تعرضت الولاياتالمتحدةالأمريكية مؤخرًا لواحدة من أكبر عمليات الاختراق الإلكتروني للعديد من الوزارات والمؤسسات الأمر الذي دفع فرقها الأمنية للعمل على احتواء الأضرار الناجمة عن ذلك بسرعة والآن يبحث المسئولون سبل الرد المناسبة. وحول النقلة النوعية في استخدام الروبوتات وتكنولوجيا المعلومات والتحكم عن بعد في حروب المستقبل أجرت الولاياتالمتحدة مناورات تجريبية في سبتمبر الماضي لمحاكاة معارك المستقبل يتصور العسكريون الأمريكيون صراعات القرن الحادي والعشرين كحروب شبكية تشن على الأرض وفي الجو وفي الفضاء والفضاء الإلكتروني. وترى دورية ميلتري تايمز الأمريكية في تقرير خاص عن مستقبل أشكال الحروب في العالم أن اتساع نطاق الحروب الأرضية لأجواء الفضاء الخارجي سيكون كارثة حقيقية ربما تتجاوز آثارها ما ينجم عن الضربات النووية كوارث ودمار للدول وتؤكد الدورية على أن الحروب الأرضية بكل شرورها لا يتعين أن تنتقل للفضاء، لكن الدورية نبهت إلى ما هو أشد خطورة من الحروب التقليدية وهى الحروب الإعلامية التي تستهدف زعزعة استقرار الجبهات الداخلية للدول وحروب الشائعات وحملات التأثير النفسي على الشعوب والجماعات وإثارة الفتن الداخلية من خلال أنشطة المخابرات وأشكال النشاط السري والعمل الهدام. وقال عضو مجلس سياسة الدفاع الخارجية بموسكو في مقابلة له "بعد الطائرات المسيرة ستأتي روبوتات برية وبحرية لتتحول الحرب إلى منافسة بين الاقتصادات من يجمع روبوتات أكثر وأفضل يكون أكثر نجاحا في حل المشكلات في ساحة المعركة". وفي بكين ينظرون للحروب القرن الحادي والعشرين على أنها منافسة بين العديد من الأنظمة التشغيلية المتعارضة وهي لا تقتصر بأي حال من الأحوال، على الروبوتات. تم التوصل لهذا الاستنتاج في جيش التحرير الشعبي الصيني، من خلال مراقبة العمليات الأمريكية بعد الحرب الباردة والدور المتزايد لأنظمة المعلومات فيها ما كان له تأثير كبير في تنظيم جيش التحرير الشعبي الصيني وتجهيزه وإعداده لمعارك المستقبل. وتستند نظرية النصر الحالية لجيش التحرير الشعبي على شن حرب ناجحة لتدمير منظومات العدو فجيش التحرير الشعبي يرى أن المواجهة المنهجية هي الطريقة الرئيسية للحرب في القرن الحادي والعشرين الحرب لتدمير المنظومة وليس الحرب للإفناء هي النظرية الحالية لانتصار الجيش الصيني. تعتمد الحرب في هذا السياق على تطوير منظومة أو منظومات تتفوق على منظومات العدو وتكون قادرة على الاستفادة الكاملة من ثورة المعلومات. إن الحرب الإلكترونية قاسية وساحتها إن وقعت مسرح واسع لأحداث دراماتيكية، وبالتالي فإن مسألة صدها أو تجنبها تحتاج من الدول عقولا ودراسات وإستراتيجيات نوعية مع توفير تمويل مضاعف في حال مواجهتها.