أظهرت نتائج أحدث الدراسات العلمية إصابة مرضي التصلب العصبي المتعدد بتدهور القدرات العقلية والذهنية في بداية المرض عكس ما كان شائعا من قبل بظهور هذا التأثير في مراحل متاخرة من المرض. مما دعا الأطباء المتخصصين في أمراض المخ والأعصاب لدق ناقوس الخطر لسرعة علاج هؤلاء المرضي فور تشخيصهم بشكل مبكر. أكدت الأبحاث إمكانية تجنب مرضي التصلب العصبي بإعاقة القدرات الذهنية في حال العلاج المبكر بخاصة أن المرض يصيب الشباب من عمر 20 إلي 40 عاما، مما يؤثر عليهم اجتماعيا بشكل سيء كما يؤثر علي اقتصاد الدولة بشكل غير مباشر بمئات الملايين من الجنيهات نظرا لما يسببه المرض من إعاقة ذهنية وحركية وبصرية تمنعهم من العمل وهم في عمر الإنتاج. جاء ذلك خلال مؤتمر الجمعية الأوروبية لعلاج وأبحاث مرض التصلب العصبي المتناثر والمنعقد في ليون بفرنسا، لعرض ومناقشة أحدث الأبحاث العالمية في مجال تشخيص وعلاج مرض التصلب العصبي المتعدد بحضور أكثر من 6 آلاف طبيب مخ وأعصاب من بينهم أكثر من 30 طبيبا مصريا. أكد الأطباء المشاركون في المؤتمر، أن نسبة الإصابة فى مصر هى 30 شخص لكل 100 ألف مواطن ويصيب السيدات بنسبة أكثر من الرجال، و أن هناك 24 ألف حالة تقريبا مصابة بالمرض ولا يتوافر لهم العلاج بشكل كامل نظرا لعدم قدرتهم علي تحمل تكاليفه. كما طالبوا الدولة ممثلة في التأمين الصحي بضرورة تحمل علاجهم بالكامل بدلا مؤكدين أن تحمل نفقات العلاج بالكامل سوف يوفر مبالغ طائلة في المستقبل ممثلة فى تقديم رعاية صحية لهؤلاء لدعم إعاقتهم. ومن جانبه أوضح الدكتور البهى رضا، أستاذ طب المخ والأعصاب بجامعة الأزهر وعميد كلية طب الأزهر أن الأبحاث العلمية أكدت علي أن العلاج المبكر ذو جدوي أكيدة في تجنب الإعاقة في أشكالها المختلفة للمرضي ويقيهم من الانتكاسات التي قد تصيبهم بشلل تام أو فقدان البصر أو عدم القدرة علي التحدث. ولفت رضا، إلي أن المؤتمر هذا العام قدم الدليل العلمي الذى يثبت أن مرضي التصلب العصبي المتناثر يصابون بتدهور في القدرات الذهنية بشكل مبكر ولذلك قدمت أبحاث جديدة حول طرق الاكتشاف المبكر للمرض وسرعة العلاج لتجنب ذلك، مشيرا إلى أن هذا المرض يتم تغطية نفقات علاجه فى كل الدول العربية مثل سوريا و لبنان والسعودية والخليج، ولذلك لابد أن يوفر عن طريق الدولة فى مصر ممثلة فى التأمين الصحى، مؤكدا أن نسبة حدوث المرض تزداد مع اضطراب جهاز المناعة. وأوضح الدكتور هانى عارف، أستاذ أمراض المخ والأعصاب بكلية طب جامعة عين شمس أن رسالة المؤتمر هذا العام تركزت على ضرورة العلاج المبكر لمرضى التصلب العصبى وبالتالى ضرورة تشخيصه مبكرا، مما يتطلب رفع الوعى لدى الأطباء والمرضى لتحقيق، لافتا إلى دراسة حديثة تدعى "بينفت" استمرت 8 سنوات أثبتت أن العلاج المبكر للمرض يوقف تدهور القدرات العقلية. كما قدم المؤتمر أسلوبا جديدا لتشخيص مدى تدهور القدرات المعرفية لدى مرضى التصلب العصبى المتناثر عن طريق برامج تدريبية تستخدم فيما بعد لتنمية تلك المهارات كاسلوب علاج. وأكد أن المشكلة فى مصر هو توفير العلاج للمرضى عن طريق الدولة، مؤكدا أن الدراسات أظهرت أن تكلفة العلاج أقل بكثير من علاج أعراضه فيما بعد. ويقول الدكتور حازم محمد معروف، أستاذ أمراض المخ والأعصاب كلية طب جامعة الإسكندرية: إن الأبحاث العلمية هذا العام تركزت فى تطور وسائل التشخيص غير التقليدية عن طريق الرنين المغنطيسى الذى يقيس سرعة تدفق الدم للانسجة وقياس نسبة استهلاك الأكسجين أو نسبة الميتابوليزم فى الخلايا التى ترصد وظائف الخلية من قبل أن يحدث لها تلف. وأشار معروف، إلى ضرورة المبادرة بالعلاج لمنع حدوث انتكاسات قد تؤدى إلى حدوث اعاقات للمريض ربما يعجز العلم عن علاجها، ويقوم العلاج بتعديل الجهاز المناعى ويقلل حساسية الخلايا ويحاول بقدر الإمكان خفض نسبة حدوث الانتكاسات وخفض شدتها. ويقول الدكتور محمد سعد، أستاذ ورئيس قسم الأعصاب كلية طب جامعة المنصورة: إن هناك نوعا جديدا لرسم المخ يساعد على التشخيص المبكر والتنبؤ بالمرض، بالإضافة إلى تحليل جديد للنخاع لكشف المرض.