رغم أنني عانيت كثيرًا من فواتير الكهرباء وأسكن شقة عادية، ومضى عام وأنا واحد من سجناء كورونا.. لم أصدق فاتورة الكهرباء التي أرسلتها وزارة الكهرباء تطالب مستشفى د.مجدي يعقوب بمبلغ 650 ألف جنيه.. وهذه الفاتورة على مستشفى يعالج الآلاف بالمجان ومعظمهم أطفال صغار من مرضى القلب.. ومجدى يعقوب نفسه يجري لهم عمليات القلب بالمجان والرجل يتلقى المعونات من كل دول العالم عربية وأجنبية بجانب الدعم من أغنياء مصر.. إن مجدى يعقوب كان يستطيع وهو فى هذا العمر وبعد كل ما حقق من نجاحات أن يعيش فى بلد منحه المجد والبريق والشهرة وأن يكتفى بما قدم.. ولكنه عاد إلى وطنه يقدم خبرات عمره وتجارب حياته واختار أسوان لتحقيق حلمه فى علاج البسطاء والفقراء ولا يعقل بعد ذلك أن يكون هذا جزاء الفضل بيننا.. نحن نتحدث عن مؤسسة خيرية لخدمة الناس ولا توجد أى شبهة فيها لتحقيق أرباح أو مكاسب لا أطالب بإعفاء مستشفى د.مجدى يعقوب من دفع قيمة الكهرباء، ولكن لا ينبغى أن يعامل مثل مؤسسات ربحية أو تجارية هدفها الربح.. يجب أن تراعى الدولة حدود المواقف والأشياء ورغم أننى واحد من ضحايا فواتير الكهرباء وكثيرا ما طلبت من الصديق د.محمد شاكر وزير الكهرباء رفع الظلم عني إلا أنني أطالب بوضع أسعار خاصة لاستهلاك الكهرباء لمستشفى د.مجدى يعقوب.. حتى يكون قادرًا على تحمل نفقات علاج الملايين من فقراء مصر.. لا أدرى لماذا اختفت الرحمة من قلوبنا أمام سطوة المال وجبروت المصالح.. إن من حق الحكومة أن تسعى لجمع الأموال.. ولكن هناك مسئوليات إنسانية وأخلاقية يجب أن تراعى خاصة أمام نماذج رفيعة مثل د.مجدي يعقوب، هناك جهات حكومية معفاة من كل شيء وفي الشوارع ملايين من أعمدة الإضاءة التي تضيء نهارًا وتنطفئ ليلا. فلماذًا لا تضاف فاتورة مستشفى د.مجدى يعقوب إلى أنوار الشوارع المطفأة؟ هل نطلب من مجدى يعقوب أن يفتح قلوب الأطفال ويجري الجراحات في الضلمة؟!