتفاعلوا معه، فأقول لهم مثلا: «الضفدعة ستهجم عليهم من هذا المكان فينبغى أن ينظروا من هذه الزاوية». أوضح أنه اعتمد فى الفيلم على عنصر الإبهار أكثر من الشكل الواقعى وهو ما ظاهر فى شكل الضفدعة والخنفساء، حتى يستطيع أن يجذب كل أفراد الأسرة ليشاهده الطفلة والأسرة. أشار إلى أن جزءا كبيرا من أحداث الفيلم كانت تدور فى الحديقة، وهو ما تطلب تصميم نجيله بمواد طبيعية بفرق مقاس الإنسان عندما يتحول إلى عقلة أصبع، فمثلا حددنا مقاس كل واحد من فريق العمل بعد أن يصغر حجمه لحوالى 2 سم وعلى هذا الأساس عملنا نجيله حقيقية بمقاس 4 أو 5 سم، ومشاهد النجيله كانت حقيقية حتى تكتمل مع الجرافيك، ووجدنا أن من الصعب تنفيذ كل اللقطات بهذا الشكل، حيث أنه فى بعض الأحيان اضطررنا لتنفيذ مشاهد بالكامل جرافيك. وعن استغراق تنفيذ الفيلم وقتا طويلا قال إنه عمل على السيناريو مع كريم فهمى منذ أبريل 2019 أى منذ عامين، وقبل ذلك كان كريم مشغولا فى كتابة العمل، لنبدأ تصويره فى يونيو 2019، بينما بدأت مشاهد الجرافيك فى سبتمبر 2019، حيث استغرق عامين إلا ربعا، مشيرا إلى أنهم كانوا يركزون فى السيناريو على أن يكون مشدودا ويضحك وبه عناصر إبهار، أما بالنسبة للجرافيك فكان التركيز على تعديل اللقطات حيث أن هناك أشياء كثيرة أعاد التفكير فيها بناء على الجلسات مع الجهة التى تولت تنفيذ الجرافيك. وعن تعاونه مع كريم فهمى وباقى فريق العمل قال إن علاقته بكريم تعود إلى ما يقرب من عشرين عاما، كما تعاون مع محمد ثروت فى فيلم « قلب أمه»، كما التقى ببيومى فؤاد فى أكثر من عمل، واستمتع بالعمل مع حمدى الميرغنى وهدى المفتى، مشيرا إلى أن جميعهم كانوا لديهم مرونة فى التصوير، خاصة أن الممثل فى مثل هذه النوعية من الأعمال لا يرى ما يحدث حوله نتيجة اعتمادنا على الجرافيك وتصويره على خلفيات لون واحد والتحدى الأكبر أن يتفاعلوا معه، لذا كان الاعتماد الأساسى فى العمل على قدرة وموهبة الفريق فى التمثيل، فضلا عن وجود تفاعل بينهم وكيمياء خاصة فكانت كواليس العمل مريحة، وهناك مشاهد صعبة فى تنفيذها مثل مشهد الضفدعة والذى صورناه لمدة 3 أيام، فكانت هناك أيام كثيرة صعبة كنا نصور فيها من 18 إلى 20 ساعة تصوير، مع ارتباط فريق العمل بتصوير أعمال أخري». وعن طرح الفيلم فى موسم صعب وقصير فى ظل الإجراءات الاحترازية بسبب فيروس كورونا قال إن الموسم كله صعب بسبب الظروف الحالية فكل الأمور فى علم الغيب، ونحن لا نعرف مدى مناسبة الموسم للفيلم إذا طرح فى وقت آخر لأن ظروف العالم كلها غير مستقرة، وإذا ما أجلنا طرح الفيلم لعيد الأضحى ليس لدينا فكرة عن الظروف وقتها والإجراءات التى قد تتخذ أو الأفلام التى ستطرح معنا وخاصة أن عددا كبيرا من الأفلام فى انتظار عرضها، فتوكلنا على الله، خاصة أن جزء من قرارنا هو رغبتنا فى أن تعود الصناعة مرة أخري. أوضح أنه يدرك أن هذا الموسم يتحرك فى معدل إيرادات معينة ولن يزيد عنه وخاصة أن حفلتى 9 و12 كانتا تشكلان 70% من إيراد الأفلام، ولذلك نعرف جيدا أن إيرادات هذا الموسم ليست كبيرة، ولكن مع الوقت الجمهور سيتشجع للنزول.