يصل الحجاج إلى مشعر منى في أول أيام عيد الأضحى المبارك حيث يتجهون إلى جمرة العقبة الكبرى وهي القريبة من مكة ثم يرمونها بسبع حصيات متعاقبات ويكبرون مع كل حصاة ثم يذبحون الهدى ثم يحلقون أو يقصرون شعر رأسهم. ويستقبل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها والحجاج على صعيد منى بوجه خاص يوم عيد الأضحى المبارك صباح غد العاشر من ذي الحجة فرحين مستبشرين بما أنعم الله عليهم وناحرين أضاحيهم تقرباً إلى الله عزوجل. وكانت قوافل حجاج بيت الله الحرام قد بدأت مع إشراقة صباح اليوم الخميس التاسع من شهر ذي الحجة التوجه إلى صعيد عرفات الطاهر مفعمين بأجواء إيمانية يغمرها الخشوع والسكينة تحفهم العناية الإلهية، ملبين متضرعين، داعين الله أن يمن عليهم بالعفو والمغفرة والرحمة والعتق من النار. وواكب قوافل ضيوف الرحمن إلى مشعر عرفات الطاهر متابعة أمنية أحاطت طرق المركبات ودروب المشاة لتنظيمهم حسب خطط تصعيد وتفويج الحجيج إلى جانب إرشادهم وتأمين السلامة اللازمة لهم.وعلى امتداد الطرقات الموصلة بعرفات انتشر رجال المرور يساندهم أفراد الأمن لتأمين الانسيابية والمرونة بالحركة. ووفرت في مختلف أنحاء المشعر الخدمات الطبية والإسعافية والتموينية ومايحتاج إليه ضيوف الرحمن الذين قطعوا المسافات وتحملوا المشقة ليؤدوا الركن الخامس من أركان الإسلام حامدين العلي القدير على ما هداهم إليه. واتسمت الحركة المرورية بالانسيابية خلال تصعيد الحجيج رغم كثافة الأعداد الهائلة وتعدد المركبات بأنواعها. فيما حلقت الطائرات العمودية فوق الطرقات التي يسلكها ضيوف الرحمن لمتابعة رحلتهم إلى صعيد عرفات وفق خطة الحركة المرورية والترتيبات المساندة لسلامة الحجاج. وأدى حجاج بيت الله الحرام صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا بأذان واحد وإقامتين في مسجد نمرة اقتداءً بسنة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام القائل ( خذوا عني مناسككم ). وفي مشهد مهيب وجمع لرحمة ربه وابتغاء مرضاته في هذا اليوم المبارك ، أفضل يوم طلعت عليه الشمس ، وقف الحجاج على صعيد عرفات الطاهر، وعرفة كلها موقف إلا وادي عرنة ، .. ومع غروب شمس هذا اليوم تبدأ جموع الحجيج نفرتها إلى مزدلفة ويصلون بها المغرب والعشاء ويقفوا بها حتى فجر العاشر من شهر ذي الحجة.