«كلما كان حلمك كبيرا كانت همتك أكبر» هذه هى رؤية البطلة المصرية آية سعيد (30 عاما) أول لاعبة ومدرِّبة ومحكِّمة لرياضة MMA التي تجمع بين الملاكمة والمصارعة والكونغ فو والتايكوندو والچيستو؛ وجميعها رياضات قتالية عنيفة ارتبطت بالرجال لكن حلم آية منذ السادسة من عمرها أن تصبح مثل محمد علي كلاي جعل هِمَّتُها أكبر من نظرة المجتمع وخوف أمها من الإصابة ومن هاجس ألا تجد فارس الأحلام الذى تصنع معه حياة أسرية مثل بقية النساء. آية استطاعت أن تحقِّق حلمها وتحقِّق بطولات دولية فى رياضتها وتزوجت قبل ثلاث سنوات وأنجبت بنتا لتكون خليفتها فى الملاكمة. وفى حوار خاص لنصف الدنيا تحكى عن مسيرتها مع النجاح وتحقيق الحلم. - ما سر عشقك للرياضات القتالية؟ منذ كنت طفلة فى السادسة كنت مختلفة عن بقية البنات أشاهد مع أبي مباريات الأسطورة محمد علي كلاي وأنزل الشارع وأقلده وأضرب الأولاد وكان هذا يسبب مشكلات مع الجيران لذلك قرر أبي أن يوجِّه هذه الهواية فى مكانها قائلا: الأفضل أن تمارسي رياضة ولعبت الكاراتيه وبعد عامين حصلت على الحزام الأسود. - إذًا لماذا غيرت اتجاهك إلى البوكس أو الملاكمة؟ لم أكن أشعر بنفسي فى الكاراتية لأنها رياضة مزدحمة وفيها الكثيرون من اللاعبين وفى أحد التمارينات شاهدني مدرب كونغ فو وطلب مني أن ألعب معه وحصلت على بطولة الجمهورية فى الكونغ فو عام 2000 لكني لم أشعر بأن هذا هي الرياضة التى تستهويني. وفى أحد التدريبات قابلت المدرب محمد صبيح مدرب الكيك بوكس ونصحني بالتدريب معه وأثناء التدريب شعرت بأن هذه هي الرياضة التى أريدها وشاركت معه فى البطولة العربية للكيك بوكس وحصلت على المركز الأول عام 2007 ثم حصلت على المركز الثاني فى الكيك بوكس المعروف ببطولة (K1) في البطولة نفسها. - كيف انتقلت إلى رياضة MMA؟ كان المدرب محمد عبد الحميد أول من أدخل رياضة MMA في مصر وكان هو صاحب الفضل عليَّ فى تعلم هذه الرياضة وهي تجمع بين جميع الرياضات القتالية الملاكمة والمصارعة والكونغ فو والتايكاندو والچيستو ومصدرها الصين، وتلقيت التدريب مع عدة لاعبين مصريين بهدف التأهل للمشاركة فى بطولات دولية، وكنت الفتاة المصرية الوحيدة بين اللاعبين الرجال. - ما المشكلات التى واجهتك فى ممارسة هذه الرياضة العنيفة؟ أننى لم أجد خصما فى بطولات محلية فالمفروض أن البنات يواجهن خصما من الجنس نفسه وكان معظم البنات ينسحبن قبل أن تبدأ المباراة لأنهن غير متمرسات فى هذه الرياضة MMAوكن يخفن من الإصابة لأنها تحتوى على مصارعة مما يزيد من احتمالات الإصابة مثل الكسور وخلع الكتف لذلك لم أجد فرصة لتحقيق بطولات فى مصر ولكن فى البطولات الدولية. - ما أهم البطولات الدولية التى شاركتِ فيها؟ شاركت مع فريق المدرب عبدالحميد فى بطولات منظمة SFL في الهندوالصين وتايلاند وألمانيا وبولندا والفلبين وسنغافورة ولبنان ومنظمة (ألوان) وكلها منظمات احترافية وكنت الفتاة الوحيدة فى الفريق المصري عام 2008. - لماذا يطلقون عليكِ آية شكلسة؟ من اسم اللبان تشيكلس لأنني مرنة مثل اللبان وهذه الرياضة مثل بقية الرياضات القتالية لا تعتمد على القوة فقط لأن MMA رياضة تعتمد على السرعة والمرونة والذكاء بحيث لا يستطيع الخصم أن يخضعني أو يوجه إلى ضربة غير متوقعة وأصبح اسم الشهرة فى الحلبة. - هل تعرضت لأي موقف تحرش فى حياتك الشخصية؟ طبعا مثل بقية الفتيات فى مصر ركبت الميكروباص وحاول السائق أن يتحرش بي لفظيا نزلت من السيارة ودُرت وفتحت باب الكابينة التى يجلس فيها وكسرت أنفه وخلعت يده. - ماذا كان رد فعله؟ كان ينزف ولم ينطق بكلمة وانتهى الأمر. - ماذا قال زوجك عندما علم بالواقعة؟ علم بها بعد الزواج وأخذ يضحك كثيرا ولم يعلق. - مَن أكثر المقبلين على هذه الرياضة البنات أم الشباب؟ أنا أدرب الجنسين الرجال على الملاكمة والفتيات على MMA ولكن البنات أكثر إقبالا لأن هناك إحساسا بين النساء بأن التحرش أصبح شائعا فى المجتمع سواء فى الشارع أو العمل لذلك معظم النساء سواء فتيات أو سيدات متزوجات يبحثن عن وسيلة للدفاع عن النفس ضد التحرش بحيث يتعاملن مع أي موقف دون أن يجرؤ أي رجل على أن يمسهن بسوء! كما شاركت فى عدة ندوات فى جامعات الأقاليم لتوعية البنات بكيفية مواجهة المتحرشين والدفاع عن أنفسهن. - هل الرياضة القتالية تمنع المرأة من الإحساس بأنوثتها؟ هذه نظرة المجتمع للرياضة ولكن لاعلاقة لها بالحقيقة لقد تزوجت منذ ثلاث سنوات وأنجبت بنتا اسمها نغم والجانب الأنثوي من شخصيتي يخص زوجي أما في الحلبة فأنا أقوى من أي رجل. - كيف كان التعارف بينك وبين زوجك؟ كنت أعمل فى شركة للحراسات الخاصة فى حراسة بعض الشخصيات وهو بطل كمال أجسام وكان يعمل فى الشركة نفسها ولم يكن يتصور أنني رياضية محترفة ولي بطولات متعددة وكان يرى أنني متميزة عن بقية النساء لأن لديَّ روحَ المقاتِلة وأعشق المغامرة وربما كانت هاتان الصفتان أكثر ما لفت نظره إليّ وتقدم إلى عائلتي وتم الزواج. - هل كان الزواج داعما لك أم عائقا فى الرياضة؟ كان والدي أول من ساعدني ثم جاء زوجي ليكمل هذا الدعم لأنه رياضي كمال أجسام ويؤمن بأنني محترفة لذلك يعد لى نظاما غذائيا صحيا ويقوم بتدريبي فى تمرينات اللياقة البدينة ويحضر مباريات لي فالزواج لم يكن عائقا بل على العكس تماما شعرت بأن زوجي أكثر من يشجعني على النجاح والتفوق. - هل تفكرين فى الإنجاب مرة أخرى وهل أثر الحمل والإنجاب على مسيرتك؟ نعم, لأن الحمل يؤدى إلى زيادة الوزن ومن المفترض أن يثْبُت وزني عند 57 كيلوجراما لكنني من تجربة الحمل السابقة تعلمت كيف أسيطر على هذه الزيادة بنظام غذائي معين وتمارين للياقة البدينة بحيث خسرت الوزن الزائد فى وقت محدود لأعود إلى الحلبة مجددا. - كيف تعلمت التحكيم وبخاصة مع الرجال؟ قمت بعمل دورات تحكيم فى الكيك بوكس فى بولندا وألمانيا عام 2008 وأُعَدُّ أول محكمة فى رياضة MMAفى حين توجد محكِّمات كثيرات فى الرياضات القتالية الأخرى. - هل يستجيب اللاعبون من الرجال لقرارتك؟ اللعبة لها قوانين ولابد أن يحترمها الجميع وبالفعل فإن اللاعبين من الرجال يقبلون حكمي بكل أريحية والمهزوم يصافح الفائز بهدوء وهذه هي روح الرياضة ولم أجد أي اعتراض أو تحد لقرارات التحكيم فى كل البطولات التى حكمت فيها. - كيف تتعامل ابنتك مع احترافك للرياضة القتالية؟ نغم عمرها 3 سنوات وتقلد من باب التقليد وأنا كأم أحب أن تلعب الجمباز ربما لأنني مثل أمي تحكمني العاطفة وأخشى عليها من الإصابات لكن إذا أصرت سأعطيها أفضل ما عندي تماما كما أفعل مع الفتيات اللاتي يتدربن معي ولديّ الآن 8 فتيات تحت التدريب من كل الأعمار وهذا الجيل يختلف عني وبخاصة أنهن أكثر تفكيرا فى الاحتراف والحصول على المال. - ما نصيحتك للفتيات؟ لا تتخلَيْن عن حلمكن إذا كنتن تُحببن أي عمل أو رياضة ولا تخضعن لرأي الناس أو فكرة المجتمع عنكن فقط استَمِتْن فى تحقيق حلمكن لأننا نعيش مرة واحدة فقط .