بدأ وسطاء أوروبيون تحركات مكوكية بين مسؤولين إيرانيين وأمريكيين في فيينا اليوم الثلاثاء في إطار سعيهم لإعادة البلدين للالتزام الكامل بالاتفاق النووي الموقع عام 2015 والذي انسحبت منه الولاياتالمتحدة قبل نحو ثلاث سنوات. وتجاوزت إيران باطراد القيود التي يفرضها الاتفاق على برنامجها النووي ردًا على انسحاب واشنطن منه في 2018 وإعادتها فرض العقوبات التي أصابت اقتصاد الجمهورية الإيرانية بالشلل. ورفضت طهران مرارا "المفاوضات المباشرة وغير المباشرة" مع الولاياتالمتحدة، وقالت واشنطن أمس الإثنين إنها تتوقع أن تكون المحادثات صعبة. ولا يتوقع أي من البلدين تحقيق انفراجة سريعة. وقال علي ربيعي المتحدث باسم الحكومة الإيرانية للصحفيين "نحن على ثقة في أننا على الطريق الصحيح، وإذا تأكدت إرادة الأمريكيين وجديتهم وصدقهم، فقد تكون هذه بادرة طيبة لمستقبل أفضل لهذا الاتفاق". وتجتمع بقية الأطراف الموقعة على الاتفاق في فندق في فيينا أولا للتحضير للمحادثات وسط طقس ثلجي في العاصمة النمساوية، حيث تم التوصل للاتفاق الأصلي عام 2015. ويقوم مسؤولون من بريطانيا وفرنسا وألمانيا بدور الوساطة بين إيرانوالولاياتالمتحدة من خلال تحركات مكوكية بين وفدي البلدين. ويحضر الاجتماعات كذلك ممثلون عن روسيا والصين، الموقعتين أيضا على اتفاق 2015. ويقيم الوفد الأمريكي برئاسة المبعوث الخاص روب مالي في فندق مجاور. وترغب إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في إحياء الاتفاق النووي لكنها تقول إن ذلك يتطلب إجراء مفاوضات. وترفض طهران حتى الآن الدخول في أي محادثات مباشرة مع واشنطن بخصوص استئناف امتثال الطرفين للاتفاق. كانت العقوبات الأمريكية وعقوبات اقتصادية أخرى مفروضة على طهران قد رُفعت بموجب الاتفاق في مقابل فرض قيود على البرنامج النووي الإيراني بما يصعب تطوير سلاح نووي، وهو طموح تنفي إيران تطلعها لتحقيقه. وقال مالي لإذاعة (إن.بي.أر) صباح اليوم الثلاثاء "سيشمل هذا مناقشات بشأن تحديد الخطوات التي يتعين على الولاياتالمتحدة اتخاذها والخطوات التي سيتعين على إيران اتخاذها... لأنهم كانوا غير ممتثلين بشكل متزايد لالتزاماتهم النووية".