تعد أكاديمية الأزهر العالمية منارة علمية كبيرة لأئمة المسلمين في بلدان العالم عبر قاراته المختلفة، لما لها من دور كبير في نشر الاعتدال والفكر الوسطي. ويأتي ذلك انطلاقًا من حرص الأزهر الشريف وإمامه الأكبر الدكتور أحمد الطيب، على الدور المحوري للأزهر في نشر مبادئ الدين الإسلامي الوسطي المعتدل في أنحاء العالم؛ قامت أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ وباحثى الفتوى خلال عام 2021 بأنشطة مكثفة ومتنوعة في إطار دورها الدعوي والتدريبي والتعليمي، وتأهيل الوعاظ والواعظات وأعضاء لجان الفتوى والدعاة والأئمة من داخل مصر وخارجها. كما يعزز دور أكاديمية الأزهر العالمية الكبير في تنمية مهارات الأئمة البحثية والفكرية من خلال نماذج عملية وتطبيقية تتواكب مع تطورات العصر، وضبط الفتاوى من الفوضى التي لحقت بها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وأشار الدكتور حسن الصغير رئيس أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ في تصريحات خاصة ل"بوابة الأهرام" إلى أن الأكاديمية نظراً لانتشار فيروس "كورونا" وتداعياته على المجتمعات وتطبيقًا للإجراءات الاحترازية، فقد نظمت خلال هذا العام حتى الآن ثمان دورات تدريبية، بعنوان " منهجية الرد على الشبهات" شارك فيها 240من السادة الوعاظ والواعظات بنظام التعليم عن بعد بنوعيه المتزامن وغير المتزامن، بهدف إعداد نماذج متميزة من السادة الوعاظ والواعظات لديهم القدرة على تفنيد الشبهات المعاصرة والرد عليها ردًّا منهجيًّا، وتدريبهم على مناهج البحث في العلوم المختلفة وتدريب السادة الوعاظ على كيفية تطبيق المنهجية العلمية في تحرير المسائل العلمية، وتفنيد شبهات المشككين، وتحديد أساسيات الشبهة وأسبابها وآليات الرد عليها جامعا بين المنقول والمعقول، والتعرف على المفاهيم العقلية والنفسية المرتبطة بالشبهات ومثيريها، واكتساب مهارات الحوار الناجح والمناظرة المتزنة مع المخالف، والقدرة على اكتشاف مفاتيح الشخصيات الإنسانية وتحديد طرق التحاور والتعامل معها؛ ليكونوا على درجة عالية من الوعي والمسؤولية بتلك المهمة الملقاة على عاتقهم، ليقدموا الرسالة النافعة لدينهم وأوطانهم. وتابع: كما عقدت الأكاديمية منذ بداية العام 2021 حتى الآن 3 دورات تدريبية بعنوان "إعداد الداعية المعاصر" للأئمة والدعاة الوافدين، بلغ إجمالي الدعاة المشاركين فيها 145 إمامًا وافدًا من جنسيات متعددة، من قارات آسيا وإفريقيا وأوربا، واشتملت هذه الدورات على عدد من القضايا المتنوعة، ما بين قضايا عقائدية وفقهية وفكرية وتربوية واقتصادية وطبية وسلوكية، تهدف في مجملها إلى تأهيل الدعاة للحديث عن القضايا المثارة بفكر مستنير، وتنمية مهاراتهم الدعوية والشخصية، وتدريبهم على التواصل الفعال، وتزويد الأئمة والدعاة بمعارف ومصطلحات دعوية تجمع بين الأصالة والمعاصرة، تمكنهم من إجراءات النقاشات العلمية المنضبطة، وتفنيد الأفكار المغلوطة وإظهار الصورة الحقيقية النقية للإسلام، فضلًا عن الارتقاء بمهاراتهم الفكرية والثقافية من خلال الوسائل والأساليب الحديثة، بما يتناسب مع التطور العلمي والتكنولوجي المعاصر. وأشار رئيس الأكاديمية إلى أنَّ هذه الدورات يحاضر فيها نخبة من السادة أعضاء هيئة كبار العلماء والأساتذة بجامعة الأزهر الشريف، مؤكداً بأنَّ الأكاديمية بصدد الإعداد لدفعات جديدة، سواء للسادة الأئمة والدعاة الوافدين، ولأعضاء لجان الفتوى والوعاظ المصريين، مع بذل المزيد من الجهود للتنوع في الدورات المقدمة، وتوسيع الشريحة المستهدفة من التدريب.