جهود هائلة تبذلها الحكومة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، لحل أزمة نقص الكهرباء بالدول العربية خاصة في ليييا والسودان والعراق وفلسطين، فبعد أن استطاع قطاع الكهرباء المصري تجاوز محنته والتحول من النقص إلى الفائض بدأ العمل على زيادة قدرة خطوط الربط الدولية وإنشاء خطوط جديدة مع دول الجوار. وأكد الخبراء، أن الكهرباء المصرية ستلعب في الفترة القادمة دورا سياسيا كبيرا فى استقرار تلك الدول ودفعها إلى النمو وحمايتها من أى ضغوط دولية قد تتعرض لها للحصول على الكهرباء، والتى تعد حاليا من أهم متطلبات التنمية. وأشار تقرير لوزارة الكهرباء حصلت "بوابة الاهرام" على نسخة منه، إلى أنه تم تصدير كهرباء تقدر بقيمة 700 مليون جنيه إلى ليبيا و300 مليون جنيه إلى الأردن خلال العام المالى الماضى، بالإضافة إلى صادراتنا للسودان، والتى بلغت 70 ميجا وات منذ إنشائه منتصف العام الماضى، وجار العمل على زيادتها الى 300 ميجا وات خلال 18 شهر من الآن بقيمة إجمالية تصل إلى453 مليون جنيه يتم تمويلها من وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة. الكهرباء المصرية استطاعت أن تساعد السودان فى أزمته الراهنة، حيث وصلت ساعات انقطاع الكهرباءة هناك إلى أكثر من 12 ساعة وأحيانا 16 ساعة يوميا مؤثرة سلبا على جميع القطاعات الحيوية فى البلاد ومتسببة فى خسائر مادية كبيرة لعدد من القطاعات التجارية والصناعية وهى الأزمة التى كانت تستغلها إثيوبيا للضغط على السودان للموافقة على تشغيل سد النهضة بدون اتفاق دولى ملزم، حيث كان هناك وعود بتصدير كهرباء سد النهضة إلى السودان حسب تصريحات الدكتور حافظ السلماوى رئيس جهاز تنظيم مرفق الكهرباء الأسبق. وأضاف أن التعاون المصرى الأردنىالعراقى هو اتفاق يهدف إلى تنمية واستقرار العراق فى الوقت الذى تعانى فيه حاليا من أزمة كهرباء طاحنة وتصل مدة انقطاع الكهرباء فيها إلى 9 ساعات يوميا خاصة بعد أن قامت إيران بخفض صادراتها من الكهرباء والغاز إلى العراق بسبب تراكم المديونيات. وأضاف أن العراق يعتمد على مصدر واحد فقط لاستيراد الكهرباء ويعانى منذ أكثر من 10 سنوات من نقص الكهرباء بسبب تهالك البنية التحتية وعدم وجود خطوط ربط كهربائى مع دول الجوار وعدم وجود محطات إنتاج كهرباء تكفى استهلاكها المحلى ويعد الاتفاق مع مصر والأردن على البدء فى إنشاء خط الربط الثلاثى بمثابة حل جزئى للأزمة، حيث تم التفاوض بين مصر والأردن على رفع خط الربط الكهربائى بينهم إلى 2000 ميجا وات بدلا من 450 ميجا، كما تم البدء فى إنشاء خط الربط الكهربائى بين الأردنوالعراق والذى من المقرر أن يتم الانتهاء من المرحلة الأولى منه خلال العام القادم بقدرة تصل إلى 960 ميجاوات. وأضاف سلماوى، أن التعاون المصرى العراقى لا يستهدف فقط تصدير الكهرباء من مصر إلى العراق عبر الأردن وإنما يتضمن أيضا فرص استثمارية لشركات الإنشاءات الكهربائية المصرية للعمل هناك والمشاركة فى برنامج إعادة الإعمار، مشيرا إلى ضرورة قيام العراق بوضع تسهيلات للشركات العاملة فى مجال الطاقة المتجددة لتنويع وتوسيع مجالات إنتاج الكهرباء على أراضيها للقضاء على أزمة نقص الكهرباء حيث إن إنتاجها لا يتجاوز 13 ألف ميجاوات، بينما حاجتها تتراوح في وقت الذروة بين 23 و25 ألف ميجاوات". وأوضح الدكتور محمد الخياط، رئيس هيئة الطاقة المتجددة، أن هناك تعاون ثلاثى بين مصر الأردنوالعراق منذ سنوات فى مجال الطاقة ومصر قامت بوضع برنامج تدريبي متخصص لبناء كوادر عربية من الأردنوالعراق فى مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وكفاءة الطاقة وإدارة المناقصات والمحطات والتركيبات. وأكد أن خط الربط الكهربائى بين مصر والأردن سيتمكن أيضا من نقل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح المنتجة فى مصر ومنها إلى العراق وسوريا ولبنان. ومن جانبه أكد الدكتور محمد اليمانى، رئيس المجلس العربى للطاقة المستدامة، أن الربط الكهربائى الثلاثى بين مصر والأردنوالعراق خطوة تصب فى صالح تنفيذ مشروع السوق العربية المشتركة للكهرباء وتحقيق مشروع تكامل الطاقة على مستوى الدول العربية، موضحا أن مصر تدعم جميع الدول العربية وتسعى لفتح آفاق التعاون والدعم الفنى وأعلنت عن استعدادها التام لتبادل الخبرات وخاصة فيما يتعلق بتجربتها فى تطوير قطاع الكهرباء الى كل الدول الإفريقية والعربية. وأوضح اليمانى، أن من أهم فوائد الربط الكهربائى بين مصر والأردنوالعراق أنه سيتيح استخدام فائض الكهرباء لدى مصر فى العراق مما سيحقق لها وفر فى ضخ استثمارات أكبر بتكلفة أعلى للحصول على نفس الكميات من الكهرباء لسد احتياجات الطلب المحلى، بالإضافة إلى سماح بتصدير أو استيراد الطاقة الفائضة بحسب وقت الذروة في كل دولة، كما أنه يمكن الدول المصدرة من استخدام فائض الطاقة الشمسية وطاقة الرياح الزائدة لديها والتى لا يمكن تخزينها، مما سينعكس إيجابا على دفع عجلة التنمية في ربوع البلاد.