وصف وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني الدكتور محمود هباش، في حوار مع جريدة «الشرق الأوسط»، موقف حماس المتبدل بشأن قضية الأنفاق - التي لطالما تم تخوين الرئيس المصري السابق حسني مبارك بشأنها - بعد وصول مرشح الإخوان المسلمين إلى كرسي الرئاسة بمصر، «انتهازية سياسة مقيتة»، فالعدل والإنصاف يقتضيان أن يكون الموقف من القضية الواحدة ثابتا، لا أن يتبدل تبعا للشخص أو النظام. وردًا على تصريحات نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، موسى أبو مرزوق، التي أكد فيها أن إغلاق الحكومة المصرية الأنفاق جاء بشكل لم يتم في عهد مبارك، قال الهباش: «إن الرئيس مرسي يعمل ليل نهار من ضمن رؤيته من أجل خدمة بلده وأمنها القومي». وشدد الدكتور الهباش على ثبات موقف الحكومة الفلسطينية من قضية الأنفاق، واعتبارها ظاهرة مشينة لا تليق بالشعب الفلسطيني، حيث إن المستفيد منها هم فقط «تجار الحروب»، من خلال التهريب من وإلى القطاع، وضرورة أن يضبط الأمن المصري تهريب المخدرات، بالإضافة إلى الأسلحة والأفراد من قطاع غزة وإليه، الأمر الذي تترتب عليه أخطار أمنية كبيرة على كلا الجانبين، مشيرا إلى أن مصر دولة ذات سيادة، ومن حقها أن تتصرف فيما يخص تحقيق أمنها الوطني ومصالح مواطنيها، بالطريقة التي تراها مناسبة، دونما أي وصاية أو تكفير. وانتقد وزير الأوقاف الفلسطيني، الذي كان سابقا عضوا في حماس، وصف الحمساويين حكومتهم بالإسلامية التي تطبق شرع الله تعالى، واعتبره مثيرا للسخرية، موضحا أن «قطاع غزةإقليم واقع تحت سلطة متمردة على الشرعية، فضلا عن أنها لا تطبق من شرع الله شيئا»، فأول ما عليها أن تطبقه من شرع الله هو أن الأمة أمة واحدة، فلماذا تريد أن تجعلها أمتين والسلطة سلطتين؟ وقال إن «حماس ارتكبت جريمة شرعية في حق الإسلام عند تنفيذها الانقلاب في قطاع غزة»، مطالبا حماس بعدم بيع شعارات فارغة من أي مضمون، وقال إن حماس «ليست حكومة، كما أنها ليست حكومة إسلامية أصلا». كما حذر الهباش من احتمالات تصفية القضية الفلسطينية من خلال المشروعية الإسلامية، التي اعتبرها أكبر جريمة يمكن أن تحصل بحق الشعوب العربية والإسلامية، واعتبرها رديفا للخيانة العظمى، في حال ساعد ما يسمى بالربيع العربي، الذي ساهم في صعود الإخوان المسلمين، إلى ترسيخ موقع حركة حماس بقطاع غزة، التي عدها الخطوة الرئيسية لتصفية القضية الفلسطينية، وذلك بإنشاء شبه دويلة بقطاع غزة مقابل استئثار إسرائيل بعد ذلك بالضفة الغربية. وأكد الهباش على بداية تبدل لمواقف المجتمع الدولي من حركة حماس، وذلك من خلال عقد لقاءات وفتح خطوط مشتركة، منوها بمحاولات حماس وبعض الأطراف تنفيذ سيناريو الربيع العربي في الضفة الغربية من خلال استغلال الأزمة الاقتصادية، قائلا: «حاولت حماس أن تلعب في هذا الميدان وأن تذكي نار الفتنة في الضفة الغربية، إلا أن الارتباط الوثيق بين المنظمة والجمهور الفلسطيني فوت الفرصة على الجميع». وأكد عدم استغرابه إذا ما حاول البعض تهيئة السلطة لحماس في الضفة الغربية، وبين هذا البعض إسرائيل وجهات أخرى عربية ودولية.