روى أحمد والنسائى بسند جيد عن عرفجة قال : كنت عند عتبة بن فرقد – وهو يحدث عن رمضان - قال : فدخل علينا رجل من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلما رآه عتبة هابه , فسكت , قال فحدث عن رمضان .. قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فى رمضان : «تغلق أبواب النار، وتفتح أبواب الجنةو وتصفد فيه الشياطين، وينادى فيه ملك: يا باغى الخير أبشر , ويا باغى الشر أقصر حتى ينقضى رمضان». والحديث الذى نحن بصدده رواه الترمذى والنسائى عن زيد بن خالد الجهنى رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : « من فطر صائما كان له مثل أجره من غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شئ « قال الترمذى : هذا حديث حسن صحيح , والحديث كذلك أخرجه عبد الرزاق فى مصنفه عن عطاء بن أبى رباح عن زيد بن خالد الجهنى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من فطر صائما أطعمه وسقاه , كان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شئ « وكذلك أخرجه ابن أبى شيبة فى مصنفه , كتاب الجهاد باب ما ذكر فى فضل الجهاد والحث عليه , وبنفس السند السابق قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « من فطر صائما , أو جهز غازيا , أو حاجا , أو خلفه فى أهله كان له مثل أجورهم من غير أن ينتقص من أجورهم شيئا « , وكذلك أخرجه أحمد فى مسنده , مسند الشاميين , فالله تعالى بفضله على خلقه آجرهم على ما ابتلاهم به من الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر لا باستحقاق وجب لهم ثم زادهم من فضله المضاعفة فيه , ثم زادهم من فضله أن جعل للمعين عليه لغيره مثل أجره لا ينقص ذلك من أجره شيئا , وهذا كقوله : « من جهز غازيا فقد غزا , ومن خلفه فى أهله بخير فقد غزا « والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم . وفى الحديث دلالة على إطلاقه الذى يشمل من فطرته أيا كان , غنيا , أو فقيرا , ولكن الأولى أن يكون من تفطره فقيرا حتى تقع الصدقة فى موقعها وسواء كان هذا الذى سوف تفطره أجنبيا عنك , أم قريبا منك , مع أن القريب أولى ؛ لأنه معروف والأقربون أولى بالمعروف ؛ لأنه يعتبر صدقة وصلة إذا كان من سوف تفطره قريبا لك ؛ لما رواه الترمذى بسنده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال « الصدقة على المسكين صدقة , وهى على ذى الرحم صدقة وصلة «