أكد وزير الخارجية محمد كامل عمرو أن مصر سوف تواصل دورها التاريخى وجهودها الرامية إلى تعزيز مختلف أوجه التعاون مع الأممالمتحدة وبخاصة في إفريقيا لتجنب والعمل علي تسوية النزاعات بها. جاء ذلك في كلمة الوزير أمام ملتقي الممثلين الشخصيين للسكرتير العام للأمم المتحدة بمناطق النزاعات المختلفة " الوسطاء الدوليين لإحلال السلام "، الذي بدأ أعماله بالقاهرة اليوم الاثنين ويستغرق يومين، ويشارك به نوكوسازانا دلامينى زوما، رئيسة المفوضية الإفريقية، ومُمثل سكرتير عام الأممالمتحدة ومبعوثو السلام إلى إفريقيا بجانب مُمثل رئاسة الاتحاد الإفريقي في مصر. وقال عمرو إنه يتطلع إلى أن يخرج مُلتقى هذا العام بنتائج ملموسة وإحلال السلام في إفريقيا، والذي تحرص مصر على استضافته للعام الثالث على التوالى. ونقل إليهم رسالة تحية وتقدير من الرئيس محمد مرسي، لافتا إلي وجود ارتباطات مُسبقة منعته من المشاركة بنفسه، وذلك لكل ما يبذلونه من جهد لمنع وتسوية النزاعات الإفريقية وتحقيق السلام والديمقراطية في أنحاء القارة. وقال إن مصر بادرت قبل عامين بطرح فكرة انعقاد المُلتقى، وتحرص منذ انعقاد الملتقى الأول بالقاهرة على استضافة الملتقى بشكل دورى سنوى، سعياً لتعزيز التضامن الدولي مع أفريقيا، ولخلق محاور جديدة للتعاون بين الاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة والشركاء الدوليين لتحسين القدرة الجماعية على منع وتسوية المنازعات وتحقيق الأمن والتنمية في القارة. ويأتى انعقاد الملتقى هذا العام متواكباً مع تحديات وتطورات جديدة للسلم والأمن في أفريقيا، بدءًا من منطقة الساحل والصحراء ومالى، مرورًا بمنطقة البحيرات العظمى، ووصولاً للسودان وجنوب السودان والقرن الإفريقي، إضافة لمخاطر الإرهاب والقرصنة والجريمة المنظمة. وقال وزير الخارجية إن التحديات والمشكلات التى تواجه قارتنا سواء لتحقيق السلم والأمن والتنمية والحكم الرشيد واحترام حقوق الإنسان وتعزيز بناء السلام في مرحلة ما بعد النزاع مازالت بحاجة لتضافر الجهود للتوصل إلى حلول إفريقية يساندها المجتمع الدولي. ونوه الي أن مصر تُساند جهود الاتحاد الإفريقي لتفعيل بنية السلم والأمن الإفريقية بكامل مكوناتها، وتعمل على تأكيد ذلك من خلال عضويتها الحالية بمجلس السلم والأمن الإفريقي وفى إطار اتصالاتها مع الأممالمتحدة وكافة الشركاء الدوليين. وقال إنه تأكيدًا لاستعدادها الدائم للقيام بدور رئيسى في المساهمة بتحمل مسئولية الأمن والاستقرار في أفريقيا من خلال الآليات المُتاحة والجديدة، فإن مصر تستضيف مقر قيادة لواء شمال إفريقيا التابع للقوة الإفريقية الجاهزة، كما بادرت باقتراح إنشاء مركز الاتحاد الإفريقي لإعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاع، الذى أقرت قمة أديس أبابا في يناير 2011 إنشاءه. كما نوه الي أن مصر تعد أحد أكبر المساهمين بقوات من أفريقيا في بعثات الأممالمتحدة لحفظ السلام، وتقوم بإعطاء أولوية لنشر عناصرها المُشاركة بهذه البعثات من الجيش والشرطة في مناطق النزاعات الأفريقية، وذلك وفقاً لرؤية تنبع من الالتزام بتحقيق استقرار القارة ونقل الخبرات إلى الدول الإفريقية الشقيقة. وأشار إلي أن مركز القاهرة الإقليمي للتدريب على تسوية المنازعات وحفظ السلام في إفريقيا يعتبر أحد مراكز التميز الرئيسية لبناء القدرات على مستوى القارة.