الفيزياء الطبية فرع من فروع الفيزياء التطبيقية تختص بتطبيق مبادىء وطرق الفيزياء لتشخيص الأمراض وعلاجها لذا حرصت مستشفى 57357 لعلاج سرطان الأطفال على أن يتضمن الفريق الطبى الخاص بها مجموعة من أكفأ الأطباء فى هذا المجال نظرا لأهمية هذا التخصص فى تشخيص وعلاج الأورام السرطانية باستخدام الإشعاع. عن الجديد أوجه الاستفادة من الفيزياء الطبية فى علاج الأورام كان لنا هذا الحوار مع دكتور هانى عمار استشارى الفيزياء الطبية بمستشفى 57357. ما المقصود بتخصص الفيزياء الطبية؟ الفيزياء الطبية علم يهتم باستخدامات الأجهزة الإشعاعية فى الطب لذا حرصت مستشفى 57357 على أن يتضمن قسم العلاج الإشعاعى مجموعة من الفيزيائين المتخصصين فى هذا المجال نظرا للدور الكبير الذى يقوم به العلاج الإشعاعى فى القضاء على الأورام السرطانية . هل يعتمد العلاج الإشعاعى على كفاءة الأجهزة فقط أم رؤية الطبيب فى تحديد الجرعة الإشعاعية ؟ الاثنان معا فنحن فى 57357 نستخدم أجهزة معقدة جدا ضمانا لجودة العلاج وللتأكد من أن المريض حصل على الجرعة المضبوطة من المادة الإشعاعية وهذه الأجهزة تحتاج إلى ضبط بعض المعايير والقياسات الإشعاعية التى يقوم بها أستاذ الفيزياء الطبية . هل تختلف هذه المعايير والقياسات من مريض لآخر؟ هناك قياسات عامة يتم تطبيقها على الجميع وأخرى خاصة تختلف من مريض لآخر على حسب حجم الجرعة الإشعاعية التى يحتاجها علاج الورم لذا نحن نقوم باختبارات الأجهزة يوميا للتأكد من ضبط جرعاتها بمنتهى الدقة نظرا لأننا نعرض المريض لجرعات إشعاعية ذات طاقة عالية جدا بهدف قتل الورم والخلايا السرطانية ونحن هنا لانهتم بقتل الورم فقط إنما نحرص أيضا على حماية الأنسجة المحيطة به بما يسمى التخطيط العلاجى للمريض وهذا هو دور الفيزياء الطبية حيث إننا نختار أفضل خطة علاجية لضرب الورم بأقل ضرر ممكن للأنسجة السليمة ونجاح الخطة العلاجية يقاس بقدرة أستاذ الفيزياء الطبية على قتل الورم دون المساس بالأنسجة السليمة. هل تختلف معايير العلاج الإشعاعى باختلاف طبيعة الورم نفسه أم الجهاز المستخدم فى علاجه؟ نحن نعمل فى الأساس طبقا للمعايير الدولية والبروتوكولات التى تم وضعها من الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذه المعايير هى التى تحدد لنا ما إذا كان الجهاز الذى نعمل به يصلح لعلاج مريض السرطان أم لا وهذه المعايير يتم اختبارها بشكل يومى وأسبوعى وشهرى لرصد أى تغييرات قد تطرأ على الجهاز ضمانا لضبطه طبقا للبروتوكولات الدولية هذا فيما يتعلق بمعايير الجهاز نفسه أما بالنسبة للجرعات الإشعاعية فطبيعى أنها تختلف من مريض لآخر على حسب الحالة ومكان الورم وحجمه وبناء على تحديد الخطة العلاجية مع الطبيب المعالج هذا بالإضافة الى أن جلسات العلاج الإشعاعى غالبا ما تتراوح بين 25 الى 35 جلسة وبالتالى وضعية المريض على السرير تختلف من جلسة لأخرى وهذا يستلزم على الطبيب التأكد من أن الإشعاع يضرب الورم فى مكانه السليم لذا نحن نقوم بتصوير المريض بأشعة عادية قبل كل جلسة لتحديد مكان الورم بالضبط وبناء عليه نبدأ ضربه بالجرعة الإشعاعية المناسبة وهو أمر يبدو مرهقا للمريض الى حد ما ولكن لامفر منه لكونه السبيل الوحيد حتى الآن للتأكد من ضرب الورم فى مكانه بالضبط وهذا ما تم التغلب عليه من خلال تقنية العلاج بالسليبر نايف والتى تعد طفرة وأملا جديدا فى علاج السرطان والخلاص منه نهائيا بأقل الأضرار الممكنة على أنسجة الجسم السليمة. وماذا عن تقنية السايبر نايف فى العلاج الإشعاعى للتغلب على هذه المشكلة؟ السايبر نايف يعد أحدث طفرة فى مجال العلاج الإشعاعى وعلاج السرطان عموما حيث إنه يستخدم فى بعض الأحيان كبديل للجراحة خاصة فى أورام المخ التى يصعب الوصول إليها عن طريق الجراحة نظرا لشدة حساسية المكان الذى توجد به وبالتالى يمكن الوصول إليها عن طريق جهاز السايبر نايف، بالإضافة إلى أن السايبر نايف يتحرك مع الورم فى أى مكان يذهب إليه وبالتالى يقلل جدًا من حجم أى ضرر يقع على الأنسجة السليمة، نظرًا لعدم اضطرار الطبيب لرسم هامش أمان كبير حول الورم. هل سيختلف عدد جلسات العلاج بالسايبر نايف عنه فى العلاج الإشعاعى العادى؟ بالتأكيد وذلك لأن العلاج بجهاز السايبر نايف يعتمد أساسا على التركيز الشديد على الورم أو الجزء المصاب فقط وبالتالى يسمح لنا باختصار كبير لعدد الجلسات حيث إنها تتراوح أحيانا من جلسة واحدة إلى خمس جلسات وهى الجرعات التى كانت تعالج بالإشعاع العادى فى 25 أو 30 جلسة وذلك نتيجة لتغيير المسار الإشعاعى طبقا لحركة الورم.