تشهد محافظة مطروح صراعًا سياسيًا بين جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين، خلق اضطرابا داخل قيادات ورموز السياسة هناك، خصوصًا بعد زيارة الرئيس مرسي للمحافظة، وإقالة المحافظ السابق اللواء طه محمد السيد الذي دٌعم من قبل السلفيين بقوة لكنهم فشلوا في إبقائه محافظا لمطروح. فمنذ زيارة الرئيس محمد مرسي لمحافظة مطروح قبل 15 يوما، وأهالي مطروح يعيشون حالة من الغليان السياسي بعد أن طلب الرئيس تشكيل وفد شعبي لمقابلته, لتتوالي الاجتماعات والمداولات والتي سرعان ما تحولت إلي اشتباكات بالأيدي بين أطراف المعادلة السياسية التي أعلنت تمزقها وفشلها في أول اختبار سياسي حقيقي لها. اعتصام مفتوح مع تزايد مطالب القوي والحركات والائتلافات السياسية الشابة برحيل محافظ مطروح السابق اللواء طه محمد السيد كانت هناك تزكية ومساندة مشايخ الدعوة السلفية وكتلتها البرلمانية ودعم من عمد ومشايخ القبائل لاستمرار المحافظ في موقعة وهذا ما حدث بالفعل في حركة المحافظين الأخيرة التي أعلنتها رئاسة الجمهورية, ليعلن بعدها علي الفور 16 ائتلافا وحركة سياسية شبابية رفضهم لبقاء المحافظ ولمن قاموا بتزكيته من خلال اعتصام ميداني مفتوح شارك فيه ما يقرب من 50 شابًا فقط داخل خيمة بدوية أسفل ديوان عام المحافظة حتى رحيل المحافظ أو إقالته. انتهازية وسرعان ما تحولت هذه الخيمة إلي ساحة للمعارك وتصفية الحسابات السياسية ومنبر للدعاية الانتخابية وجسر لبعض القوي للوصول إلي أهدافها هكذا كان وصف سليمان فضل العميرى أحد القيادات الشعبية بمحافظة مطروح, موضحًا أن أمين حزب الحرية والعدالة انتهز الخيمة والمعتصمين للإطاحة بمحافظ مطروح الذي كانت تربطه علاقة قوية بقيادات الدعوة السلفية، وكتلتها البرلمانية كي يوجه ضربة للسلفيين من جانب ويأتي بمحافظ جديد يدين له ولحزبه بالولاء من جانب أخر وذلك بإعلانه دعمه وتأييده لمطالب المعتصمين. تقارير مضللة ويكشف العمدة عيدالسرحاني أنه من المرجح أن حزب الحرية والعدالة بمطروح رفع تقارير مضلله للرئيس محمد مرسي, بخاصة أن المعتصمين كانت طالبتهم غير مفهومة، وغير منطقية وينقصها الكثير من الموضوعية فضلاً علي أن أغلبها سطحية وتؤكد عدم خبرة ووعي الشباب المعتصمين بالقانون والعمل العام. المشهد السياسي زيارة الرئيس محمد مرسي لمحافظة مطروح لم تأتي بجديد وكل ثمارها مؤجلة هكذا كان وصف العمدة عبد المنعم إسرافيل مشيراً إلي ارتباك المشهد السياسي عقب طلب الرئيس تشكيل لجنة مكونة من ثلاثين شخصا يمثلون الأهالي للجلوس معه في قصر الاتحادية، وعرض المشاكل التي تعاني منها المحافظة فأصبح الكل يتكالب علي الانضمام للوفد دون أي إيثار أو إنكار للذات مشيراً إلي أنه كان من الأولى تشكيل الوفد من رجال يفهموا قضيتهم وكيفية طرحها أمام المختصين، إلا أن كشف الجميع فالكل يريد الظهور فأصبحنا نرى بأم أعيننا رجالا قضوا نهارهم وباتوا ليلهم يتجولون بين أركان كل الأجهزة للسعي وراء الفوز أن يكون ضمن الوفد وتركوا مصلحة مطروح وأهلها. المعقل السلفي صلاح الدين هزاع باحث في الشأن القبلي يصف طلب الرئيس مرسي بتشكيل الوفد الشعبي لمقابلته وطرح قضايا المحافظة بأنه "إسفين رئاسي" لضرب المعقل والحصن السلفي، وخلق صراع جديد سيكون المنتصر الوحيد فيه هو جماعة الإخوان, وذلك لأن القائمة التي قام بوضعها الشيخ علي غلاب قيم الدعوة السلفية بمطروح لم تلق قبولاً وإجماعاً من كل القوي والتيارات السياسية ولاسيما الحركات السياسية الشابة التي أعلنت تمردها علي السطوة السلفية بمحافظة مطروح في واقعة تعد الأولي من نوعها, وربما هذا ما كان يقصده الرئيس محمد مرسي من وراء طلبه. وهنا يوضح إبراهيم رمضان الزوام وكيل مجلس محلي سابق عن محافظة مطروح، إلي أن الإخوان المسلمين ينظرون إلي مطروح علي أنها حصن سلفي منيع كشفت عنه الجولات الانتخابية الماضية, فأصبحت زيارات كل قيادة لهم لمطروح تخلف شقا في صفوف السلف، وذلك ظهر جلياً عندما قام المرشد بزيارة المحافظة في عيد الفطر الماضي واجتمع مع بعض من قيادات حزب النور في اجتماع مغلق دون مشاركة قيادات الدعوة السلفية ليظهر بعدها مباشرة انشقاق حزب النور عن الدعوة بمطروح. مطالب المحافظة جابر عوض الله أمين حزب النور يتساءل أن مطالب محافظة مطروح سبق وتم عرضها علي الرئيس أثناء زيارته لمطروح في جولته الانتخابية للمحافظة وتم عرضها مرة ثانية علي اثنين من مساعديه الدكتور عماد عبد الغفور والدكتورة بيكينام كاظم من خلال قبل زيارة الرئيس بأسبوع كما أن الرئيس مرسي تسلم واستمع بنفسه لجميع مشاكل ومطالب المحافظة أثناء الزيارة فما الداعي إذن لهذه اللجنة؟ وما ستضيفه؟. إقالة المحافظ وبعد إطاحة الرئيس محمد مرسي بمحافظ مطروح بطريقة دراماتيكية لم يكن أحد يتوقعها بما في ذلك المعتصمين أنفسهم, وتشعل صراعا جديدا بين كل من كتلة الدعوة السلفية مع حزب الحرية والعدالة مع كيان القيادات القبلية من العمد والمشايخ والعواقل مع شباب اتحاد الائتلافات والحركات السياسية بمطروح علي من سيشكل هذه اللجنة لمقابلة الرئيس محمد مرسي بالاتحادية حتى وصل عدد القوائم التي قام كل فريق بإعدادها سبعة قوائم من أبرزها قائمة قيادات الدعوة السلفية. صفعة للسلفيين مهدي عبد القطعاني وكيل مجلس محلي سابق يصف قرار الرئيس بالإطاحة بمحافظ مطروح أنه صفعة إخوانية جديدة للسلفيين في معقلهم، حيث كانوا يؤيدون ويدعمون محافظ مطروح المقال وفعلوا كل السبل لدعم بقائه بالمحافظة, بينما سيؤدى هذا القرار إلي مزيد من موجة المطالب الفئوية والاحتجاجات ضد جميع المسئولين والقيادات بما فيهم الرئيس نفسه.