وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى رسائل إلى أشقائه القادة العرب للإعراب عن اعتزام مصر إعادة ترشيح أحمد أبو الغيط أمينًا عامًا لجامعة الدول العربية لفترة ثانية مدتها خمس سنوات، والتطلع لدعم القادة لهذا الترشيح وفقًا لما تقضى به أحكام ميثاق الجامعة. لماذا أحمد أبوالغيط؟ أبو الغيط دبلوماسي ذو ثقل وخبرة كبيرة ويحظي بتوافق عربي كبير، ولديه رؤية شاملة لكافة القضايا العربية وإلمام واسع بها وهو ما يؤهله لاستكمال مسيرة الجامعة نحو تحقيق التضامن العربي المنشود وحماية الأمن القومي العربي في مواجهة التحديات الكبيرة القائمة. يقول السفير محمد حجازي – مساعد وزير الخارجية الأسبق- إن أبوالغيط معروف بمواقفه القوية وثوابته ومبادئه التي تصب في مصلحة الأمة العربية وجرأته في طرح أفكاره وقناعاته والدفاع عنها باستماتة، إضافة إلى أنه معروف بموقفه الواضح تجاه أعداء الأمة العربية والساعين لتمزيقها والطامعين في ثرواتها، ولذلك كان اختياره ضروريا لمواجهة تبعات تلك المرحلة التي تعيشها الأمة وتتزايد حولها التهديدات من كل النواحي. وأضاف حجازي ل"بوابة الأهرام": أبو الغيط له رؤية شاملة ومستنيرة تجاه تحقيق التضامن العربي ومواجهة أطماع إيران في الخليج وتدخلاتها في الشأن العربي وسعيها لجر المنطقة لحرب سنية شيعية وله مواقف قوية تجاه التدخلات الغربية في شؤون الدول العربية منذ أن كان مندوبا لمصر في الأممالمتحدة ، إلى جانب إلمامه بكافة قضايا الصراع العربي الإسرائيلي والقضية الفلسطينية، مضيفا أن الوضع العربي يتطلب رجلا يتمتع بدبلوماسية قوية ومرنة تستطيع مواجهة ما يحدث في سوريا وليبيا واليمن والعراق ولبنان وغيرها من القضايا التي تستنزف الأمة العربية. اختيار مصر لأبو الغيط يرجع أيضًا للإجماع العربي عليه ، حيث نجح أبو الغيط في النهوض بالجامعة العربية وإصلاحها ودفع القضايا العربية إلى منطقة الوصول لحلول جذرية لها وزيادة الاتفاق العربي وتقليل حدة الخلافات والانشقاقات التي تستهلك من طاقة العرب وتضعف من شوكتهم في ظل وضع عالمي صعب ومعقد. ومن المتوقع ألا يواجه انتخاب الأمين العام للجامعة العربية هذا العام نفس المواقف التي حدثت عام 2016، على اعتبار أن الظروف حاليا قد تغيرت ، وكان اختيار أحمد أبوالغيط أمينا عاما للجامعة العربية 2016 قد واجه رفضا من دولتين وهما السودان فترة حكم عمر البشير قبل أن يتم إبعاده عن السلطة في السودان، إلى جانب قطر التي تحفظت على الاختيار حينها ثم تراجعت ورفعت هذا التحفظ . السفير "حجازي" يرى أن العلاقات العربية- العربية تغيرت هذا العام عن سابقتها في 20016، فالسودان الآن تربطه علاقات قوية مع مصر ولديهما ملفات مشتركة ، أما عن موقف قطر فيتوقع البعض أن يكون هناك تغيير على ضوء المصالحة الخليجية الأخيرة.