متخطية العراقيل البيروقراطية للتواصل وعقد الملتقيات والفعاليات، تبدو «بيوكيميت» واحدة من المبادرات العلمية الناجحة للعلماء المصريين فى الخارج والداخل، والمعنيين بالعلوم الحيوية والهندسة الوراثية. يحكى دكتور شريف أبو الحديد أحد المؤسسين للمبادرة وباحث علوم الفيروسات والبكتيريا بجامعة لندن أن فكرة « بيوكيميت» بدأت منذ أكثر من 12 عاما بعدد محدود من باحثى الدكتوراه المصريين بالخارج بهدف إتاحة مساحة للحوار والتواصل العلمى بين العلماء المصريين المهتمين بالعلوم الحيوية والهندسة الوراثية. ويوضح أبو الحديد، أن اختيار لفظة «كيميت» جاء لأنه كان يطلق سابقا على أهالى مصر القديمة. واضاف أن المبادرة تقوم على التواصل بين علماء المبادرة أسبوعيا، عبر عدد من الفعاليات الثقافية، وذلك عن بعد. كما تم تنظيم عدد من الفعاليات المباشرة فى مصر بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمى، وذلك كلما توفرت الفرصة. ويوضح أن عدد المشاركين زاد تدريجيا إلى مئات الباحثين المصريين والعرب منهم من عادوا لبلادهم، ومنهم من ظلوا مغتربين، ويشاركون فى تنفيذ اللقاءات على مدار العام ليتم بثها عبر قناة المبادرة. كما تقوم المبادرة على التواصل مع شباب الباحثين وخريجى الكليات العلمية، لمساعدتهم فى كتابة البحوث ودعمهم للحصول على منح الماجستير والدكتوراه بالخارج مصر. ويكشف أبو الحديد عن أن قائمة أبرز الفعاليات التى نفذتها «بيوكيميت» تضمنت محاضرة ألقتها دكتور سارة حسن، الباحث فى «علم النفس المجتمعى» بجامعة «البورج» فى الدنمارك، للحديث عن الصحة النفسية للمجتمع خلال فترة الوباء. وركزت المحاضرة على النتائج النفسية المترتبة على فقدان الوظائف، وارتفاع نسب الاكتئاب، والعنف الأسرى. كما عقدت ندوة أخرى حول اقتصاديات الدواء والخسائر المادية من انتشار الأمراض والأوبئة. وقد أقيمت هذه الندوات باللغة العربية، وتمت إتاحتها مجانا عبر منصات التواصل الخاصة بالمبادرة. وعن مستقبل المبادرة، يكشف أبو الحديد مساعيه تحويل «بيوكيميت» إلى مؤسسة معنية بتحقيق التواصل العلمى فى مصر. ومع انتشار جائحة كورونا، حرص علماء «بيوكيميت»على إقامة عدة فعاليات لبحث قضايا تحور الفيروس، ومدى الاستعداد للتعامل مع مثل هذه الكوارث الصحية فى المستقبل. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن مع استمرار سوء استخدام المضادات الحيوية عالميا، فمن المتوقع أن يجرى تطور متلاحق للبكتيريا المقاومة للأدوية بما يرجح تفشى الوباء المقبل بحلول عام 2050. ويضيف أبو الحديد أن مما يعمق أبعاد هذه الأزمة، وجود فجوة فى البحوث الموجهة لإنتاج المضادات الحيوية الجديدة وعشوائية تناول الأدوية، ويشير إلى ما كشفته التجارب على مر التاريخ عن أن البكتيريا والفيروسات أكثر ذكاء وأقدر على التعامل مع المتغيرات، وذلك بقدر أفضل من الإنسان، مشددا على انه «لا يمكن الافتراض بأن ظهور اللقاحات يعنى السيطرة على الفيروس، ويجب الاستمرار فى الإجراءات الوقائية ومتابعة تطور الفيروس». د. شريف أبوالحديد