عالم مليء بالتساؤلات هو عالم نجيب زاهى زركش الذى يعود به الفنان يحيى الفخرانى للدراما الرمضانية من جديد، حيث يتناول نتائج اختيارات الإنسان، وما إذا كانت هى الأصح أم أن هناك خسائر كبيرة قد يتعرض لها، ف «نجيب» المتحرر دائما من قيود المسئولية يجد نفسه فجأة أمام تساؤل حول الأبوة بعد أن يجد نفسه متورطا فى اكتشاف ابنه من بين ثلاثة شباب هم إسلام إبراهيم، وكريم عفيفي، ورامز أمير، ويشارك هذا السر مع نانسى ابنة شقيقته، التى تمثل التوازن فى العلاقات الإنسانية ولا تطلق أحكاما على الآخرين وتؤمن بالاختلاف والحرية الشخصية. بجانب خادمه «طريف» الذى يعرف سر أبنائه قبل أن يعرف هو، ويمثل فى الأحداث دور الراوى بجانب دوره خلال الأحداث والتى يجمع بين الخير والشر ولكنه شر بسيط هدفه الحصول على قصر زركش الذى تربى فيه منذ الصغر، «الأهرام المسائى» تحدثت مع أدوات وعناصر «زاهى زركش» الذى استعان بهم هذا العام ليخرج العمل إلى النور . وكان أحد هذه الحورات من الفنان محمد محمود: قال الفنان محمد محمود إنه كان يحلم بالعمل مع الفنان يحيى الفخرانى أو الكاتب عبد الرحيم كمال أو المخرج شادى الفخراني، وعندما عرض عليه العمل كانت مفاجأة بالنسبة له أن يجد الثلاثة الذين تمنى العمل معهم مشتركين فى مسلسل واحد، مشيرا إلى أنه قدّم العديد من الأدوار الكبيرة من قبل، لكنه يرى أن شخصية «طريف» لها وضع خاص، حيث يظهر كما شاهدنا كراوى ومشارك فى الأحداث فهو مثل الصندوق الأسود لعائلة «نجيب زاهى زركش» ويعرف ما لا يعرفه أفراد العائلة أنفسهم لذلك فإن وجوده كراوى للأحداث كان مبررا جدا، مؤكدا أن فكرة الراوى فى المسلسل يمكن أن تقلق أى فنان، لأن المشاهد لم يرى ذلك من قبل إلا فيما ندر، خاصة أنه سيظل 30 حلقة يوجه حديثه للمشاهد، وينسلخ فى المشهد نفسه من أداء الراوى ليكون مشاركا فى الأحداث وهذا يحتاج لجهد عصبي، حتى لا يقع فى وتيرة الراوي، فهى نقلة صعبة من راوى بأداء محايد يعرّف المشاهد على الحدث والمكان وغيره وفى لحظة يخرج ليكون طريف الإنسان المشارك فى الحدث. وأشار إلى أن الشخصية مليئة بالتناقضات فطريف لديه تطلعات طبقية من المشهد الأول لأنه يريد القصر كما يريد أن يكتمل الشكل بحبه لشيرين شقيقة نجيب زركش ويتزوجها رغم أنها هانم ومن طبقة أرستقراطية، وهذا غريب على الشخصية لأنه رغم كل ذلك إلا أنه مخلص جدا لنجيب وكان حزينا للغاية عندما أصيب نجيب بوعكة صحية وكذلك عندما قرر أن يسافر ويترك القصر، لافتا أن تناقضاته تظهر فى محلها فالشر يظهر والخير أيضا. وأوضح أنه بدأ العمل على المسلسل منذ شهر سبتمبر الماضى قبل أن تبدأ معظم المسلسلات التصوير بأربعة أشهر، كما كانت هناك جلسات تحضيرية لمدة شهر، ولم ينطلق التصوير مباشرة، وتم عمل بروفة على كل المشاهد، وكانت هناك بروفات منفصلة له والفنان يحيى الفخرانى والمخرج شادى الفخرانى على المشاهد التى تجمعهما فى العمل لأنها كثيرة بحكم طبيعة عمل الشخصية كخادم ومساعد لنجيب زاهى زركش، مشيرا إلى أن هذه البروفات جعلته متشبعا بالعمل، وتم التصوير لمدة 6 أشهر، حيث كان آخر يوم تصوير ليلة رمضان. وقال إن هذه الطريقة فى العمل لم يرها فى أى أعمال درامية أخري، حيث كان هناك التزام وانضباط كبير بكل ما هو مكتوب، ولم نزيد جملة وذلك عن قناعة بما هو مكتوب وليست دكتاتورية، لذلك كان اهتمامه كفنان أن يعمل على ما هو متاح أمامه وأن يحول هذا النص المكتوب لصورة من لحم ودم. وأوضح محمد محمود أنه استفاد بعمله المسرحى على مدار 30 عاما فى تقديم شخصية طريف، لأن العمل على المسرح يمنح الفنان ثقة بالنفس لأنه يواجه الجمهور بشكل مباشر وهو ما يكون صعبا على نجوم كبار لا يقدرون على هذه الوقفة، ومن يقابل الجمهور وجها لوجه تكون مقابلة الكاميرا بالنسبة له عادية، لكن المهم أن يكون لديه استعداد داخلي. وعن كواليس العمل مع الفنان يحيى الفخراني، قال إنه أهم ما يقال عنه هو إنه مثال للانضباط فكل شيء يحدث بدقه، كما كان هناك التزام بالإجراءات الاحترازية فكل من خلف الكاميرا يرتدى الكمامة، مشيرا إلى أنها المرة الأولى التى يعمل فيها مع الفخراني، وعرف لماذا هو فنان ناجح، لأن كل شيء عنده بالورقة والقلم، وكل شيء تم الاتفاق عليه منذ البروفات فتشعر أنك فى أيد أمينة.