شروق سيف.. أول مصرية حولت شغفها بالتاريخ واللغة والميديا إلى عمل إعلامي يروِّج للسياحة في مصر، وترى شروق، 25 عاما، أن جيلها عرف طبيعة العالم المحيط به الذي يعج بوسائل التواصل الاجتماعى، فوظَّفت شغفها بالتاريخ، وعشقها للغة الفرنسية، ورغبتها في العمل مذيعة في إعداد ڤيديوهات بصوتها عن أهم المناطق السياحية في مصر لتشارك عشقها للتاريخ المصري مع كل الناطقين باللغة الفرنسية، وتتحول إلى منصة للترويج السياحي لكل محبي السفر والتاريخ من دول الفرانكفون. كيف جاءت الفكرة؟ وما تأثيرها على دعم السياحة في مصر؟ سنعرف إجابات هذه الأسئلة وأكثر من خلال حوار أجرته نصف الدنيا معها. -ما سر حبك للغات؟ أنتمي إلى عائلة تعيش في الإسكندرية ذات ثقافة فرنسية، وتعلمنا جميعا هذه اللغة، لذلك التحقت بمدرسة للراهبات في الإسكندريةمسقط رأسي، وعشقت هذه اللغة وأصبح لدي لغتان أساسيتان الفرنسية والإنجليزية. -لماذا انتقلت للعيش في القاهرة؟ بعد انتهائي من الدراسة في المرحلة الثانوية، قررت إكمال دراستى اللغوية في كلية الألسن جامعة عين شمس، لذلك اغتربت لإتمام دراستي في اللغة الفرنسية، وأثناء فترة الدراسة نشرت عدة مقالات مترجمة عن الفرنسية على بوابة روز اليوسف الإلكترونية. -لماذا لم تفكري في ترجمة الكتب؟ أحب العمل في الميديا وكنت أريد العمل مذيعة، لذلك التحقت بورشة عمل في الإذاعة وحصلت على دبلومة في الدوبلاچ و«voice over»، وقدمت عدة برامج إذاعية في إحدى القنوات على الإنترنت منها برنامج لايف بعنوان «تراكيب» عن الأمثال الشعبية، وبرنامج آخر مع أبرز الشخصيات الشبابة الناجحة في الفن والأدب. وشاركت في حملة للمرأة باسم «Her story» بكتابة مقالات عن دور المرأة الناجحة في عدة مجالات فى مصر. واستكملت دراستي في اللغة بعمل دبلومة متعمقة في اللغة الفرنسية في المركز الثقافي الفرنسي لإجادة فن الإلقاء والإعلام. -كيف جاءت فكرة تقديم فيديوهات تاريخية في المناطق السياحية في مصر؟ أحببت أن أكمل عملي كمذيعة، لذلك قررت الدمج بين حبي للغة، والتاريخ، ومهارتي في مجال الميديا، لعمل فيديوهات عن مواقع تاريخية في أماكن مختلفة في مصر. -كيف تُعدِّين هذه الفيديوهات بمفردك؟ بالطبع عمل مرهق لأنه يضم عدة مراحل من جمع المعلومات، وعمل السكربيت، والتصوير في الأماكن التاريخية، والترجمة، ثم المونتاچ. -كيف كانت البداية؟ عندما كنت طالبة في الجامعة بدأت باستخدم أحد البرامج المخصصة لتصوير الفيديوهات، وتعملت المونتاج في تلك الفترة، لكن الآن أستخدم نسخة أحدث من هذا البرنامج. وتبدأ رحلة العمل باختيار الفكرة، والموقع أو المكان المناسب للتصوير. -حدثينا عن مراحل العمل بشكل أكثر تفصيلا؟ أبدأ العمل باختيار موقع سياحي، مكتبة الإسكندرية على سبيل المثال، ثم القراءة عنها في المصادر التاريخية باللغة الفرنسية ثم باللغة العربية، واستشارة المرشدين السياحيين للتأكد من صحة المعلومات التاريخية، ثم البحث عن صور للموقع على الإنترنت، ثم دمج الصور مع المعلومات، وعمل سكربيت وبعدها أنتقل إلى الموقع لنقل صور حية، ثم عمل المونتاچ مع تعليق باللغة الفرنسية، وأخيرا تأتي الترجمة باللغة العربية أسفل الفيلم ثم أنشرها على صفحتي على فيسبوك أو يوتيوب. -من أكثر المتابعين لأعمالك؟ أبناء الشعوب الناطقة بالفرنسية «الفرانكفون» لأنهم شعوب تحب التاريخ والمناطق التاريخية في مصر، وأتلقى تعليقاتهم وآراءهم ويطلبون فيديوهات لأماكن مختلفة في مصر. -ما أهم المناطق التي قمت بالترويج لها في مصر؟ مدينة هيرقليون الغارقة تحت مياه الإسكندرية، قصر البارون إمبان في مصر الجديدة، قصر المنتزة، قصر عابدين، شارع المعز لدين الله في القاهرة القديمة، النوبة، دهب، سانت كاترين، محطة الرمل في الإسكندرية. -ما أكثر عمل وجد رواجا بين مشاهدي وسائل التواصل الاجتماعى؟ مدينة هيرقليون الغارقة تحت مياه الإسكندرية لأنها أكبر متحف عائم تحت الماء، وكانوا يسألون عن إمكانية الغوص تحت الماء لمشاهدة الآثار الغارقة تحت الماء، وشعرت بأن هذه الفيديوهات أفضل وسيلة للترويج السياحي لمصر. -ما الظرورف التي ساعدتك على ترويج أعمالك على وسائل التواصل الاجتماعى؟ تفشي وباء كورونا لأن معظم الناس في العالم كانوا في العزل المنزلي وكانوا أكثر إقبالا على وسائل التواصل الاجتماعى، لذلك شاهدوا الفيديوهات من هنا وهناك، وكونوا فكرة عن مصر من الناحية السياحية وعندما ينتهي العزل يمكن أن يأتوا لزيارتها. -ما مشروعاتك المستقبلية؟ أود التركيز على عمل فيديوهات عن المحميات الطبيعية، ومناطق السياحة العلاجية في مصر مثل وادي الحيتان في الفيوم مع الاستعانة بخبيرة في الچيولوچيا، ثم مناطق سفاجا المشهورة بالسياحة العلاجية، ويوجد في مصر مناطق كثيرة تعد ثروة سياحية لا يعرفها الكثيرون. -ما الفرق بين جيلك من الإعلاميين والجيل السابق؟ الفرق أننا نعلم أن النجاح يعتمد على الفكرة، نحن جيل غير تقليدي نبحث عن الأفكار الجديدة ربما لأن الظروف حولنا تغيرت لم تعد كما كانت في الماضي، لا توجد فرص عمل لكل شخص لذلك لابد من البحث عن فرص جديدة، كما أن ثورة الاتصالات جعلت العالم عند أصابع أيدينا وبخاصة وسائل التواصل الاجتماعى وهى أفضل وسيلة للإعلاميين الجدد للوصول إلى الناس. -ما دور المرأة في استغلال الترجمة في تطوير المجتمع؟ ليس من المُحتم أن تتخرج الفتاة في كلية الألسن لتصبح مترجمة أو تتخرج في كلية الإعلام لتصبح مذيعة، بل يمكن أن تكتسب مهارات جديدة وتستخدم هذه المهارات لتحقيق شيء للمجتمع، فأنا أحب التاريخ واللغة وأريد العمل مذيعة وكل ذلك اجتمع في عمل فيديوهات للأجانب الناطقين بالفرنسية للتعرف إلى مصر تاريخيا وسياحيا. -ما نصيحتك للفتيات من جيلك من محبات الإعلام؟ أن البداية ستكون فكرة جديدة يعملن عليها بجد وإخلاص، ثم يبدأن على وسائل التواصل الاجتماعى، وليس المهم الشهرة أو الربح في البداية، لكن إيجاد الفكرة التي تحقق لكُنَّ شغفكن في العمل ليأتي النجاح بعد ذلك، وبخاصة أن الإنترنت جعل الفرص متاحة للجميع.