يعتمد نادي بايرن ميونيخ منذ فترة طويلة على نجمين ماهرين، سواء على مستوى تسجيل الأهداف في أحد مرميي الملعب وتجنّبها في المرمى الآخر. ونشر الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» تقريرًا تناول خلاله مسيرة الثنائي مع بايرن ميونخ. وأكد التقرير أن مجموع السنوات التي قضاها النجمان معا في النادي البافاري بلغ 16 عاما، وكلاهما اتهم في مواسم ماضية بأنه تجاوز قمة عطائه وبدأ بالتراجع، مشيرًا إلى أنه في الحقيقة، وبالنظر إلى حجم إنجازاتهما السابقة وتخطيها سن الثلاثين عاما، سيكون مثل هذا التراجع، إن حدث فعلاً، مفهوما تماما. لكن روبيرت ليفاندوفسكي ومانويل نوير، 32 و34 على التوالي، يلعبان الآن أفضل من أي وقت مضى. وجاء الاعتراف بذلك في شهر ديسمبر عندما توّج اللاعبان - للمرة الأولى - بجوائز The Best كأفضل لاعب للرجال وأفضل حارس مرمى للرجال. استمر النجمان في التحسّن في الأسابيع التي تلت ذلك، وحقق كلاهما أرقاما قياسية جديدة رائعة في الدوري الألماني، وبالأمس، أظهر كل منهما مهاراته مرة أخرى عندما افتتح بايرن مشواره في كأس العالم للأندية بتسجيل هدفين من ليفاندوفسكي والمحافظة على شباك نظيفة من نوير. روبيرت ليفاندوفسكي تطوّر هذا المهاجم البولندي المتميز وتحسّن على مدار السنوات الأخيرة ليُصبح قائدا ولاعبا شاملاً يتمحور حوله فريق بايرن ميونيخ، وقال عنه توماس مولر مؤخرا: «لقد وصل الأمر إلى حد أنه يمكن أن يستمتع، تقريبا، بدور المساعدة في تسجيل هدف». فتسجيل الأهداف يظل هدفه الأول، وحتى الآن، لا يوجد أحد في كرة القدم العالمية أكثر مهارة منه في تسجيلها. حتى منتصف الطريق في الدوري الألماني الحالي، حصد ليفاندوفسكي 22 هدفا رائعا. في تاريخ الدوري بأكمله، لم يتمكن أحد من تحقيق مثل هذا الرقم الرائع في منتصف المشوار، حيث تجاوز به ليفاندوفسكي الرقم القياسي الذي سجله جيرد مولر وهو 20 هدفا في موسم 1968/1969. وكانت من بين تصريحاته، «منذ سنوات كنت أسمع أن هذا هو أفضل ليفاندوفسكي. لا يهم كم عمري. لا يزال بإمكاني التحسن وتحسين مهاراتي. أحاول أن أكون أفضل ليفاندوفسكي كل موسم». وقال عنه هانسي فليك «إنه أحد المهاجمين الأكثر اكتمالاً حول العالم، إن لم يكن أفضل صاحب قميص رقم 9 في العالم على الإطلاق. لديه كل ما تحتاجه. إذ يُمكنه تسديد الكرة بالرأس، وإنهائها في المرمى، والاحتفاظ بها» . مانويل نوير بحلول نهاية عام 2014، كان نوير بالفعل بطلاً عالمياً مع النادي والمنتخب، وتمت الإشادة به لإحداثه ثورة في دور حارس المرمى، إن لم يكن جعل هذا الدور مثاليا. لكن السنوات التي تلت ذلك تميزت بمعاناته من الإصابات وأحيانا بشيء من اللا مبالاة. غير أن الإيحاءات بأن مستواه كان يتراجع ثبت بطلانها بشكل قاطع، وكان أداؤه البطولي عاملاً رئيسيا في استعادة بايرن لقب دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي والوصول إلى نهائي كأس العالم للأندية للمرة الثانية. عدد الشباك النظيفة التي حافظ عليها نوير في الدوري الألماني وحده. وعندما وصل إلى الرقم 197 الشهر الماضي في المباراة ضد شالكه، كان نوير يحقق رقما قياسيا جديدا، متجاوزا الرقم القياسي الذي سجله أسطورة بايرن ميونيخ أوليفر كان. وصرح سابقًا: «يجب أن يقال إن لدي ثقة كبيرة في الأشخاص الذين أمامي. يمكنك أن ترى أن لدينا فريقاً رائعاً على أرض الملعب، وبالنسبة لي شخصياً، فإن هذا هو ما يجعلني لا أخشى أبدا أن أفعل ما يجب عليّ أن أفعله في المباراة. أنا شجاع للغاية وأحاول دائما اتخاذ القرار الصحيح». وقال عنه كارل هاينز رومينيجه، «إنه يتحسّن أكثر وأكثر. إنه مثل النبيذ الأحمر الذي ينضج كل عام. إنه يتوقّع كل ضربة قادمة تقريباً، من أي جهة أتت، ويقوم بالتصدي لها. إنه أفضل حارس مرمى في العالم، لا بل أعتقد أنه أفضل حارس مرمى على مر الزمن. كان لدينا دائما حراس مرمى جيدون في ألمانيا، في بايرن، مثل سيب ماير وأوليفر كان، لكنني أعتقد أن مانويل نوير ارتقى بحراسة المرمى إلى مستوى جديد».