يوافق اليوم الخميس، السادس من شهر مايو، الذكرى التاسعة عشرةعلى رحيل الرئيس التاريخي للنادي الأهلي، المايسترو صالح سليم، الذي توفي في مثل هذا اليوم من عام 2002، عن عمر يناهز 71 عاما بعد صراع طويل مع المرض وتاريخ حافل بالبطولات والإنجازات لاعبا وإداريا محنكا داخل جدران القلعة الحمراء بالجزيرة. ولد محمد صالح محمد سليم، الشهير بصالح سليم في حي الدقي بالجيزة وسط أسرة أرستقراطية يوم 11 سبتمبر عام 1930. لعب صالح سليم مع الفريق الأول للنادي الأهلي من عام 1948 وحتى أواخر الستينيات وهو يلعب بمركز خط الوسط وكان يلقب بالمايسترو منذ ظهوره في الملاعب المصرية، وكان صاحب شخصية قيادية قوية داخل الملعب، وهو ما ساهم في بقائه داخل جدران القلعة الحمراء حتى وصل إلى رئاسة النادي. بدايته ولد صالح سليم في 11 سبتمبر عام 1930 في حي الدقي، بمحافظة الجيزة، ووالده هو الدكتور محمد سليم أحد رواد أطباء التخدير في مصر، ووالدته هي السيدة زين الشرف، التي كان والدها من أشراف مكةالمكرمة قبل انتقاله للعيش في تركيا ومنها إلى مصر. تعرف والد سليم على والدته عندما كان يجري لها عملية جراحية خلال إقامتها مع عائلتها في مصر، وتزوجها وأنجب منها ثلاثة ذكور كان صالح هو الأكبر، ومن بعده عبد الوهاب وطارق. عشق صالح سليم رياضة كرة القدم منذ نعومة أظافره، فكان دائما ما يمارس هوايته مع أطفال حيه في الدقي بالجيزة. وقد انضم لفريق مدرسة الأورمان الإعدادية، ثم منتخب المدارس الثانوية أثناء دراسته بالمدرسة السعدية، ثم التحق بصفوف الناشئين بالنادي الأهلي عام 1944، بعد أن اكتشفه الأستاذ حسن كامل المشرف على فريق الأشبال بالنادي. ونجح صالح في إثبات وجوده وموهبته، حتى تم تصعيده إلى الفريق الأول وهو في السابعة عشرة من عمره، وخاض أول مباراة له مع الفريق الأول أمام المصري عام 1948، وفاز الفريق وقتها بهدفين مقابل هدف واحد وأحرز صالح سليم هدف الفوز، أما المباراة الرسمية الأولى، فكانت أمام يونان الإسكندرية في الأسبوع الثالث لبطولة الدوري موسم 1948 وفاز الأهلي بهدفين. إنجازاته وألقابه كان صالح سليم دائما من ضمن القائمة الأساسية للنادي الأهلي والمنتخب المصري حتى اعتزاله عام 1967. استطاع صالح سليم أن يحقق مع النادي الأهلي 11 بطولة دوري من أصل 15 بطولة شارك فيها صالح منذ بداية الدوري المصري لكرة القدم عام 1948، كذلك حقق مع النادي الأهلي بطولة كأس مصر 8 مرات، كما أحرز مع فريقه كأس الجمهورية العربية المتحدة عام 1961. على المستوى الدولي انضم صالح سليم إلى منتخب مصر لكرة القدم عام 1950، وكان قائد الفريق الذي فاز بكأس بطولة الأمم الإفريقية عام 1959 بالقاهرة، كما شارك مع المنتخب الوطني في دورة الألعاب الأوليمبية بروما عام 1960. سجل صالح سليم 101 هدف في حياته الكروية، منها 9 أهداف سجلها خلال فترة احترافه في النمسا مع فريق جراتس، و92 هدفا أحرزها مع النادي الأهلي في بطولتي الدوري والكأس. حقق صالح سليم إنجازا شخصيا كونه اللاعب الوحيد الذي أحرز سبعة أهداف في لقاء واحد، وكان ذلك أمام النادي الإسماعيلي، في مباراة أحرز فيها الأهلي ثمانية أهداف، كما أن لصالح سليم إنجازين شخصيين آخرين هما أكبر عدد من البطولات يحرزها ناد في عهد رئيس واحد وهو 53 بطولة، وإحرازه هو وجيله من اللاعبين الدوري 9 مرات متتالية، وهو رقم لم يكسر حتى الآن. مشواره الفني لعبت شعبية صالح سليم في مجال كرة القدم الدور الكبير لجذبه للمجال الفني والسينمائي، وشارك في عدة أفلام سينمائية منها فيلم السبع بنات، وفيلم الشموع السوداء أمام الفنانة نجاة الصغيرة، وفيلم الباب المفتوح أمام سيدة الشاشة العربية الفنانة فاتن حمامة. حياته الشخصية تعرف صالح سليم على زوجته السيدة "زينب لطفي" على متن باخرة متجهة إلى "الحوامدية" فأعجب بها وقرر الزواج منها، قوبل هذا القرار بالاعتراض من قبل والد صالح ووالد "زينب لطفي" بسبب عدم إكمال صالح لدراسته الجامعية، فقرر تأجيل إقامة حفل الزفاف إلى إنهاء صالح دراسته الجامعية. أنهى صالح دراسته الجامعية وحصل على شهادة "بكالوريوس تجارة"، وتزوج "زينب لطفي" واستمر الزواج حتى وفاة صالح سليم، وأنجبت "زينب لطفي" لصالح سليم ابنيه هشام سليم وخالد سليم، وكانت هذه الزيجة الوحيدة في حياة صالح. وفاته بدأت رحلة صالح سليم مع مرض سرطان الكبد عام 1998 عندما كان صالح يقوم بفحوصاته الدورية التي يجريها كل 6 أشهر لدى طبيبه. أعلم الطبيب صالحا بأنه مصاب بمرض السرطان، وعند مناقشة صالح لأطبائه لبدء العلاج أُعلم أن الورم السرطاني الذي ظهر في نصف كبده لا يمكن استئصاله لأن النصف الآخر من كبده مصاب بتليف بسبب إصابته في وقت سابق من حياته بفيروس سي، كما أُعلم بأن سنه لا تسمح بإجراء زراعة الكبد. لم ييأس صالح، بل رضخ لنصائح الأطباء باتباع أسلوب جديد للعلاج، ألا وهو العلاج الكيماوي الموضعي، وهو يتكون من حقن المادة الكيماوية داخل الكبد نفسه، في المنطقة المصابة، كما نصحه الأطباء باتباع "علاج حراري" إلى جانب العلاج الكيماوي، وذلك لقتل الخلايا السرطانية. التزم صالح سليم بالعلاج الذي اقترحه أطباؤه، وكان يداوم على زيارة لندن لمتابعة حالته الصحية والوقوف على تطوراتها، إلا أنه لم يفصح للرأي العام عن سبب زياراته المتكررة للندن حتى جاء اليوم الموعود 6 مايو من عام 2002 ليرحل المايسترو ويودعه الملايين بعد صراع طويل مع النجومية والمرض.