تستعد العراق لاستقبال البابا فرنسيس في جولة تستغرق 4 أيام في أول زيارة باباوية بالتاريخ للعراق، وأول زيارة خارجية له بعد انتشار كورونا. تأتي زيارة البابا للعراق رغم التوتر الأمني الذي يشهده العراق ووقوع هجمات صاروخية واحتجاجات دامية، فضلًا عن الموجة الثانية من وباء «كوفيد-19» الذي يضرب العراق بقوة. وتعد الزيارة خطوة مهمة لأنها تحمل دلالات عميقة فهي بمثابة دعم لمسيحي العراق وأهمية وجودهم واستمراريتهم وتواصلهم مع المسلمين بالبلاد والتأكيد على مكانة العراق على الصعيدين الدولي والإقليمي. النتائج الايجابية للزيارة لن تعود على المسيحيين فحسب، وإنما هي دعم لكل الطوائف التي تدعو إلى السلام، وتمهد الطريق لعراق أكثر سلامًا، وهو أمل يراود المسيحيين في البلاد رغم تراجع أعدادهم من أكثر من مليون إلى250 ألفا بعد سنوات من الحرب والاضطهاد الديني والتدهور الاقتصادي الحاد خلال ال18 سنة الماضية، وبقي ما يقل عن نصف مليون مسيحي يتواجدون ببغداد والمحافظات الشمالية، وهي خطوة موازية لما يقوم به المسلمون من تضامن مع بعضهم وحصولهم على دعم من دول أخرى مما يقوي وجودهم بالعراق. أجندة الزيارة الباباوية تتضمن الذهاب لسهول نينوى، حيث قُتل ونزح الآلاف عام 2014 إلى أوروبا وأمريكا واستراليا بعد مصادرة أملاكهم من تنظيم داعش الإرهابي ومر سبعة أعوام ولم يعدوا لديارهم. ويأمل المسيحيون أن تكون زيارة البابا فرصة لعودة أهلهم من الخارج والضغط على الحكومة العراقية لحمايتهم وإيجاد تشريعات تنصفهم وستكون الزيارة فرصة للقاء الأديان العراقية هناك من مسلمين ومسيحيين وصابئة مندائيين وأيزيديين.