الطاعة والقربة وأعمال البر كلها، من صلاة وزكاة وصيام وصدقة على الفقراء والمساكين ثوابها عظيم فى شهر رمضان، وفضل الصدقة فى رمضان أعظم منها فى الشهور الأخرى، وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أجود الناس وكان أجود ما يكون فى رمضان، والجود: إعطاء ما ينبغى لمن ينبغى ورمضان موسم الخيرات؛ لأن نعم الله فيه على عباده زائدة فالصيام من أفضل العبادات شرعه الله تبارك وتعالى ليهذب النفس ويعودها الخير فى كل مناحى الحياة، فهو شهر الطاعات وشهر الخير، فقد روى أحمد والنسائى بسند جيد عن عرفجة قال: كنت عند عتبة بن فرقد – وهو يحدث عن رمضان - قال: فدخل علينا رجل من أصحاب محمد (صلى الله عليه وسلم) فلما رآه عتبة هابه فسكت، قال فحدث عن رمضان.. قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول فى رمضان: « تغلق أبواب النار، وتفتح أبواب الجنة وتصفد فيه الشياطين، وينادى فيه ملك: يا باغى الخير أبشر، ويا باغى الشر أقصر حتى ينقضى رمضان». والحديث الذى يسأل عنه السائل رواه الترمذى والنسائى عن زيد بن خالد الجهنى (رضى الله عنه) عن النبى (صلى الله عليه وسلم) قال: «من فطر صائما كان له مثل أجره من غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شىء « قال الترمذى: هذا حديث حسن صحيح، والحديث كذلك أخرجه عبد الرزاق فى مصنفه عن عطاء ين أبى رباح عن زيد بن خالد الجهنى قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «من فطر صائما أطعمه وسقاه، كان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شىء «وكذلك أخرجه ابن أبى شيبة فى مصنفه، كتاب الجهاد باب ما ذكر فى فضل الجهاد، والحث عليه وبنفس السند السابق قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «من فطر صائما، أو جهز غازيا أو حاجا، أو خلفه فى أهله كان له مثل أجورهم من غير أن ينتقص من أجورهم شيئا»، وكذلك أخرجه أحمد فى مسنده مسند الشاميين، فالله تعالى بفضله على خلقه أجرهم على ما ابتلاهم به من الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر لا باستحقاق وجب لهم، ثم زادهم من فضله المضاعفة فيه، ثم زادهم من فضله أن جعل للمعين عليه لغيره مثل أجره لا ينقص ذلك من أجره شيئا، وهذا كقوله: «من جهز غازيا، فقد غزا، ومن خلفه فى أهله بخير فقد غزا» والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم. وفى الحديث دلالة على إطلاقه الذى يشمل من فطرته أيا كان، غنيا، أو فقيرا، ولكن الأولى أن يكون من تفطره فقيرا حتى تقع الصدقة فى موقعها، وسواء كان هذا الذى سوف تفطره أجنبيا عنك، أم قريبا منك، مع أن القريب أولى؛ لأنه معروف والأقربون أولى بالمعروف؛ لأنه يعتبر صدقة وصلة، إذا كان من سوف تفطره قريبا لك؛ لما رواه الترمذى بسنده عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: «... الصدقة على المسكين صدقة، وهى على ذى الرحم صدقة وصلة».